وجه الملك محمد السادس كلمة للحفل التأبيني الذي نظم أول أمس الاثنين برام الله بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش. وتلت وزيرة الثقافة ثريا جبران اقريتيف التي شاركت في الأربعينية ضمن وفد مغربي ، ومما جاء في الرسالة«فخامة الأخ المبجل السيد محمود عباس, رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية, أفراد أسرة الفقيد العزيز المرحوم محمود درويش, حضرات السيدات والسادة, لقد أبينا وأنتم تحيون الذكرى الأربعين لرحيل الشاعر الفلسطيني الكبير، المرحوم محمود درويش، إلا أن نغتنمها مناسبة لتجديد تعازينا في فقدان الأمة العربية عامة،والشعب الفلسطيني خاصة، لشاعر فذ، ملتزم بقضية شعبه، التزاما نضاليا وسياسيا وإنسانيا، بروح مثالية نادرة، وبقدرات إبداعية استثنائية، جعلت الشعر العربي يستعيد حضوره في خوض الأمة العربية لنضالاتها، ويغمس قلمه في الواقع المعيش،مجسدا توقان الشعب الفلسطيني إلى العزة والكرامة والتحرر والسيادة». وتوقفت الرسالة الملكية عند القيمة الشعرية الكبرى التي يتحلى بها الشاعر الراحل، وكذا قيمته الإنسانية، وعلاقاته الثقافية الواسعة، وبالأخص علاقته الخاصة بالمثقفين والشعراء والقراء المغاربة. وأثنت الرسالة على المكانة المخصوصة لمحمود درويش في الذاكرة الشعرية العربية وفي الوجدان المغربي، واعتبرت أن حضوره إلى المغرب « لم يكن يحضر فقط كشاعر ذائع الصيت، بليغ الكلمة، وإنما أيضا كرمز للنضال الفلسطيني، وكسفير لشعبه، عرف كيف يمد الجسور، ويضيء الطريق ،ويرصع الأفق المدلهم بالنجوم المضيئة، والمعاني النبيلة، والصور النابضة بالحياة». وامتدحت الرسالة في مقال رفيع مكانة درويش كشاعر وإنسان عندما وصفته بأنه كان على الدوام «يتحلى بأنفة وشهامة الشاعر الكبير, الذي يعرف أن العفة والمروءة وصفاء اللسان, وسحر البيان, جزء من أخلاق الشاعر الحقيقي , وبعد من أبعاد مسؤوليته الثقافية والإبداعية والانسانية». و توقفت الرسالة الملكية عند لحظة تكريمه في المغرب بوسام بوسام الكفاءة الفكرية اعتبارا لكونه شاعر أنبل قضية في تاريخ الأمة العربية الحديثة. وعبرت الرسالة عن الدعم المطلق للشعب العربي الفلسطيني, في إقامة دولته المستقلة, وعاصمتها القدس الشريف, على أرضه المحررة, وفي إطار سيادته الوطنية الكاملة. من جهة أخرى أقيمت أربعينية محمود درويش في أغلب المدن المغربية في ما يشبه احتفالات شعبية، من طرف فروع اتحاد كتاب المغرب وأعضاء بيت الشعر وجامعات مغربية، كما سيتم تسليم جائزة» الأركانة « الشعرية التي نالها دوريش قبيل وفاته، والممنوحة من طرف بيت الشعر في حفل كبير سيقام في ال 24 من الشهر الجاري في مسرح محمد الخامس في الرباط، يحضره أحد إخوته وسفير فلسطين في المغرب وعد كبير من محبي الشاعر وعشاق شعره الراقي.