تتابع الرباط باهتمام تعيينات الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لأعضاء فريق سياسته الخارجية، والذين سيكون لهم تأثير كبير على سياسة الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية. وكان بايدن اختار، رسميًا، العديد من الأسماء لمناصب رئيسية؛ بمن في ذلك توني بلينكين، المرشح لوزير الخارجية، ليندا توماس غرينفيلد، المرشحة لمنصب السفيرة لدى الأممالمتحدة، وجون كيري، وزير الخارجية السابق، ليكون المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ، وجيك سوليفان، مستشار الأمن القومي. ويهتم المغرب بالتغييرات الجديدة في الإدارة الأمريكية باعتباره حليفا إستراتيجيا لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وله علاقات تاريخية قديمة مع أمريكا تعود إلى استقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتلعب واشنطن دوراً مهماً في ملف الصحراء المغربية داخل مجلس الأمن الدولي، حيث تقوم بشكل دوري بإعداد مسودة مشروع قرار المجلس بشأن تجديد ولاية بعثة "المينورسو". ويضم فريق بايدن للسياسة الخارجية أسماء لا تثير انزعاج الرباط، ويمكن اعتبارها قريبة من سياسة المغرب؛ من قبيل الدبلوماسي المخضرم أنتوني بلينكن، المرشح لشغل منصب وزير الخارجية، وهو رجل يجيد الحديث جيداً باللغة الفرنسية. كان أنتوني بلينكن (58 عاما) أحد المستشارين الرئيسيين للسيناتور جو بايدن، عندما كان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ. كما تولى، في سنة 2009 خلال فترة باراك أوباما، منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس، ثم نائبا لمستشار الأمن القومي للرئيس، ليصبح في 2014 نائبا لوزير الخارجية جون كيري. وزار بلينكن المغرب عندما كان مساعدا لوزير الخارجية عام 2016، وأشاد بالعلاقات التاريخية بين الرباطوواشنطن وأكد أن المغرب يعتبر دائما شريكا قويا في قضايا عديدة؛ من قبيل المناخ، ومحاربة الإرهاب والتطرف، والتنمية الاقتصادية للبلدين. وأشاد بلينكن، في تصريحات صحافية، برؤية الملك محمد السادس لتعميق الديمقراطية وخلق فرص للشغل والنهوض بالتعليم، منوها أيضا بالنموذج الإسلامي المغربي القائم على الانفتاح والتسامح. ومن بين الأسماء التي كانت مرشحة لشغل منصب وزير الخارجية سوزان رايس، سفيرة الأممالمتحدة السابقة مستشارة الرئيس السابق باراك أوباما للأمن القومي، وهي التي كانت قد دافعت بشدة عن توسيع صلاحيات بعثة المينورسو بالصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية. وكانت جبهة البوليساريو تنتظر ترشيح بايدن لمنصب وزير الخارجية سوزان رايس، باعتبارها مسؤولة عن مقترح توسيع صلاحيات بعثة المينورسو؛ لكن أملها قد خاب بعد إعلان اسم بلينكن. أما ليندا توماس غرينفيلد، السفيرة المقبلة للولايات المتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة، فهي من أصول إفريقية وشغلت مكتب الشؤون الإفريقية تحت إدارة أوباما، وكانت المديرة العامة للسلك الدبلوماسي وسفيرة في ليبيريا. ويعتبر جون كيري، وزير الخارجية الأسبق، الذي رشحه بايدن لمنصب المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ، من داعمي أطروحة جبهة البوليساريو. وكان المغرب قد وقف في وجه مساعيه عندما كان على رأس الدبلوماسية الأمريكية بخصوص توسيع صلاحيات المينورسو. ويتمتع جيك سوليفان، المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي، بخبرة واسعة وسبق أن عمل مستشارا للأمن القومي لبايدن خلال الولاية الثانية للرئيس السابق باراك أوباما. وليست لدى المرشح الجديد لهذا المنصب الذي يؤثر في السياسة الداخلية والخارجية لأمريكا أية علاقات متوترة مع المغرب؛ وذلك خلافا لمستشار الأسبق جون بولتون، والذي كان قد أعلن دعمه لإجراء "استفتار تقرير المصير" بالصحراء.