انصب اهتمام الصحف الأوروبية الصادرة٬ اليوم الجمعة٬ على عدد من المواضيع من بينها على الخصوص المقابلة التلفزية للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند٬ ومساعي الرئيس الإيطالي لتشكيل حكومة جديدة٬ وقرار وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند المتعلق بالانسحاب من الحياة السياسية٬ علاوة على الوضع السياسي المتوتر في البرتغال. وبهذا الخصوص٬ كتبت يومية (ليبراسيون) أن الرئيس الفرنسي لم ينج من الانتقادات التي وجهها له حتى بعض المحسوبين على معسكره٬ وذلك على خلفية المقابلة التلفزية التي خص بها قناة (فرانس 2) وتطرق خلالها إلى تداعيات الأزمة الأوربية على الوضع العام في فرنسا٬ خاصة في شقه السياسي والاقتصادي. واعتبرت اليومية أن رئيس الدولة "عوض أن يشرح الاسباب التي أدت إلى تفاقم الأزمة في فرنسا وعدد من البلدان الأوربية٬ لم يقم في الواقع إلا بتعميق هوة سوء التفاهم مع الفرنسيين". من جهتها٬ كتبت يومية (لوفيغارو) تحت عنوان "الكلام .. لكن لقول ماذا" أنه بعد مرور عشرة أشهر عن تولي هولاند مهامه الرئاسية٬ يجد هذا الأخير نفسه أمام "وضع بات من الصعب عليه التحكم فيه٬ خاصة على ضوء تنامي معدل البطالة وظرفية غامضة جدا وانحسار الأفق والتصريحات المتناقضة٬ وفوق كل هذا وزير الميزانية الذي يشتبه في تهربه من دفع الضرائب٬ الأمر الذي قد يجبره على الاستقالة". من جانبها٬ قالت اليومية البلجيكية (لوسوار) إن الرئيس الفرنسي دافع خلال هذه المقابلة التلفزية عن حصيلة عشرة أشهر من توليه مهامه الرئاسية٬ وأقر بأنه لم يتوقع على المستوى الزمني تداعيات الأزمة التي تمر بها فرنسا والقارة الأوروبية. واستبعدت اليومية أن يكون الرئيس قد تمكن من إقناع مواطنيه خلال هذا اللقاء٬ وذلك على الرغم من بعض الإشارات الإيجابية التي أعلن عنها٬ لاسيما العودة إلى إقرار الضريبة بنسبة 75 في المائة على الدخل السنوي الذي يفوق مليون أورو. في إيطاليا٬ استأثرت اهتمامات الصحف بالمساندة التي قدمها الرئيس الإيطالي٬ جورجيو نابوليتانو لزعيم اليسار٬ بييرلويجي برساني٬ وذلك بهدف تشكيل حكومة جديدة. وبهذا الخصوص٬ أشارت يومية (لاستامبا) الى أن رئيس الدولة الإيطالية تدخل شخصيا في محاولة منه لتطويق الأزمة التي تواجه تشكيل حكومة جديدة وتذليل العقبات التي وقفت إلى حد الآن في وجه أمين الحزب الديمقراطي بهذا الشأن. وأوضحت اليومية أن المشاورات التي يقودها نابوليتانو لم تفلح في تسوية هذا الوضع٬ وذلك في إشارة إلى المعارضة العلنية التي يبديها (حزب شعب الحرية) اليميني لسيلفيو برلسكوني٬ وذلك بخصوص اختيار الرئيس المقبل للبلاد. وفي نفس السياق٬ كتبت يومية (لاريبوبليكا) أن إيطاليا تعيش حاليا مرحلة سياسية هي الأكثر صعوبة منذ مرحلة ما بعد الحرب٬ مشيرة إلى أن البلاد "شهدت العديد من حكومات الطوارئ لكنها لم تعرف نظيرا للحكومات (المستحيلة) التي يحاول برساني تشكيلها". وأضافت اليومية أن على القوى الرئيسية في البلاد اختيار بين "ما إذا كانت تريد الانخراط في هذه الجهود حتى وإن كانت مضنية وبين المغامرة في خوض حملة انتخابية جديدة٬ بالتالي قطع الخيط الأخير الذي يحول دون موت التجربة التشريعية الحالية في المهد٬ أي بين المسؤولية أو الذهاب نحو المجهول". واهتمت أبرز الصحف الصادرة في بريطانيا بقرار وزير الخارجية البريطاني الأسبق ديفيد ميليباند الانسحاب من الحياة السياسية٬ ووقع هذا القرار على الحزب العمالي أهم تشكيلة سياسية في المعارضة. واعتبرت صحيفة (ذي اندباندانت) أن القرار كان مفاجأة بالنسبة للعديد من المراقبين الذين كانوا يتوقعون عودة قوية لديفيد ميليباند الى الساحة السياسية٬ وقالت إن عودته كان بإمكانها تعزيز فرص الحزب العمالي في الوصول إلى السلطة خلال الانتخابات التشريعية للعام 2015. ومن جهتها قالت (الغوارديان) إن رحيل ديفيد ميليباند يكشف العديد من القضايا حول الحزب وسياسة تحديث هياكله التي وضعها رئيس الوزراء السابق توني بلير بداية 1990 والتي مكنت المحافظين من الفوز في الانتخابات التشريعية للعام 1997 والحفاظ على السلطة لغاية 2010. وكتبت الصحيفة أن ديفيد ميليباند الذي يحظى بحماية توني بلير كان المرشح الأبرز للفوز برئاسة الحزب العمالي بعد ذهاب رئيس الوزراء السابق غوردون براون. أما صحيفة (ذي ديلي ميرور) فتؤاخذ على ميليباند الموقف الذي اتخذه منذ هزيمته خلال السباق نحو رئاسة الحزب العمالي٬ وقالت إن الرئيس السابق للدبلوماسية البريطانية لم يقم بأي شيء لدعم شقيقه إيد ميليباند أمام خصومه الاقوياء من المحافظين. وفي تركيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم بالأزمة الاقتصادية والمالية في قبرص٬ وتطرقت إلى الطوابير الكبيرة أمام البنوك من أجل سحب حصة يومية لا تتعدى 300 أورو من الأموال المودعة. وتحت عنوان "التدافع حول الأورو"٬ كتبت صحيفة (إيني سافاك) أن الاتحاد الاوربي أرسل أوراق نقدية بقيمة خمسة ملايير أورو لدعم الاقتصاد المنهار للجزيرة وإنقاذ نظامها البنكي. ومن جهتها كتبت صحيفة (حرية ديلي) أن البنوك القبرصية فتحت أبوابها لكن في حدود من أجل السيطرة بشكل كامل على نظام النقد والحيلولة دون تهريب الأموال من البلاد. ومن جهة أخرى٬ تطرقت الصحف التركية إلى قرار وكالة التصنيف المالي (ستاندار أند بور) منح تنقيط ايجابي لاقتصاد البلاد من "ب ب" الى "ب ب +"٬ واعتبرت صحيفة (زمان) أن هذا التحسن مرده إلى الاجراءات المعتمدة مؤخرا والتي ساهمت في إعادة التوازن لاقتصاد البلاد والجهود الجارية في تركيا لإيجاد تسوية للنزاع الكردي.