اتفق المغرب وإسرائيل على بدء التعاون الثنائي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، إضافة إلى تنفيذ برامج لتبادل الزيارات بين الطلاب ابتداء من الموسم الدراسي المقبل. جاء ذلك في اتصال هاتفي هو الأول من نوعه بين سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة، ووزير التعليم الإسرائيلي يواف غالانت. ويهدف البرنامج إلى تبادل الوفود الطلابية المدرسية والجامعية، وإجراء جولات تعليمية تراثية بين إسرائيل والمملكة، وذلك للتعرف عن قرب على تاريخ يهود المغرب. وأكد وزير التعليم الإسرائيلي أن البرنامج سيشرع في تنفيذه ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، كاشفا أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل على تغيير المناهج الدراسية لتشمل تدريس مواد تعليمية عن يهود المغرب. وقال الوزير الإسرائيلي: "لقد سررت لموافقة وزير التعليم المغربي على اقتراحي لتعزيز برنامج التبادل الطلابي بين تل أبيب والرباط، من أجل التعرف على التاريخ المجيد ليهود المغرب"، مضيفا أنه وجه شكره لأمرازي على مبادرة المغرب لإدراج مواضيع تهم المكون اليهودي ضمن المناهج الدراسية في المغرب بتوجيهات من الملك محمد السادس. وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن "التعليم هو أهم عامل لتعزيز عملية السلام بين البلدين"، واقترح إنشاء لجان مشتركة تعمل على تعزيز التربية والتعليم في إسرائيل والمغرب. وخلال المكالمة، التي جرت عبر تقنية "اتصال الفيديو"، تحدث أمزازي ونظيره الإسرائيلي عن التحديات التي تواجه التعليم منذ بداية فيروس "كورونا". كما دعا الوزير غالانت أمزازي إلى إجراء زيارة رسمية إلى إسرائيل. وعبر الوزير الإسرائيلي خلال المكالمة عن تقديره العميق لسياسة الملك محمد السادس في الدفاع عن الجالية اليهودية وتراثها والحفاظ على المواقع اليهودية التاريخية، وأيضا الحفاظ على العلاقة المستمرة مع الإسرائيليين ذوي الأصول المغربية. وكان المغرب شرع قبل استئناف العلاقات مع إسرائيل في تغيير المناهج الدراسية لتضم مواضيع تهم اليهود المغاربة وتاريخهم وثقافتهم. وهمت عملية المراجعة مقررات المستوى الابتدائي، في أفق تغيير مقررات المستويات الأخرى خلال السنوات المقبلة، وذلك تماشيا مع دستور 2011 الذي يتحدث عن هوية متعددة الروافد، سواء الأمازيغية أو الحسانية وحتى العبرانية. جدير بالذكر أن الجامعات الإسرائيلية تتصدر قائمة أفضل المؤسسات التعليمية في الشرق الأوسط وإفريقيا، إذ جاءت جامعة "حيفا" ضمن أفضل 100 جامعة في العالم وفق تصنيف "شنغهاي" الشهير، إضافة إلى احتلال جامعة تل أبيب المرتبة الأولى في منطقة "مينا".