مباشرة بعد التوقيع على البرنامج التنفيذي للتعاون في قطاع الصناعة التقليدية بين المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، قام وزير الصناعة التقليدية، عبد الصمد قيوح، بمجموعة من اللقاءات وجلسات العمل مع الأمراء والوزراء والمسؤولين السعوديين لبدء تفعيل بنود الاتفاقية الموقعة. وهكذا عقد قيوح جلسة عمل مع وزير الشؤون الاجتماعية بالمملكة السعودية، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، حيث اتفق الطرفان على بدء برنامج للتعاون بين الوزارتين يتضمن تبادل الخبرات في مجال العمل الاجتماعي المتعلق بالصناعة التقليدية وخاصة فيما بين الجمعيات والتعاونيات الحرفية ودور الصانعات بالبلدين الشقيقين. وأجرى قيوح أيضا مشاورات مع أمير منطقة الرياض، خالد بن بندر بن عبد العزيز، حيث تم التركيز على سبل تنظيم معارض بالعاصمة السعودية لفائدة الصناع التقليديين المغاربة، والحرفيين بالمملكة العربية السعودية، وجعلها متنوعة ومتواصلة لتشكل فرصا للتسويق وتبادل الخبرات. وبمقر المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني عقد الوزير المغربي جلسة عمل مع الدكتور علي بن ناصر الغفيص، رئيس الهيأة، حيث اتفق الطرفان على برنامج تعاون تتم صياغته خلال الشهر المقبل لتنقل الخبراء "المعلمين" المغاربة في ميدان الصناعة التقليدية لتنشيط دورات تكوينية دورية لفائدة الحرفيين السعوديين. كما أجرى وزير الصناعة التقليدية المغربي مباحثات مع الأميرة هيفاء الفيصل بمقر جمعية الفضيلة الراعية للحرفيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد عبرت الأميرة خلال هذا اللقاء على رغبتها الأكيدة في استفادة عضوات الجمعية من المستوى الذي وصلت إليه الصناعة التقليدية المغربية في مجالات التصميم والتسويق. وكان الوزير المغربي قد وقع يوم 2 أبريل الجاري مع الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية، برنامجا تنفيذيا للتعاون بين في مجال الحرف والصناعات اليدوية بين المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية. ويهدف هذا البرنامج التنفيذي إلى تشجيع تنظيم أسابيع مشتركة بين البلدين ومعارض لفائدة الصناع التقليديين المغاربة بالمملكة العربية السعودية سواء كانوا فرادى أو منظمين في إطار تعاونيات أو جمعيات أو مقاولات. ومن شأن هذا التوقيع أن يدعم الصناع التقليديين ويفتح لهم أبواب أسواق جديدة ليروجوا فيها منتوجاتهم التقليدية خاصة الراقية منها، كما من شأنه أن يدعم الجمعيات والتعاونيات المغربية الراغبة في التعامل عبر مقاربة التجارة المنصفة.كما يهدف إلى تشجيع تبادل الخبرات بين الطرفين خاصة في المجالات المرتبطة بالتكوين وتبادل المعلومات والدراسات المرتبطة بالحرف والصناعات اليدوية. وفي اليوم الأخير لزيارة عبد الصمد قيوح للملكة العربية السعودية قام الوزير المغربي، رفقة الأمير سلطان بن سلمان بزيارة الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار، بزيارة إلى مقر المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية28" حيث اطلعا على محتويات المهرجان من القرى التراثية المختلفة، واطلعا أيضا على القرى التراثية في كل من: عسير، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، وحائل، وجازان، والباحة، وأطلعا على الأقسام والأجنحة التي تحتويها. وزار الوزير المغربي رفقة مضيفه الأمير سلطان قرية منطقة نجران التراثية الذي شيدت لأول مرة على أرض المهرجان، وأطلعا على المباني الطينية الأثرية التي تشتهر بها المنطقة المشتملة على الدرب والمقدم والمشولق، كما قاما بجولة على أجنحة الحرف اليدوية التي تحتوى على الصناعات التقليدية والحرف اليدوية، إلى جانب الإطلاع على متحف الأخدود للآثار والفنون، وشاهدا الرسومات الأثرية وموقع الأخدود الأثري، وآبار حُمى الأثرية.