في وقت مازالت جبهة البوليساريو تبحث عن موقف دولي داعم لها بخصوص التدخل المغربي لتحرير معبر الكركرات، صدمت الإدارة الأمريكية الميليشيات الانفصالية بخصوص التطورات الجارية في الصحراء المغربية. ورداً على سؤال صحافي حول موقف واشنطن من التطورات الأخيرة بين المغرب وجبهة البوليساريو في منطقة الصحراء المغربية، أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن سياسة بلاده تجاه نزاع الصحراء لم تتغير عما كانت عليه. وقال الدبلوماسي الأمريكي، خلال حضوره "قمة المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (حوار المنامة)": "لقد وضعنا بياناً حول المغرب؛ سياستنا لم تتغير كثيراً بصراحة عما كنا عليه قبل ستة أشهر أو حتى 24 شهراً. نأمل أن يتمكن المغاربة من إيجاد طريقة لحل هذا". وأضاف وزير الخارجية الأمريكي: "كما هو الحال في معظم النزاعات عبر العالم، وجهة نظرنا هي أنه لا ينبغي حلها من خلال الوسائل العسكرية، ولكن من خلال مجموعة من المحادثات التي يمكن أن تحقق نتائج جيدة". وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية اعتبرت قيام ميليشيات البوليساريو بعرقلة معبر الكركرات بمثابة "تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة، والزيادة العامة في الانتهاكات التي أبرزها تقرير الأمين العام الأخير". ونبهت الولاياتالمتحدة، بعد التصويت على قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص تجديد بعثة المينورسو، إلى أن "التغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن على الأرض لن تساعدنا في الوصول إلى حل دائم وسلمي". وأكدت واشنطن أنها تنظر إلى خطة الحكم الذاتي المغربية بكونها "جادة وذات مصداقية وواقعية، وتمثل مقاربة محتملة واحدة لتلبية تطلعات الشعب في الصحراء لإدارة شؤونه الخاصة بسلام وكرامة". وتلعب واشنطن دوراً مهماً في ملف الصحراء المغربية داخل مجلس الأمن الدولي، إذ تقوم بشكل دوري بإعداد مسودة مشروع قرار المجلس بشأن تجديد ولاية بعثة "المينورسو". ويضم فريق الرئيس الجديد جو بايدن للسياسة الخارجية أسماء لا تثير انزعاج الرباط، ويمكن اعتبارها قريبة من سياسة المغرب؛ من قبيل الدبلوماسي المخضرم أنتوني بلينكن، المرشح لشغل منصب وزير الخارجية، وهو رجل يجيد الحديث باللغة الفرنسية. وكانت جبهة البوليساريو تنتظر ترشيح بايدن لمنصب وزير الخارجية سوزان رايس، باعتبارها مسؤولة عن مقترح توسيع صلاحيات بعثة المينورسو؛ لكن أملها خاب بعد إعلان اسم بلينكن.