تم ببني ملال السبت الماضي تنظيم حفل تأبيني بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش. وتميز الحفل, الذي نظمه بيت الشعر ووزارة الثقافة وجمعية صول للموسيقى في موضوع «محمود درويش: الذاكرة المغربية» بحضور السفير الفلسطيني في الرباط, السيد حسن عبد الرحمن وعدد من رجالات الأدب والفكر وفاعلين مغاربة. وقال سفير دولة فلسطين, في كلمة بالمناسبة, إن الراحل «لم يكن شاعرا للقضية الفلسطينية فقط, بل كان شاعر الإنسانية جمعاء», مضيفا أن من شأن هذه التظاهرة أن تعمل على «بعث الشاعر محمود درويش في ذهن القارئ والذاكرة الشعرية العربية والاسلامية». وشدد أيضا على أن «الشعب الفلسطيني, والأمة العربية والإنسانية جمعاء, التي تؤمن بقيم الحرية والعدالة, فقدوا فيه الفيلسوف والشاعر الكبير, شاعر الثورة والإنسانية». وفي هذا الصدد نوه السيد حسن عبد الرحمن بالدعم غير المشروط الذي يقدمه المغرب للقضية الفلسطينية. من جانبه أكد السيد حسن نجمي, باسم بيت الشعر المغربي, أن هذا الحفل هو تقدير لخصال هذا الشاعر اللامع, وإشارة الى مساهمته كمناضل وشاعر وكاتب وأيضا إلى تأثيره في الساحة الفلسطينية وفي العالم العربي. وقد عرف الراحل -يضيف نجمي- كيف «حول قصائده إلى ظاهرة شعبية استحوذت على إعجاب الآلاف». وقال إن رحيل محمود درويش يعد «خسارة كبيرة للبشرية», مشيرا إلى أن الراحل , الذي كان يحمل دائما شعلة الأمل والفعل والتعبير عن مطالب الفلسطينيين, كان منتظرا في الرباط في24 أكتوبر لتسلم جائزة شعرية, إلا أن القضاء أراد خلاف ذلك. كما أعلن أنه تقرر أن يطلق اسم محمود درويش على بيت الثقافة ببني ملال, الذي سينطلق تشييده قريبا. وقال حسن نجمي, إن هذا يثبت بما لايدع مجالا للشك أن شعر محمود درويش تجاوز كل الحدود, وكسر سلاسل القوميات الضيقة. وتميز الحفل أيضا بشهادات قدمها مثقفون وأدباء في حق محمود درويش, وبإقامة معرض تشكيلي للفنان عبد الله لغزار مخصصة لذكرى الشاعر الفلسطيني. يذكر أن محمود درويش توفي في التاسع من غشت الماضي بعد عملية جراحية مفتوحة في القلب في مستشفى بولاية تكساس بالولايات المتحدةالأمريكية. وولد درويش, الذي يعتبر واحدا من أهم شعراء جيله من العرب, عام1941 في البروة (الجليل) واختار المنفى سنة1970 . وبعد سنوات قضاها بالخارج , خاصة بباريس, عاد الشاعر سنة1995 إلى قطاع غزة قبل الاستقرار برام الله ثم بالضفة الغربية.