قالت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية وعضو اللجنة السياسية بمجلس أوروبا نزهة الوافي إن هناك مشاكل حقيقية تحول دون اندماج غالبية سكان المناطق الصحراوية المغربية في مختلف الأوراش التنموية والاقتصادية والجمعوية، داعية إلى تقوية نسج العلاقة بين جهود الدولة التنموية وروح الساكنة التي تشكل حسب المتحدثة القيمة المضافة التي ستذوب ما سمته إشكالية التماسك الاجتماعي والاندماج "والتي تعبر عنها التوترات الاجتماعية المتكررة في المنطقة خاصة من طرف الشباب والنساء الذين همشوا كل هذه الفترة". وأضافت الوافي في تصريح لهسبريس بأن الزيارة الأخيرة التي قامت بها مقررة اللجنة السياسية والديمقراطية بمجلس أوروبا للمغرب، والتي رافقتها خلالها، أظهرت جدية ومعقولية مقترح الحكم الذاتي، مشيرة إلى أن اللقاءات التي عقدتها المسؤولة الاوروبية سواء بالرباط أو العيون مع مسؤولين مغاربة مكنت من الخروج بخلاصات أهمها ضرورة الوقوف بكل إرادة وجرأة على تعزيز مكتسبات ما بناه المغرب اقتصاديا واجتماعيا منذ 1975 والوقوف بكل مسؤولية وجرأة أيضا على أخطاء الماضي، مبرزة أنه وبالرغم من حجم الاستثمارات العمومية بالصحراء والتي وفّرت للأقاليم الجنوبية ما يلزم من التجهيزات والبنية التحتية بهدف تحقيق الأمن للساكنة المقيمة في هذه المناطق، وتوفير شروط الولوج الى الخدمات الاجتماعية الاساسية، والتمتع بالحقوق الأساسية من تعليم وصحة، فإن الواقع الاجتماعي على الأرض يشهد توترا ينذر بإنزلاقات قد لا تحمد عقباها في نظر الوافي. وأردفت النائبة البرلمانية والناشطة الجمعوية بأوروبا، أن الوضعية الإجتماعية للساكنة بالصحراء تبدو متفاوتة ومليئة بالمفارقات، فرغم تزويد الأقاليم الجنوبية بتجهيزات وبنيات تحتية متقدمة مقارنة مع أقاليم الشمال، ورغم أن مستويات ولوج الساكنة هناك الى الخدمات الاساسية وكذا ارتفاع معدل المؤشرات الاجتماعية مقارنة معالمعدلات المسجلة بباقي تراب الوطن، تقول المتحدثة فإن هناك مشاكل حقيقية تحول دون إندماج غالبية الساكنة في هذه الأوراش الإقتصادية والإجتماعية. ودعت الوافي إلى حوار وطني في الأقاليم الجنوبية حول الاستثمار في العنصر البشري ومصالحته مع تدبير الشأن العام وجعله فاعلا أساسيا في الإستثمار الإقتصادي والإجتماعي وإشراكه سياسيا، وذلك بإدماج المجتمع المدني والأحزاب السياسية والنقابات وفق مقاربة جديدة تتجاوز البعد القبلي وإعادة توظيفه حتى لا يُسمح بالاستمرار في ما اعتبرته عملا بالوكالة تقوم به نخب شاخت واستبدت وجب تجديدها "لكي نحمي الأمل في إيجاد نمودج تنموي وإجتماعي يقطع مع منطق الإعانات والرعاية ويؤسس للحكامة والشفافية وتكافؤ الفرص في المشروع الذي نحن مقتنعين به ولكي نؤسس لأرضية الحكم الذاتي ونحميه من صراع المصالح" تضيف الوافي . يُشار إلى أن ليليان موري باسكوي مقررة الجنة السياسية بمجلس أوروبا قامت خلال الأسبوع الماضي بزيارة للمغرب زارت فيها مدينة العيون رفقة نزهة الوافي والبرلماني علي الشكاف، والتقت فيها مع فعاليات محلية ومع ممثلي بعثة المينورسو بالإضافة إلى عقدها للقاءات مع وزراء ومسؤولين بالرباط، وذلك من أجل تجميع معطيات ستصدر قريبا عن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في تقرير عن المساهمة البرلمانية لمجلس أوروبا في ايجاد حل للنزاع حول الصحراء .