رحل الشاعر الفلسطيني المعروف محمود درويش مساء السبت 9 غشت 2008 في أحد المستشفيات الأمريكية بعد ثلاثة أيام من إجراء عملية جراحية له في القلب. وكان درويش، البالغ من العمر سبعة وستين عاماً قد خضع يوم الأربعاء الماضي لعملية قلب مفتوح في مستشفى ميموريال هيرمان بولاية تكساس الأمريكية ظل يعاني من مضاعفاتها لثلاثة أيام إلى حين وفاته. وتضمنت العملية حسب مصادر إعلامية إصلاح ما يقارب من 26 سنتيمتراً من الشريان الأبهر (الأورطي) الذي كان تعرض لتوسع شديد تجاوز درجة الأمان الطبيعية المقبولة طبياً. وقالت المصادر إنه سبق لدرويش أن خضع لعمليتي قلب مفتوح عامي 1984 و1998. وكانت العملية الأخيرة وراء ولادة قصيدته المطولة جدارية التي يصف فيها علاقته بالموت. ويعتبر درويش واحداً من أهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين، وترجمت أعماله إلى ما يقرب من 22 لغة وحصل على العديد من الجوائز العالمية. واستمع الجمهور الفلسطيني إلى شاعره الكبير في يوليوز 2008 بعد غياب استمر ثلاث سنوات عنه في افتتاحه لمهرجان (وين ع رام الله) الذي قرأ فيه مجموعة من قصائده الجديدة ومنها سيناريو جاهز و لاعب النرد . يشار إلى أن الشاعر والأديب درويش من مواليد قرية البروة الواقعة في الجليل شمال فلسطينالمحتلة في الـ13 مارس 1941، وهاجرت عائلته عام 1947 إلى لبنان لتعود متخفية عام 1949 لتجد أن قريتها تحولت إلى قرية زراعية إسرائيلية تحت اسم أحي هود . كما اعتقل درويش من قبل الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات بسبب موافقة وأرائه السياسية وكتاباته الشعرية والأدبية قبل أن يهاجر ويؤسس مجلة الكرمل الثقافية بعد استقالته من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاق أوسلو. ونعى الرئيس محمود عباس الشاعر الكبير محمود درويش وأعلن الحداد العام لثلاثة أيام تكريما لروح فقيد الشعب والإنسانية وتعبيرا عن حب هذا الشعب لابنه البار محمود درويش . وقال الرئيس كم هو مؤلم على قلبي وروحي أن انعي للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل محبي السلام والحرية في العالم رحيل نجم فلسطين وزينة شبابها وفارس فرسانها الشاعر الكبير محمود درويش الذي انتقلت روحه إلى بارئها . ونعى الأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي بكل انتماءاتهم وأطيافهم السياسية والحزبية الشاعر الكبير محمود درويش، سائلين الله أن يلهم أسرته الصبر والسلوان وأن يكون عزاءهم بما قدم الشاعر الراحل لقضيته العادلة وشعبه الفلسطيني. وأشار الأسرى إلى تأثر أدب السجون بدرويش وإبداعاته التي تؤكد أن الراحل درويش موهوب وصاحب فضاء واسع ويعيش في كل قصائده ويملك صدق التعبير والعاطفة لقضيته وشعبه الفلسطينيين. بدورها؛ نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الشاعر الفلسطيني درويش، معتبراً أن الأدب الفلسطيني فقد بوفاة درويش أحد ركائزه الأساسية، وأن الشعب الفلسطيني قادر على إنجاب المزيد من المبدعين في كل مجال لخدمة قضيته. من جهتها؛ أكدت حركة الجهاد الإسلامي أنها ستبقى تذكر الراحل درويش بمداد الفخر والاعتزاز الذي سخر إبداعه الأدبي للدفاع عن قضية شعبه العادلة والذي تمكن من خلال ما انعم عليه الله من بلاغة وعقل أن يوصل عدالة قضية فلسطين للعالم.