بأسى كبير وحرقة تعتصر قلبها، على فقدان الابنة البكر وجنينها، ودموع لم تفارق عينيها طيلة حديثها إلى هسبريس. تعيد الحاجة فاطمة الزوين، والدة الشابة رقية العبدلاوي، البالغة من العمر قيد حياتها 33 سنة، شريط لحظات من حياة ابنتها، التي لقيت حتفها بعدما دخلت المستشفى الإقليمي بزاكورة من أجل الولادة، لتنتهي جثه هامدة في غياب طبيب جراح لإنقاذها، مطالبة بإنصافها ومحاكمة المتسببين في هذا الحادث المأسوي. السيدة الخمسينية التي كانت تنتظر حفيدتها، قالت لهسبريس بعدما رفضت الحديث مع عدد من المنابر الإعلامية، إن ابنتها ظلت تصارع الموت لمدة تقارب 6 ساعات ، دون أن تجد من ينقذها لتنتهي جثة هامدة بعدما أصيبت بنزيف دموي و فارقت الحياة هي وجنينها، مؤكدة أنه لم يتم استقبالها من قبل أي من المسؤولين عن التوليد في المستشفى، باستثناء ممرضة وحيدة كانت موجودة وقت دخول ابنتها للمستشفى، حوالي الواحدة من زوال يوم الخميس 9 ماي الجاري. "بنتي مشات للسبيطار على رجليها وبنتها حية في كرشها، وهما لي قتلوها بالعفص"، تقول السيدة التي لم تتمالك نفسها من سكب دموعها الغزيرة، مضيفة أن "مول الطاكسي الذي حملني للمستشفى أكد لي أنه مستعد للشهادة إذا طلب منه ذلك على أن رقية كانت كاتمشي على رجليها وأمورها عادية"، قبل أن تطالب بمحاسبة المسؤولين عن وفاة ابنتها وجنينها، وعلى رأسهم المندُوب الإقليمي بوزارة الصحة، ومدير المستشفى الذي حضر الجريمة دون أن يحرك ساكنا لإنقاذها"، تقول السيدة المكلومة. الحاجة فاطمة أضافت، "طمأنوني على حالتها لما دخلت، لأفاجأ أنها في حاجة لعملية قيصرية لكي تضع مولودتها".. "لكن بعد دقائق فقط تم إبلاغي بوفاة جنينها حوالي الثالثة مساء"، تضيف السيدة التي كاد يغمى عليها وهي تسترجع شريط حادث مآساوي، قبل أن تؤكد أنهم برروا الأمر "بكون وزن المولودة تجاوز الأربع كيلوغرامات، وهو ما يعني أنها لن تلد إلا بعملية قيصرية"، قالت لي الممرضة، تورد نفس المتحدثة. "لكن المسؤول عن المستشفى لما أبلغ من طرف الممرضة بأن رقية في حاجة إلى أن تنقل على عجل لمدينة وارزات لأن حالتها حرجة نظرا لغياب الطبيب في المستشفى الإقليمي لزاكورة، تقول الحاجة فاطمة لهسبريس، "قاليهم ديرو خدمتكم وإلى مشات لورزازات غادي تموت في الطريق وخرج غير مبال بمبرر أن عنده اجتماع"، لكنهم لم يخبروني أنها تحتاج إلى عمليَّة إلى العملية إلا بعد فوات الأوان، ولو أخبرت بذلك لحملتها بنفسي لورزازات، لكنهم تركُوا ابنتِي تتألم إلَى أن ماتت". "ما كان لا قانون ولا حق في هذ البلاد"،.. "فبعد وفاتها خلاوها مرمية في الأرض، ولولا الحارس وسيدة النظافة "هما لي حطوها في الفريكو كون تعرضت جثتها للتلف"، تروي السيدة لحظات ما بعد وفاة قرة العين، "الأ تستحق هذه الجريمة العقاب"، تتساءل الحاجة فاطمة التي أشارت إلى أن هذه المآسي التي تعرفها زاكورة يجب أن تتوقف.. لأنهم تكرفسو ليا على بنتي وهما لي قتلوها"، تختم الحاجة فاطمة الزوين حديثها للموقع دون أن تتوقف عن البكاء.