شارك سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ومحمد طلابي، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، في المؤتمر السابع للمنتدى العالمي للوسطية، الذي ينعقد في اليمن تحت رعاية الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، إلى جانب العشرات من المفكرين الإسلاميين البارزين من مختلف الدول العربية والإسلامية. ويهدف المؤتمر، الذي يعقد لأول مرة في اليمن تحت شعار الوسطية الإسلامية - المفهوم التحديات - الأدوار، إلى التعريف بمفهوم الوسطية الإسلامية وتوضيحه للناس. وبيان أهم التحديات التي تواجه العمل في مجال نشر الفكر الوسطي المعتدل، وكذا إبراز دور الوسطية في محاربة الفكر المتطرف. ويبحث المؤتمر في الآليات التي تسهم في نشر الفكر الوسطي في المجتمعات الإسلامية. وشدد المؤتمر الذي اختتمت أشغاله أول أمس على ضرورة استكمال النموذج الوحدوي العربي والإسلامي، من خلال مشروع يجمع ولا يفرق، يعترف بالخصوصيات ولا يختلف في العموميات والمقاصد، وذلك لأن الغلو لا يولد إلا تطرفاً، كما أن الجفاء والانفلات يولد النتيجة ذاتها، وأسوأ أنواع التطرف هو الاستبداد بالرأي والاعتقاد باحتكار الحقيقة من طرفٍ دون آخر، والسبيل الصحيح للعلاج يتمثل في اتباع منهج الوسطية الذي نادى به الإسلام. وشدد المؤتمر في بيانه الختامي الذي أطلق عليه إعلان صنعاء للوسطية على أولوية تجميع الصفوف بين كل مكونات الأمة، مهما اختلفت الرؤى، على تنوع توجهاتها الفكرية، باعتبار أن هذه الأمة يجب أن تتهيأ لبناء مشروعها النهضوي الحضاري، وإصلاح النظام التعليمي والأجهزة الإعلامية لتقوم على أسس قويمة تتضمن توطين المعرفة وإنتاجها، وتربية الأجيال على ثقافة الحوار والتسامح والتعايش مع الآخر القريب والبعيد من منطلق أن مفهوم الوسطية يعزز الجوامع المشتركة للأمة، ويبني الشخصية الإسلامية القويمة المتوازنة على مستوى الفرد والجماعة. وأكد البيان نفسه على دور الأسرة في تعميق مفاهيم الوسطية والاعتدال في نفوس الأبناء وحب الآخرين والتعاون معهم. إلى جانب حرمة دماء المسلمين والمعاهدين والمستأمنين، وأموالهم وأعراضهم مصانة بأمر الله ورسوله، وهذا ما تتحمل مسؤوليته جميع مكونات المجتمع.