نعى الملك محمد السادس الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الذي وافته المنية أول أمس السبت عن عمر يناهز 67 عاماً. وقال الملك محمد السادس في برقية تعزية إلى محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية " علمنا ببالغ الأسى والأسف بالنبأ المحزن لرحيل الشاعر الفلسطيني الكبير المرحوم محمود درويش الذي وافاه الأجل المحتوم الذي لا راد لقضاء الله فيه، بعد عمر حافل بالنضال والتعبير الملتزم عن القضايا المصيرية للشعب الفلسطيني الشقيق، عبر كل مراحل كفاحه البطولي، من أجل الحرية والسيادة، وعن القضايا العادلة لشعوب الأمة العربية ". وأكد الملك محمد السادس أن "الراحل العزيز سيظل خالدا في السجل الذهبي للأدب الفلسطيني والعربي المعاصر، وفي ذاكرة جلالتنا والشعب المغربي قاطبة الذي جمعته به على مر الأجيال، أواصر متينة من الأخوة والتقدير والوفاء، باعتباره أحد أعلام الشعر الحر وفطاحلته، بما أبدع من دواوين وقصائد شعرية رائعة، حافلة بالإلهام والصدق الفني المؤثر، وبما يميزها من انسجام بين الإبداع والالتزام". من جهتها أعربت ثريا جبران وزيرة الثقافة عن تأثرها برحيل محمود درويش وقالت فيمكالمة هاتفية مع جريدة القدس العربي الصادرة من لندن أن علاقتها بمحمود درويش تعود إلى أوائل السبعينيات، حيث كانت تقدم رفقة مجموعة من طلبة معهد المسرح في الدارالبيضاء عروضا مستلهمة من أشعار درويش. وكشفت ثريا جبران أن المغرب كان ينتظر زيارة محمود درويش في نونبر القادم للاحتفاء به وبكتاباته واعتبرت جبران رحيل درويش" خسارة كبرى لن تعوض للوطن وللأمة وللقضية". ويعتبر درويش أحد أهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن والحرية، وبين أبرز من ساهموا في تطوير الشعر العربي الحديث. ولد درويش في قرية البروة في الجليل الغربي شرق مدينة عكا العام 1941 ودمرت قريته عام 1948 وأقيم مكانها مستعمرة زراعية يهودية باسم "احي هود" وكتب درويش وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر في 15 نوفمبر 1988، لكنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاق أوسلو 1993. وشغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحافيين الفلسطينيين وحرر مجلة "الكرمل"، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث انه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست العرب واليهود اقتراحاً بالسماح له بالبقاء في وطنه. ونال محمود درويش عدة جوائز عالمية منها، جائزة لوتس عام 1969، وجائزة البحر المتوسط عام 1980، ودرع الثورة الفلسطينية عام 1981، ولوحة أوروبا للشعر عام 1981. وظل درويش واحداً من أبرز المرشحين العرب لنيل جائزة نوبل للأدب، إلا ان حظوظه بنيلها ظلت موضع شكوك جديرة بالاعتبار تتعلق بالموقف الإنساني النضالي الذي ظل يغلب على شعره. فيديو رحيل الشاعر محمود درويش من قناة الجزيرة محمود درويش في إحدى الأمسيات الشعرية