في مرحلة جديدة من حربها الإعلامية الكاذبة، زعمت جبهة البوليساريو الانفصالية أنها تمكنت من قتل ثلاثة جنود مغاربة نواحي مدينة "آقا"، التي تقع بالقرب من الحدود الجزائرية. وقالت الجبهة الانفصالية إن ميليشياتها استهدفت مقر حراسة تابعا للقوات المغربية في منطقة جبال "وركيز" بإقليم طاطا، مشيرة إلى أنها "تمكنت من مصادرة أسلحة ووثائق"، وهو ما تناقلته وسائل إعلام انفصالية وجزائرية بشكل واسع، في خطوة تهدف إلى إقناع المنتظم الدولي بوجود حرب في الصحراء للتشويش على المكتسبات المغربية. وترى مصادر متابعة للملف أن المزاعم التي تتحدث عنها الجبهة الانفصالية "أمر لا يمكن تصديقه، لأن هذه المنطقة يستحيل أن تصل إليها ميليشيات الجبهة إلا عبر التراب الجزائري"، مضيفة أن "مهاجمة آقا هو إعلان حرب من طرف الجزائر ضد المغرب". وشددت المصادر نفسها على أن "النصر الوهمي" التي تُحاول جبهة البوليساريو ترويجه اليوم، بعد عشرات البلاغات التي لم يصدقها أي أحد، يهدف إلى تهييج الرأي العام بالمخيمات، إضافة إلى تمرير رسائل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن الاعتراف بمغربية الصحراء سيشعل حربا إقليمية. من جهته، فضخ منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا ب"فورستاين"، مزاعم أعداء المملكة، وقال في الصدد ذاته: "تلقينا بدهشة بالغة إعلان جبهة البوليساريو تنفيذها عملية عسكرية داخل التراب المغربي، عن طريق فرقة عسكرية خاصة، قامت بتصفية حراس بمركز مراقبة، وغنمت أسلحة ووثائق، وأعلنت الاسمين العائليين لاثنين من الأشخاص المستهدفين في العملية، ونشرت بيانا جديدا تحدث عن الأمر، وأطلقت العنان للاحتفالات بالمخيمات وبالعالم الافتراضي". وأوضح المنتدى ذاته أن الجبهة اختارت أن "يكون بيانها الأخير نقلة جديدة في مستوى لعبة الحرب، إذ ارتقت إلى الدور الثاني من اللعبة بعد نجاحها في لعبة القصف الافتراضي، لتنتقل إلى المستوى الجديد المتمثل في لعبة العمليات والمعارك العسكرية، ودائما افتراضيا". وشدد المنتدى، في بيان حول "ادعاءات آقا"، على أن جبهة البوليساريو وصلت إلى "مستوى منحط، وبلغت الحضيض، وسقطت سقطة مدوية من عيون الأصدقاء قبل الخصوم، وأصبحت تغلب عليها التهيؤات، وتصدق ما تتمناه، بل وتراه واقعا ولو من جهتها فقط، بينما العالم يرى عكس ذلك؛ وبإمكان كل عاقل بدون أي مزايدة أن يُعمل عقله بتجرد ليعرف الحقيقة ببساطة بعيدا عن العواطف". وأكد "فورساتين" أن "الجبهة اعتمدت معلومات كلها مغلوطة، وحتى مكان العملية مغلوط، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الوصول إليه ولو في الأحلام"، مضيفا: "لو أن الجبهة توصلت فعلا إلى هوية القتلى كما تزعم لكانت نشرت الأسماء كاملة ولم تكن لتؤخر الإعلان حتى المساء، عكس ما تقوم به عادة عندما يتعلق الأمر بقضايا مماثلة". وزاد المصدر ذاته: "فرضا، لو أن جبهة البوليساريو قامت بعملية في مكان ما وغنمت أسلحة، لكان أولى أن تنشر صور الغنائم وتتحدث عما غنمته موثقا بالدليل والبرهان، وليس الاكتفاء بالحديث، والاستعانة بصور قديمة تعود لسنوات، في حين كانت قادرة على تقديم ما يدعم حجتها". وشدد المنتدى على أن العملية "افتراضية تنضاف إلى الكم الهائل من القصف الذي لا أثر له في الواقع"، موضحا أن "الأمر لا يتجاوز استهلاكا إعلاميا، وركوبا على حدث وهمي لبلوغ مآرب سياسية واجتماعية معلومة المقاصد"؛ وخلص إلى أن ما يتم الترويج له هو "تغطية على الخيبات والفشل المتوالي لجبهة البوليساريو، ومن ورائها الجزائر، ومحدودية قدرتهما في التأثير على الوضع الميداني والسياسي للمنطقة بعد عشرات المحاولات دون جدوى". كما لفت المصدر الانتباه إلى أن ما تقوم به الجبهة يهدف إلى "رفع معنويات الأتباع، وضمان تبعية الميليشيات العسكرية، وتحفيز الأنصار، وإعطاء زخم وهمي لمشروع يحتضر، ولا يملك سوى التشبث بالأساليب الدعائية البالية، لكسب الوقت، وضمان عمر أطول، أمام تسارع الأحداث التي تنبئ بنهاية المشروع الانفصالي".