لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إدخال الفرحة إلى قلوب تئن تحت وطأة الجائحة، سواء كان ذلك بمقتضى الواجب الوطني أو الواجب العائلي، أو الواجب الإنساني.. لكل من نجحوا في خلق الابتسامة رغم المحنة، لكل من يقف أو تقف شامخة ضد اليأس، لكل أم، لكل أب، لكل الأبناء، لكل المتحدين في زمن التنكر للقيم..عيد مبارك سعيد. عيد مبارك سعيد لكل من يؤمن بأن الوطن للجميع، والله للجميع..لكل من يؤمنون بالحق في الاختلاف، لكل من لا يختلف حول وجودهم اثنان، لكل من يسهرون في الخلاء لحماية الحدود، لكل من يسهرون في المؤسسات العمومية، والمستشفيات العمومية، ومولدات الكهرباء ومحطات تصفية المياه... عيد مبارك سعيد. لكل ناجح يجر وراءه مجموعة من الفاشلين، نحو بر الأمان، لكل أم سهرت على إعداد الحلوى بمكونات بسيطة، لكل أب يضحك رغم الأزمة، لكل من يؤمن بالنجاح الجماعي، والبناء الجماعي، عيد مبارك سعيد. لكل مسؤول ولكل عامل لا يعرف من الأعياد إلا اسمها، بفعل ربضه في الميدان، لكل من لا يحتفلون من أجل أن يحتفل الآخرون، شكرا لكم.. شكرا لمن يعرف أن الوطن ليس مجرد كلام، يطلق على عواهنه، شكرا لمن لم تغرر به شهوات الشهرة الخادعة، على مواقع التواصل الاجتماعي، شكرا لمن يؤمن بالأعياد الحقيقية وليس الأعياد الافتراضية. لكل المواطنين الملتزمين بتدابير الحجر الصحي، الذين ضحوا بقوتهم اليومي، وصاموا عن افتعال الاحتجاجات تفاديا لسوء الفهم، عيدكم مبارك سعيد. والشكر موصول لمن رفضوا استغلال الدين في "شهر التدين"، وسهروا على أداء شعائرهم بعيدا عن التأويلات المفصلة على المقاس في الدهاليز المظلمة. شكرا لكل الذين سهروا طيلة شهر رمضان، وعملوا ما في وسعهم لكي تستمر الحياة رغم الحجر والحظر وقلة الحيلة. شكرا لمن التزم بأطول بروتوكول صحي في التاريخ، حماية لأعز الناس وأبعد الناس..والأمل معقود على أن تزول هذه الغمة في أقرب وقت، حتى يعود العمال إلى عملهم، والصغار إلى لعبهم، والطلاب والتلاميذ إلى مؤسساتهم.. والأمل معقود على فرج كبير ينقذ العاطلين والحالمين.. كل عام وهذا الوطن بخير، وكل عام وهذا الأمل كبير، في رؤية مغرب مزدهر، وشعب متألق وناجح، أمام شعوب أخرى، في انتظار ربح معركة "تنمية الإنسان"، وحجز الصفوف الأولى في السباق الحضاري للأمم، وعندها ستكون كل الأيام أعياد.