حادث مأساوي جديد ذلك الذي شهده مستشفى الدراق بمدينة زاكورة، ليلة أمس الخميس عقب وفاة سيدة في الثلاثينيات من عمرها وجنينها على بعد ساعات فقط من وضعها، عاشت معه المدينة ليلة بيضاء بفعل الاحتجاجات العارمة، التي جابت معظم شوارع المدينة الصغيرة جنوب شرقي المملكة. وتعود فصول هذا الحادث المؤلم إلى كون الشابة "رقية ع"، البالغة من العمر قيد حياتها 33 سنة والتي لقيت حتفها حوالي الرابعة مساءا بعدما دخلت المستشفى صباحا من أجل الولادة، لتنتهي جثه هامدة في غياب طبيب جراح لإنقاذها، حيث أكدت أسرة الضحية لهسبريس أنها، بقيت مدة 6 ساعات تصارع الموت دون أن تجد من ينقذها لتنتهي جثة هامدة بعد أن أصيبت بنزيف دموي وتفارق الحياة هي وجنينها. مصادر محلية قالت لهسبريس إن الأمر لا يتعلق بنزيف عادي يُمكن أن تتعرض له أي حامل أثناء الوضع، وإنما له علاقة بإهمال طبي أو عمل مدبّر، مؤكدة أن مدير المستشفى تفاجأ باختفاء الطبيبين وعدد من الممرضين دون أن تُعرف وجهتهم. وفور انتشار الخبر في المدينة، حج سكان أغلبهم كانوا في البداية من المعطلين وممثلي الهيآت السياسية والنقابية والحقوقية، لينظموا وقفة أمام المستشفى رفعوا خلالها شعارات تطالب بالكشف عن حقيقة ما وقع للضحية، قبل أن يقرروا نقل الوقفة الاحتجاجية صوب المندوبية الإقليمية للصحة ومنها صوب مقر عمالة الإقليم، ثم تحولت الوقفة إلى مسيرة انخرط فيها العديد من مواطني المدينة، الذي احتجوا على "لامبالاة وإهمال الأطر الطبية بالمستشفى وكذا غياب التجهيزات الضرورية ". نساء حاضرات في الاحتجاج استنكرن الحادث، وتوعدن المسؤولين عن قطاع الصحة بزاكورة بتصعيد احتجاجاتهن، لكي لا تتكرر مثل هذه المأساة، من أجل إيصال رسالتهن إلى المسؤولين بمراكز القرار. إلى ذلك قرر ممثلوا الأحزاب السياسية والهيآت النقابية وأفراد أسرة الضحية، الاعتصام داخل المستشفى وتنظيم مبيت ليلي داخله، وسط تهديدات بشن اضراب عام بالمدينة اليوم الجمعة، للمطالبة بفتح تحقيق في الحادث ومحاسبة المتورطين في "وفاة معطلة دخلت المستشفى لتضع مولودها فإذا بها تفقد جنينها وحياتها". ورغم أن وزارة الصحة أكدت أن البرامج الهيكلية التي أطلقتها ومن بينها البرنامج الوطني لتسريع التقليص من وفيات الأمهات، مكن من تقليص معدل وفيات الأمهات من 227 وفاة في كل 100 ألف ولادة حية سنة 2008 إلى 112 حالة وفاة في كل 100 الف ولادة سنة 2012، إلا أن ظاهرة وفاة الأطفال وأمهاتهم في زاكورة مزالت مستمرة نتيجة لغياب التجهيزات والأطر الطبية اللازمة في المستشفى الإقليمي الواحد بالمدينة، وكذا بعدد من دار الأمومة وعلى رأسها "دار الأمومة بالمحاميد الغزلان"، التي تشهد سنوية عدد من الوفيات.