ستعرض لوحة من رسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل، تجسد صومعة مسجد الكتبية بمراكش، يوم غد الاثنين، للبيع بمزاد "كريستيز" بلندن. وذكر بلاغ ل "كريستيز" أن المدينة الحمراء ألهمت تشرشل، الذي كان أيضا فنانا تشكيليا وكاتبا، في رسم عدد من لوحاته. وتقدر قيمة هذه اللوحة، التي رسمها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق خلال زيارته إلى المغرب سنة 1943 من أجل المشاركة في مؤتمر أنفا التاريخي، بما بين 1,7 و2,8 مليون يورو في المزاد. وكانت اللوحة، التي تعد العمل الفني الوحيد لتشرشل خلال الحرب العالمية الثانية، ضمن مجموعة تعود ملكيتها إلى نجمة هوليوود أنجلينا جولي، التي عرضتها للبيع في المزاد. وكتب مؤرخ الفن البريطاني باري فيبس في دليل المزاد، إنه "أهم عمل لتشرشل، اعتبارا لارتباطه الوثيق بتاريخ القرن العشرين". ويمثل هذا العمل صومعة مسجد الكتبية، الذي يشكل أحد رموز العمارة الموحدية خلال القرن الثاني عشر. وفي الخلفية، تظهر الأسوار القديمة للمدينة الحمراء متماهية مع جبال الأطلس. وبدأ تشرشل الرسم في سن الأربعين؛ فبعد زيارته إلى المدينة الحمراء ست مرات في 23 عاما، خلد هذه اللحظات في لوحاته ومذكراته. وكان قد كتب على أعمدة الصحيفة البريطانية "ذا ديلي ميل" سنة 1936، قائلا: "هنا، في الواحات الشاسعة لأشجار النخيل التي تنبعث من الصحراء، من الأكيد أن المسافر سيستمتع بأشعة شمس لا متناهية (...) وبالمناظر الطبيعية لجبال الأطلس المهيبة المكسوة بالثلوج". وأحب القائد الشهير السابق التجول في متاهة شوارع مراكش، والذهاب للتنزه بوادي أوريكا، ووضع حامل لوحاته على شرفات فندق المامونية الفخم أو فيلا تايلور، حيث قام برسم هذه اللوحة الشهيرة. وكان تشرشل قد قدم هذه اللوحة لفرانكلين روزفلت قبل أن يبيعها أحد أبناء هذا الأخير في الخمسينات من القرن الماضي، وأعيد بيعها مرات عدة قبل وصولها إلى الممثلة أنجلينا جولي. كما سيتم عرض لوحة أخرى للسير تشرشل بعنوان "مشهد في مراكش"، رسمت خلال زيارته الأولى إلى المغرب في العام 1935، بمزاد "كريستيز" في أوائل شهر مارس.