لا يزال الحزن يخيم على منزل الزوجين "حفيظة غرسوان" و"يوسف شكران" بعد فقدانهما لجنينهما الأول بسبب ما وصفاه إهمال الأطر الصحية داخل المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بالمحمدية، واستعمال "ملعقة" في عملية توليد الام. داخل غرفتها المظلمة، الكائنة بحي المسيرة في مدينة الزهور المحمدية، استرجعت الأم في حديثها مع "اليوم24" تفاصيل ليلة الأربعاء الماضي. ليلة وصفتها الأم الثكلى ب"السوداء"، تعرضت فيها لشتى أنواع التعذيب والتنكيل والابتزاز على يد الممرضات والطبيبة المشرفة على ولادتها، على حد تعبيرها. "مشيت السبيطار نهار الأربعاء في الثلاثة ديال الصباح، كنت كنتوجع والطبيبة كانت كتغوت عليا وتقولي قطعي الحس راكي صدعتينا.. خلاوني نتوجع غي بوحدي، الطبيبة ما عرفاتش تولدني وهي تعيط على الطبيب باش يتدخل"، مضيفة "سمعت الطبيب يقول بانه اذا تم نقلها الدارالبيضاء غادي تموت لينا في الطريق" تحكي الأم، التي أكدت أن المشرفات على عملية ولادتها لم يمنحنها أية أدوية لتوقيف الألم، حيث كانت تتلظى طوال مدة عملية الولادة، خاصة خلال فترة "الخياطة"، حيث اجريت لها 12 غُرزة دون مُخدر أكثر ما أثر في نفس الأم، التي لا تزال تحت وقع الصدمة، هو وضع ابنتها الميتة على بطنها عند إخراجها من الرحم "المولدات ما راعاوش لنفسيتي، بنتي كانت حية وكنت احس بنبض قلبها الصغير"، مضيفة بألم "هما استعملو المعالق باش خرجوها من كرشي وضربوها.. وفي الأخير حطوها وهي جثة على كرشي بلاما يراعيو المشاعر ديالي"، تضيف الأم بصوت مخنوق وهي تحاول كبح دموعها. وزادت "كنت كن سول الطبيبة لي ولداتني واش بنتي ماتت، كتجاوبني بالغوات .. ديها في راسك، لا ماتت وحدة مازال تولدي عشرة آخرين". وحسب رواية الأم حفيظة دائما، التي أكدت ل"اليوم 24″ أنها ظلت مرمية فوق "الباياص" وهي عارية، قبل أن تحضر عاملة النظافة التي غيرت ملابسها، لأن لجنة مراقبة ستحل صباح ذلك اليوم في المستشفى الإقليمي. من جهته، رفض رئيس قسم الولادة بمستشفى مولاي عبد الله في المحمدية، الحديث عن تفاصيل ولادة الأم وتقطيبها ب12 غرزة، مؤكدا في تصريح ل"اليوم24″، أن "المعالق" التي تقول الأم أنهم تسببوا في وفاة جنينها، هي كلمة يستخدمها الأطباء للتعريف ب"الملاقط الطبية" "Forceps" وأن الأداة تستعمل في جميع المستشفيات عبر العالم، وليست معالق خاصة بالأكل. كما وضع الزوج/الأب يوسف شكران، شكاية لدى وزير العدل في الرباط ووكيل الملك لدى محكمة الاستئناف ضد الدكتورة المولدة، والدكتور المسؤول بالمستشفى من أجل فتح تحقيق في وفاة جنينه بسبب ما وصفه ب"الإهمال". دخلت الأم المستشفى على أمل أن تغادره وفي يدها جنين حملته تسعة أشهر، القدر أو ربما "الإهمال"، خيب ظن أسرة كانت تنتظر مجيء ابنها الأول، لتتحول من مراسيم استقبال فرحة كانت منتظرة إلى صراع في المحاكم.