بعد أزيد من 31 سنة من التطلع إلى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" على أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب". بات أنصار البوليساريو أكثر اقتناعا بتبدد هذا الحلم، حلم تحول إلى كوابيس خصوصا لصحراويي مخيمات "تندوف" و"الحمادة" و"التفارتي"، الذين ومنذ إعلان "الجمهورية" من طرف واحد يكابدون مشاق أصياف مشتعلة الحرارة، وليالي قاسية البرودة، وشتاءات الصحراء التي تجرف كل ما يأتيها في الطريق. "" معاناة وألام تترجم ملكية للعقارات في مختلف الأصقاع، وملايين من الدولارات في أرصدة قادة البوليساريو وأذنابهم. انشقاقات في السر والعلن، اتهامات بالفساد والعجز لقيادة البوليساريو، أوضاع اجتماعية مزرية، غضب واحتجاجات في المخيمات، تراجع في "مكاسب" دبلوماسية الجبهة، وتقرير أممي ينهى أمال أنصار "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في "الاستقلال".
فبعد الشعارات التحميسية التي رفعتها العديد من مؤتمرات جبهة البوليساريو، من قبيل "بالبندقية ننال الحرية"، و"الاستقلال، سلما أو بالقتال" .... تسير الجبهة مؤخرا في اتجاه معاكس لشعاراتها المفضوحة، حيث حولت القيادة الحالية للبوليساريو شعار "لا استقرار ولا سلام" قبل العودة والاستقلال التام" الذي رفعته في مؤتمرها الثالث سنة 1976 إلى شعار "لا عودة ولا استقلال، سنبقى في تندوف لجمع الأموال".
ويختصر هذا الشعار الجديد عدم رغبة البوليساريو في إنهاء الملف المفتعل حول الصحراء، حيث ضربت قيادتها، التي تؤمن بضرورة "لا عودة" الصحراويين من المخيمات إلى وطنهم "المغرب"، حصارا مشددا على المخيمات وسكانها، وشددت من مراقبة جحافيل المهربين الذين يحولون المساعدات الإنسانية من المخيمات إلى أسواق الجزائر وموريطانيا وبعض دول إفريقيا السوداء، ولم يعد مسؤولو القيادة الحالية يسمحون بمغادرة حدود المخيمات إلا ل"الدبلوماسيين" و"التجار" و"المهربين" الذين تتوفر فيهم شروط الولاء المطلق والتبعية العمياء.
فلا عودة ولا استقلال، سنبقى في تندوف لجمع الأموال".