أيها الناس، دعونا من "العصيدة الثقافوية" المسخرة التافهة البليدة الخبيثة الغبية المريضة، و هيا بنا للتفكير و المثابرة في البحث عن مخرج من الأزمة الاقتصادية الفتاكة التي تهدد البلد الحبيب بأشياء خطيرة جدا...، هيا بنا لتقديم الاقتراحات و الحلول للوصول بالبلد الحبيب إلى بر الأمان. الأزمة الاقتصادية. لا خوف و لا هلع ما دامت الحلول متوفرة. أولا، البنك الإسلامي. ثانيا، قضية الضرائب... علمت الجماهير الشعبية أن البنوك الإسلامية في طريقها إلى البلد الحبيب و الحمد لله وحده. أما قضية الضرائب فتلك القضية الشائكة. يجب أن يكون النظام المعتمد في فرض الضرائب عادلا. طيب. يجب أن تسخر أموال الضرائب من أجل المصلحة العامة. طيب. يجب أن لا تستعمل الضريبة كوسيلة تهديد لأهداف سياسية ضيقة... طيب، إلى آخر الآراء... و لكن في الحقيقة لا حاجة لنا بتاتا في فرض الضريبة على الناس. فلو كان، مثلا، مستورد السلع من الخارج لا يؤذي رسوما جمركية لما اشتكى أحد من غلاء المعيشة و لبذل المنتجون المحليون مجهودا أكبر لتوفير الجودة بأقل ثمن ممكن، ذلك لأن الرسوم الجمركية تجعل المنتج المحلي ينغمس في كسل عميق. و من لا يعانقه شوق التنافسية فلا خير يرجى منه و لا حاجة لنا بما ينتجه. جميع ما يستورده البلد الحبيب يعد من الكماليات إلا الحبوب و الماشية، الغداء، الأكل، القوت اليومي الأساسي... خلاصة: تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح و إلغاء الرسوم الجمركية. و شكرا على انتباهكم سيداتي سادتي. أموال الضرائب تستعمل، مثلا، في بناء الطرق السيارة إلى آخره...و ما حاجة الفقير، نسبيا، إلى طرق لن يستعملها أبدا بحكم فقره و غلاء تذاكر السفر أو ثمن استعمال الطرق السيارة مثلا...؟ لما إنفاق أموال الضرائب على مشاريع خاصة بفئة دون أخرى مع أن الكل يؤدي الضرائب دون استثناء؟ سيداتي، سادتي، الأزمة الاقتصادية لها حل: الإلغاء الفوري لكثير من الضرائب المفروضة على الناس و شكرا على الانتباه، و شكرا على دراسة المسألة من كل جوانبها و عدم إصدار أحكام متسرعة عن جهل...، فلكل سؤال جواب... البلد عليه ديون كثيرة تعد بمبالغ مهولة، و كفانا طرحا لسؤال: " في ما أنفقت تلك الديون...؟ "، لأن المهم أن على البلد تسديد تلك الديون إن آجلا أو عاجلا. أما الأهم فهو أن يكفّ البلد على الاقتراض لشراء كل ما ينتجه الآخرون من كماليات لا حاجة لنا بها بتاتا، كاقتناء السيارات بالآلاف لتوزيعها على موظفين إداريين لا علاقة لهم بالعمل في الميدان، اللهم إذا كان هؤلاء الموظفون الإداريون يستعملون سيارات المصلحة العامة للتنقل بها داخل مكاتبهم الضيقة المغلقة و يا للعجب العجاب. مقترح نداء أو بيان أو إعلان :" أيها الإفرنج، - و ما إلى ذلك في ما يوجد ما وراء البحار...-، كفى و انتهى.. نحن في أزمة، كفوا على إرغام البلد الحبيب على اقتناء آلاف السيارات التي تنتجونها مما يجعل البلد الحبيب يوزعها عشوائيا على إداريين و إداريات لا يستعملونها سوى في قضاء مآربهم الشخصية". سيداتي، سادتي، إلغاء الضرائب سينعش الأسواق و لا داعي للتظاهر بالغنى في وقت الأزمة و ذلك بالاستمرار في إنفاق أموال الضرائب لإنجاز مشاريع لا حاجة للبلد بها، خاصة في زمن الأزمة الاقتصادية...، و المهم أن يكون لنا برنامجا متكاملا هادفا في هذا الصدد فور الانتهاء من أداء كل الديون التي على عاتق البلد...، و لعل هناك من البلدان الطيبة التي بإمكانها تخليص البلد الحبيب من كل تلك الديون القاهرة بجرة قلم... و الله أعلم. هناك فقراء في كل الأحوال و هناك أغنياء في كل الأحوال... أما توفير الغداء المتوازن لجميع المعوزين فالمسالة سهلة للغاية: الزكاة. أما الضريبة فلها شروطها حتى لا تكون مكوسا. يا للموضوع الصعب... أيها الناس، النجدة، النجدة، أنقذوا راوي الرواية، أين هم أهل العلم؟ ماذا يقول العلماء من أهل السنة و الجماعة؟ و جاء جواب من الطيبين الشرفاء يحيل على موقع يسمى "الإسلام سؤال و جواب" : " تحصيل الرسوم الجمركية من الواردات والصادرات من المكوس ، والمكوس حرام ، والعمل بها حرام، ولو كانت ممن يصرفها ولاة الأمور في المشروعات المختلفة كبناء مرافق الدولة لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أخذ المكوس وتشديده فيه، فقد ثبت في حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه في رجم الغامدية التي ولدت من الزنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ) الحديث رواه أحمد ومسلم وأبو داوود، وروى أحمد وأبو داوود والحاكم عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يدخل الجنة صاحب مكس ) وصححه الحاكم. وقد قال الذهبي في كتابه الكبائر: والمكاس داخل في عموم قوله تعالى : ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ) الشورى/42... والمكاس من أكبر أعوان الظلمة بل هو من الظلمة أنفسهم فإنه يأخذ ما لا يستحق، واستدل على ذلك بحديث بريدة وحديث عقبة المتقدمين ثم قال : والمكاس فيه شبه من قاطع الطريق وهو من اللصوص، وجابي المكس وكاتبه وشاهده وآخذه من جندي وشيخ وصاحب راية شركاء في الوزر آكلون للسحت والحرام . انتهى. ولأن ذلك من أكل أموال الناس بالباطل وقد قال تعالى :( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) البقرة/188 . ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبته بمنى يوم العيد في حجة الوداع : ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) . فعلى المسلم أن يتقي الله ويدع طرق الكسب الحرام ويسلك طرق الكسب الحلال وهي كثيرة ولله الحمد ومن يستغن يغنه الله، قال الله تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ) الطلاق/2-3 وقال : ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) الطلاق/ 4 . وبالله التوفيق. -عن فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء 23 / 489- .." و لكن، مهلا مهلا و لا تسرع... إليكم، أيها الشرفاء، مقتطفات مفيدة للغاية : " أما في الحالات الاستثنائية فيجب أن تنفق في المصالح الحقيقية للأمة، فلا ينفق منها شيء في معصية الله، أو في غير مصلحة، كالأموال التي تنفق على الممثلين و الفنانين و اللاعبين... ليست هناك ضرائب تتخذ قوانين في الإسلام، و إنما يمكن للدولة أن تفرض ضرائب معينة لظروف خاصة، فإذا زالت الظروف زالت الضريبة... يجوز في حالات استثنائية أن تفرض ضرائب على الناس شريطة أن تكون عادلة و أن تكون خزينة الدولة فارغة، أما إذا كانت الدولة غنية بمواردها، فلا يجوز فرض تلك الضرائب على الناس، و هي حينئذ من المكوس المحرمة، و التي تعد من كبائر الذنوب. كما أن فرض الضريبة يجب أن يكون في حالات استثنائية لمواجهة ضرورة ما، و لا يجوز أن يكون ذلك في جميع الأوقات..." ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - حسب نفس المصدر-: " كل شيء يؤخذ بلا حق فهو من الضرائب، و هو محرم، و لا يحل للإنسان أن يأخذ مال أخيه بغير حق، كما قال النبي عليه الصلاة و السلام: (إذا بعت من أخيك ثمرا فأصابته جائحة، فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئا، بم تأكل مال أخيك بغير حق؟). و لكن على المسلم السمع و الطاعة، و أن يسمع لولاة الأمور و يطيع ولاة الأمور، و إذا طلبوا مالا على هذه الأشياء سلمه لهم، ثم إن كان له حق فسيجده أمامه (- يقصد يوم القيامة-)...المهم أن الواجب علينا السمع و الطاعة من ولاة الأمور، قال النبي عليه الصلاة و السلام: (اسمع و أطع و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك)... و لا يجوز أن نتخذ من مثل هذه الأمور وسيلة إلى القدح في ولاة الأمور و سبهم في المجالس و ما أشبه ذلك، و لنصبر و ما لا ندركه من الدنيا ندركه في الآخرة " سيداتي، سادتي، الخلاصة هو أن الحل هو إلغاء الضريبة و فرض الزكاة، ثمة النجاة من كل ما تخفيه لنا الأزمة الاقتصادية من فتنة خطيرة على البلد و العباد... و الله أعلم. المطلوب التفكير بتأني و رزانة...و الله المعين. كان يا مكان في قديم الزمان زعماء بلدان متقدمة، التقوا على العمل الجاد من أجل مصلحة بلدانهم و شعوبهم، فجاء وقت الغداء فقصدوا مطعما شعبيا و أكلوا "همبركر" بسرعة و استمروا في عملهم الجاد بعد تسديد ثمن الأكل الزهيد من طرف زعيم البلد المتقدم المضيف، في حين أن قطر من الأقطار المتخلفة تطوع لاستقبال ضيوف من الضيوف...، و لما جاء وقت الأكل، قدم زعيم القطر من الأقطار ذاك، لكل واحد من المعزومين خروفا كاملا. فقال الناس: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. أيها الناس و يا أيتها الجماهير الشريفة، نعم، صحيح، لا شيء أخطر من الجوع الفكري... و كل تطابق مع قطر متخلف يعاني من جوع فكري عظيم مجرد صدفة...