شكلت شبيبة العدالة والتنمية منذ الوهلة الأولى أحد الدعامات الأساسية التي من خلالها تسنى للحزب الوصول لفئة حيوية وعريضة في المجتمع ولعبت شبيبة العدالة والتنمية دورا كبيرا في تأطير الشباب خاصة مع الفراغ الحاصل في الساحة الشبابية، الأمر الذي لا يخدم مصلحة الوطن. وبقيت شبيبة العدالة والتنمية مستمرة في عطائها وبذلها لأجل الشباب المغربي الذي كان واعيا بأن أبناء هذا التنظيم غيورون على وطنهم و شبابه. إلى أن وصلت محطة المؤتمر والتي بدون شك شكلت مرحلة مهمة وجب علينا استخلاص معان ورسائل مهمة. مؤتمر وطني خامس وخمسة محاور مهمة لاستشراف المرحلة المقبلة: تمسكنا بمرجعيتنا الإسلامية وعدم تنازلنا عنها. هذه المرجعية التي تعد بمثابة المحرك الأساسي لمشروعنا النهضوي المبني على الإصلاح ومحاربة الفساد، وكذا على الوسطية والاعتدال. حرصنا على وطننا قبل كل شيء وعلى الوحدة، وتشبثنا بصحرائنا والعمل على إعطاء نموذج جديد قادر على إدراج الشباب في إيجاد حل لنزاع المفتعل. إنجاح و ترسيخ مسيرة البناء الديمقراطي هذه المسيرة التي جاءت مع تراكمات و تضحيات جسام لجيل سابق أعطى من أجل هذا الوطن بدون مقابل ليصل اليوم لما وصل له وليضعنا أمام رهان و تحدي أصعب هو استكمال هذه المسيرة لبناء مغرب جديد مغرب الكرامة و العدالة الاجتماعية. لا استقرار بدون تفعيل للإصلاح و توطيد للبناء الديمقراطي. فالمغرب و مع موجة الربيع العربي استطاع أن يحافظ على هذا المعطى لا لشيء فقط لأن بوادر الإصلاح بدت واضحة آن ذاك والتي إن مُستْ بالضرورة سندفع مقابلها استقرارنا. إثبات الشبيبة على أنها مدرسة حقيقية تنتج لنا قيادات شابة قادرة على استكمال ما بدأته قيادة الحزب وقادرة على الحفاظ على التراكم الكبير الذي و صلت إليه، الشيء الذي يعود بالضرورة بالنفع لهذا الوطن الذي يستحق منا إعطائه شباب قادر على كسب الرهان و حمل رايته عاليا.