مازال الخناق يشتد على جبهة البوليساريو بعد الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب في ملف النزاع حول الصحراء، إذ أصبح مطلب الانفصال الذي تُطالب به الجبهة مرفوضا حتى من طرف من كانوا محسوبين عليها، وتبيّن لهم أن هذا الخيار مستحيل. حركة "صحراويون من أجل السلام"، التي أسسها منشقون عن جبهة البوليساريو، وجهت رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تطالب فيها الإدارة الأمريكيةالجديدة بالضغط من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء يُرضي أطراف النزاع. وتأتي مراسلة حركة "صحراويون من أجل السلام" للإدارة الأمريكية في ظل استمرار جمود عملية التفاوض التي ترعاها الأممالمتحدة، الذي دام زهاء عامين، إذ لم يتم الاتفاق على تعيين مبعوث خاص جديد للأمم المتحدة إلى الصحراء بعد استقالة المبعوث السابق، الألماني هورست كوهلر. وأشارت الحركة ذاتها، ومقرها في العاصمة الإسبانية مدريد، إلى أن قضية الصحراء قد لا تكون من القضايا ذات الأولوية للإدارة الأمريكية من بين كمّ القضايا العالمية الأخرى، "ولكنها ليست أقلها ألما، خاصة بالنسبة للصحراويين"، داعية إدارة بايدن إلى بذل كل جهودها من أجل حلّ هذا النزاع. وأعربت الحركة التي تتبنى خيارا ثالثا لنزاع الصحراء، بعيدا عن العنف الذي تسعى إليه جبهة البوليساريو، عن أنه لا يمكن تصوُّر حل للنزاع في الصحراء المغربية بدون تدخلٍ مباشر من قِبل الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكانت واشنطن اعترفت، قُبيْل نهاية ولاية الرئيس السابق، دونالد ترامب، بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الصحراوية، كما قررت فتح قنصلية في مدينة الداخلة، وهو ما رأى فيه مراقبون اقتراب حسم النزاع لصالحه، بعد أن حصل على التأييد الكامل من القوة العالمية الأولى. وأكدت حركة "صحراويون من أجل السلام"، باعتبارها فاعلا جديدا في الساحة السياسية بالمنطقة، في الرسالة الموجهة إلى وزير الخارجية الأمريكية، رغبتها في أن تمارس إدارة الرئيس بايدن نفوذها وسلطتها المعنوية لحسم وتسوية نزاع الصحراء. وقال الحاج أحمد باركلا، سكرتير الحركة، مخاطبا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأنه متأكد أن تجربة الولاياتالمتحدةالأمريكية في حل المشاكل وحتى الصراعات الأكثر تعقيدًا في بقاع أخرى من العالم ستسمح للإدارة الأمريكية بالتوصل، بدون صعوبات كبيرة، إلى حل مشرّف لنزاع الصحراء. وجددت الحركة ذاتها تأكيدها أنها لن تدّخر جهدا في المساهمة في السلام، آملة أن "تسود العقلانية والواقعية من أجل إيجاد حل سلمي"، للنزاع، ومضيفة أن الحل ينبغي أن يقوم على أساس "المنفعة المتبادلة، أو حل لا يوجد فيه مهزومون ولا منتصرون (رابح- رابح)"؛ كما أشارت إلى أنّ هذا هو الخيار الممكن الوحيد الذي تتلاقى فيه مصالح وحقوق الأطراف. وختمت الحركة رسالتها بدعوة الإدارة الأمريكية إلى بذل أقصى جهودها لتعزيز وإحراز تقدم في العملية السياسية، "بدل إضاعة المزيد من الموارد والفرص، وبالتالي إنهاء وضعية اللجوء والسماح للصحراويين بالتمتع بالحرية والعيش بكرامة ورفاهية".