لما يا محمد؟ لما يا ابن عمي؟ لما كل هذا الجلد للذات ؟ لما هذه النظرة القاسية لأبناء وبنات الريف؟ لما هذا التمثل الضيق للوطن؟ لما تمرير هذه النظرة السوداوية لأبنائنا أجيال الغد لما هذا التنكر غير المبرر لكفاءات ريفية قد تجهل قيمتها ؟ ساهمت ولازالت تساهم في صنع تاريخ المغرب الشاسع المتنوع؟؟ عندما تلتفت حواليك بعيون مغربية، تكتشف أنك من وطن تحسد عليه ، من وطن يتسع لجميع أبنائه . هذه الخندقة الجغرافية ، قد تقلص من مساحة التفكير الموضوعي والايجابي ، ومن فساحة قلب منشرح يستوعب جميع الشرائح والألوان والأجناس واللغات ............. يا محمد ما يقع من نقاش ، و تلاقح فكري واختلاف في الرأي، ربما صادفته بين طلبة يحلمون بحماسهم المعهود بمغرب أحسن، أو بين فئة مهنية تتوق لوضع أفضل، أو ألوان سياسية متنافسة ، هو أمر يبعث على الأمل ، هو علامة هبوب رياح الفكر الحر، والانتماء المعلن ، والحلم ألا مشروط.بمغرب الغد ............. عندما تتنقل في أنحاء المغرب طولا وعرضا، عبر سهوله وجباله من شماله الى جنوبه، " وأنت ابن الريف" وتتعايش مع كل مكوناته الجهوية واللغوية والسسيوثقافية واقتصادية ، عندما تنظر الى هويتك وانتمائك بنظرة شمولية ،حينئذ فقط يا" سليل أمزيان " تكتشف كيف أنك مزهو ان تكون ابن الريف، من أم ترضعك القيم والأخلاق، فتكون لقاحا لك بالمؤبد من الأمراض الاجتماعية المعدية والمتنقلة عبر الزمان والمكان. عندما تكون من صلب رجل أنجبته المنطقة بقساوة تضاريسها الطبيعية، وحمولتها الاجتماعية والثقافية، وشح فرصها الاقتصادية وزخم شيم و نخوة رجالاتها المصرين والملتزمين بالدود على الوطن، بالسلاح أحيانا وبالعلم والقلم أحيانا أخرى ، وبالقلب والفطرة عندما تعوزهم كل هذه الإمكانيات ، عندئذ فقط تعي ما معنى أن تنتمي إلى نخب الريف أ وبالأحرى إلى نخب المغرب. نحن أبناء وبنات الريف ونخبه ونخب المغرب، لانسمح ، ببخس عمل نعتقد بل نؤمن أنه لبنة صلبة في البناء المشترك للمغرب الكبير ، لا نسمح بالتنكر لفضل أسر ريفية ترعرعنا في كنفها ، وضعت في قرة أعينها وحدة الوطن على اختلاف هوياته ولهجاته المحلية،أورثتنا الشعور بالانتماء للوطن مع الزهو بالخصوصية المحلية واللغوية ، نتابع مسيرة أبائنا وأجدادنا ، كل من موقعه وحسب قدراته ، يشهد لنا محيطنا المباشر ومعارفنا وأصدقاؤنا ورؤساؤنا ومرؤوسينا وأبناؤنا بالنزاهة والإخلاص والمثابرة في العمل واليد العليا ............ وهو رأسمالنا اينما حللنا وارتحلنا. فانضم إلى نادي أبناء الريف الحاضرين في كل رقعة من هذا البلد الغني بنخبه وأبنائه هيا بنا يا محمد الى كلمة سواء: عاش المغرب المتنوع الموحد.