شكلت الأزمة الكورية٬ والإصلاحات السياسية في إيطاليا٬ والإفراغ من المنازل بإسبانيا٬ وتقديم قروض للبرتغال أبرز المواضيع التي تطرقت إليها الصحافة الأوروبية الصادرة اليوم السبت. واهتمت الصحف الأوروبية بزيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى سيول٬ حيث أكد عزم واشنطن على الدفاع عن حليفيها كوريا الجنوبية واليابان في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية. ففي فرنسا كتبت يومية (لوموند) أنه في الوقت الذي ضاعفت فيه بيونغ يانغ "التصريحات والتهديدات٬ منذ صدور قرار الأممالمتحدة فرض عقوبات على هذا البلد بعد تجربة نووية ثالثة يوم 12 فبراير الماضي في خرق لقرارات الأممية السابقة" نشرت واشنطن "معدات عسكرية بالمنطقة٬ خاصة لاعتراض صواريخ كوريا الشمالية٬ وأعلنت أنها ستدافع عن حليفيها كوريا الجنوبية واليابان إذا ما هاجمتهما كوريا الشمالية ". أما صحيفة (لو فيغارو) فأشارت إلى أن واشنطن "تراهن٬ على المدى القصير٬ على بكين لوقف مشاكسات كوريا الشمالية"٬ مضيفة أن "الجميع يعلم أنه لا يوجد في العالم بلد له تأثير أكبر على كوريا الشمال مثل الصين". وفي إيطاليا٬ تركزت اهتمامات صحف هذا البلد على مقترحات الإصلاح التي قدمتها٬ أمس٬ إلى الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو لجنتا "الحكماء" التي كان قد عينهما لمساعدة البلاد على الخروج من المأزق السياسي وإنعاش الاقتصاد. فبالنسبة لصحيفة (كورييري ديلا سيرا) فإن المقترحات "التي تهم الأولويات الاقتصادية والاجتماعية والهيكلة الجديدة للدولة٬" قد تكون آخر عمل كبير خلال ولاية الرئيس نابوليتانو (سبع سنوات) التي تنتهي في 15 مايو المقبل. ومن جهتها أكدت (لا ستامبا) أن الرئيس نابوليتانو وضع الأحزاب السياسية أمام مسؤولياتها٬ معتبرة أن المفتاح للخروج من المأزق السياسي الحالي هو الآن بين أيديهم٬ وأن الحكومة المقبلة٬ التي توجد البلاد في حاجة ماسة إليها٬ لا يمكن أن ترى النور إلا في إطار التعاون في ما بين هذه الأحزاب. أما صحيفة (لا ريبوبليكا) فترى٬ في هذا الصدد٬ أن من شأن العمل الذي أنجزه "الحكماء" أن "يعزز البحث عن توافق بين الهيآت السياسية٬ وخلق أجواء بناءة داخل البرلمان واختيار أشكال عملية لتقاسم المسؤوليات". واهتمت الصحف الإسبانية٬ بالمأساة الاجتماعية الناجمة عن إفراغ الملاك من منازلهم بعد عجزهم عن دفع ديونهم٬ وتظاهر نشطاء أمام مساكن أعضاء الحكومة ومنتخبي الحزب الشعبي. فتحت عنوان "مطاردة رئيس مجلس النواب"٬ كتبت يومية (إلموندو) أن رجال الشرطة منعوا نحو 200 متظاهرا من الاقتراب من منزل خيسوس بوسادا٬ رئيس المجلس٬ وثالث سلطة بإسبانيا٬ وذلك في إطار ما يعرف باحتجاجات "إزكراشي" التي انطلقت في الأيام الأخيرة بهذا البلد الإيبيري. ومن جهتها ذكرت يومية (أ بي سي) أن الشرطة طوقت منزل بوسادا قبل وصول الحركة الاحتجاجية التي دعت إليها أرضية ضحايا الرهون العقارية٬ مشيرة إلى أن مصالح الأمن فرضت طوقا أمنيا على المنزل٬ وهو الإجراء الذي اتخذته٬ هذا الأسبوع٬ وزارة الداخلية لمواجهة هذه الطريقة الجديدة في الاحتجاج. وبدورها أوضحت صحيفة (إلباييس) أن "عمليات الإفراغ زادت من التوتر بين الحكومة والاشتراكيين"٬ مبرزة أن الحزب الشعبي يعتزم الطعن في قرار الحكومة الإقليمية للأندلس٬ بقيادة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني٬ والقاضي بمصادرة مساكن في ملكية الأبناك من أجل الحد من عمليات إفراغ الأسر المثقلة بالديون و تعيش حالة إقصاء اجتماعي. وقوبل قرار الحكومة الإقليمية للأندلس برفض من الحكومة المركزية التي يقودها الحزب الشعبي بحجة أنه يمس بمبدأ الملكية الخاصة. أما في البرتغال فتطرقت الصحف الصادرة اليوم لاتفاق وزراء مالية الاتحاد الأوروبي على تمديد آجال سداد البرتغال للقروض الممنوحة لها سبع سنوات٬ وذلك في إطار برنامج المساعدات المالية التي يمنحها الاتحاد. وكتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) أن "وزراء مالية الاتحاد الأوروبي أعطوا أمس الجمعة موافقتهم على تمديد آجال السداد سبع سنوات بالنسبة للقروض الممنوحة للبرتغال٬ التي لم تحصل بعد على الإشادة العادية من قبل شركائها الأوروبيين فيما يتعلق بتنفيذ برنامجه التقويمي". وتحت عنوان "سبع سنوات أخرى لدفع الديون٬ لكن أوروبا تفرض شروطها" لاحظت صحيفة (اكسبريسو)٬ أن "تمديد آجال استحقاق القروض الممنوحة للبرتغال تبقى رهينة باعتماد الحكومة إجراءات جديدة لتعويض تلك التي ردتها المحكمة الدستورية". وفي موسكو كتبت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن الخبراء حذروا من فوضى اقتصادية في العالم أجمع ٬خاصة في حال تحقيق فكرة فريتس بولكيستين مفوض السوق الداخلية بالاتحاد الأوروبي بطرح عملة جديدة موازية لليورو في ألمانيا وهولندا باعتبارهما أقوى اقتصادين في الاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة أن الخبير الاقتصادي ألكسندر أبراموف اعتبر أن طرح عملة جديدة وتراجع قيمة اليورو سيؤثران بشكل مباشر على روسيا. صحيفة "أرغومينتي نيديلي" تساءلت٬ لماذا أقدم الغرب على إنفاق ملايين اليورو لمساندة المجموعات المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا٬ مضيفة أن الغرب يطمح لإسقاط النظام السوري لكي يضع يده على الثروة النفطية السورية٬ مشيرة في هذا السياق الى أن شركة نرويجية اكتشفت أربعة حقول نفطية في أراضي سوريا يمكن أن تستخرج دمشق منها مابين ستة الى سبعة ملايين برميل يوميا. وسلطت الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت الضوء على الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لألمانيا٬ وكذا مواقف رئيس الوزراء العمالي السابق طوني بلير التي انتقد فيها أداء زعيم حزب العمال الحالي إد ميليباند. وكتبت صحيفة (الاندبندنت)٬ بخصوص زيارة ديفيد كاميرون لبرلين٬ عن تباعد كبير وعميق في وجهات نظر ومواقف بريطانيا وألمانيا في ما يتعلق بالمشروع الذي اقترحته الحكومة البريطانية لمراجعة المعاهدات والاتفاقيات الأوروبية. وأشارت الصحيفة إلى أن الاستقبال الحار الذي خصص لرئيس الوزراء البريطاني من طرف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "التي تعد أقوى فاعل على الصعيد الأوروبي" يظهر رغبة برلين في استمرار بقاء المملكة المتحدة ضمن حظيرة الاتحاد الأوروبي. ومن جانبها٬ كتبت صحيفة (الديلي تلغراف)٬ أن صقور حزب المحافظين٬ الذي يقوده كاميرون٬ والمشككين في جدوى البقاء ضمن الفضاء الأوروبي٬ اغتنموا مناسبة زيارة رئيس الوزراء البريطاني لألمانيا من أجل إبرام تحالف وثيق مع نظرائهم في برلين. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر يتعلق باتفاق سري يقدم بموجبه حزب (البديل الجديد لألمانيا) المعروف بمواقفه المعادية للاندماج الأوروبي دعمه للمخطط البريطاني الرامي إلى تعديل المعاهدات والأنظمة الأوروبية. ومن جانبها٬ نشرت صحيفة (الصن)٬ مقالا صدر خلال الأسبوع الجاري لرئيس الوزراء السابق والزعيم السابق لحزب العمال طوني بلير٬ تضمن انتقادات لأداء زعيم الحزب الحالي إد ميليباند٬ ومطالبا إياه بتجنب تحول الحزب إلى حركة احتجاجية بدون أفق انتخابي. وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات ومواقف بلير الأخير تظهر المشاكل التي يتخبط فيها الحزب نتيجة الانقسامات العميقة بخصوص التوجهات التي يتعين اختيارها لمواجهة حزب المحافظين خلال الانتخابات التشريعية المزمع إجراءها سنة 2015.