احتضنت المكتبة الوطنية مائدة مستديرة خصصت لدراسة شخصية شيخ الإسلام محمد بلعربي العلوي بحضور ثلة من الأساتذة والمثقفين ووزراء سابقين، وتم فيه مناقشة مسار الفقيه بلعربي. المحاضرون ركزوا على نشأة العلامة بمنطقة تافيلالت وكذا دراساته الفقهية والشرعية بجامعة القرويين، مرورا بالمناصب التي تقلدها كقاض بفاس و وزيرا للعدل ووزيرا للتاج.. كما استحضر المتدخلون مناقب بلعربي العلوي، وخصوصا تلك المتعلقة بمواجهة الاستعمار و "الجهر بالحق والدفاع عن حقوق المظلومين.."، وكذا موقفه السباق الى المطالبة بتعلم المرأة. الندوة التي قامت بتنشيطها الكاتبة زكية داوود عرفت حضور كل من وزير المالية السابق مصطفى فارس ووزير الاتصال السابق إدريس العلوي المذغري ومدير المكتبة الوطنية إدريس أخروز و المؤرخ جمال الدين العمراني. المائدة المستديرة أبرزت أيضا ما اعتبرته الإشعاع الإقليمي والعالمي للفقيه، خاصة أن الفكر السلفي المغربي لتلك الفترة كان مشهود له بالحداثة والتقدمية عكس ما هو عليه اليوم، حسب بعض المشاركين. وركز المتحدثون على مختلف المدارس والتيارات التي تتلمذ عليها شيخ الإسلام في حين شرحوا الأدوار السياسية المختلفة التي قام بها الفقيه في مواجهة الحماية الفرنسية وكذا شخصيته المتنورة المتشبعة بقيم بالتسامح والعدالة والدفاع عن الحريات الفردية على النحو المنصوص عليه في الإسلام.