هسبريس- محمد بن الطيب لم تمنع العواصف الرملية القوية ولا الحرارة المرتفعة بمدينة زاكورة المئات من الأهالي من المشاركة المكثفة في المسيرة الاحتجاجية التي رافقت جنازة الشابة رقية عبدلاوي البالغة من العمر قيد حياتها 33 سنة والتي لقيت حتفها وجنينها بالمستشفى الإقليمي ليلة أمس الثلاثاء. وانطلقت المسيرة الجنائزية صامتة من المستشفى الذي توفيت فيه يوم الخميس الشابة رقية، حوالي الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء مارة بأهم شارع في المدينة، محمد الخامس إلى المقبرة الوحيدة لي المدينة، وذلك احتجاجا على الإهمال الذي طال السيدة التي دخلت المستشفى، من أجل الولادة لتنتهي جثه في غياب طبيب جراح لإنقاذها، حيث أكدت أسرة الضحية لهسبريس أنها، بقيت مدة 6 ساعات تصارع الموت دون أن تجد من ينقذها لتنتهي جثة هامدة بعد أن أصيبت بنزيف دموي و تفارق الحياة هي و جنينها، وبعد صلاة الجنازة خرج الأهالي في مسيرة حاشدة اتجاه المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بالمدينة، رافعين شعارات مرة ضد عامل الاقليم ومرة محملة "المخزن والنظام" مسؤولية "استشهاد"، رقية العبدلاوي.. "الشهيد مات مقتول والنظام هو المسؤول"،.. وأخرى تطالب بالقصاص في المتسببين في وفاته. واستنكر المحتجون تعاطي وزارة الصحة مع الوضع الصحي بالمنطقة، رافعين شعارات من قبيل " الوردي أشنو درتي زاكورة كيجيبوتي"، داعين إلى فتح تحقيق في عملية الإهمال التي طالت الشابة والتي أودت بحياتها. إلى ذلك قال عبد الرحمان العبدلاوي عن عائلة رقية، إن العائلة تنتظر مباشرة السلطات الوصية للتحقيقات في وفاتها، لمعرفة المسؤولين المباشرين عن الحادث، مؤكدا أن العائلة لم تتوصل بنتائج تشريح جثة الأم وكذا نتائج تشريح الجنين، .."والمسؤولين أكدوا لنا أن القضاء سيضرب بيد من حديد على يد كل من تورط في استشهاد رقية"، يقول العبدلاوي في تصريح لهسبريس. وأضاف نفس المتحدث أنهم كعائلة لا مشكلة لهم مع أي كان ولا نية لهم للانتقام من أي أحد، محملا المسؤولية المباشرة لكل من وزير الصحة، والمدير الجهوي للصحة بالجهة كمسؤولين عن قطاع الصحة الذي وصفه بالكارثي، مشيرا في هذا الاتجاه إلى أن العائلة رفعت دعوى قضائية في المحكمة الابتدائية ضد مسؤولي المستشفى. هذا وشهدت المدينة مناوشات بين قوات الأمن وعدد من شباب المدينة مباشرة بعد نهاية المسيرة اعتقل على إثر عدد منهم ليخلى سبيلهم فيما بعد وكذا سجلت عدد من الإصابات حالة واحدة منهم حرجة، في الوقت الذي اتهمت فيه عائلة الفقيدة السلطات الأمنية باقتحام منزل العزاء والتهجم على عدد من النساء، الأمر الذي دفعهم للاحتجاج ليلا أمام "كومسارية"، المدينة مطالبين بالحماية الأمنية لهم ولعائلاتهم.