يرتقب أن يحل سفير إسرائيل السابق لدى مصر، دافيد جوفرين، بالمملكة المغربية في غضون الأيام المقبلة ليكون ممثلا دبلوماسيا لتل أبيب بشكل مؤقت بالرباط، وذلك بعد قرار استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ودافيد جوفرين، الذي شغل منصب سفير إسرائيل لدى مصر حتى عام 2019، يتحدث اللغة العربية بطلاقة وخبير في شؤون الشرق الأوسط والحضارة الإسلامية. بدأ جوفرين العمل الدبلوماسي منذ سنة 1989، وتدرج في مناصب عدة متنوعة في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، بما فيها مدير قسم الأردن ومستشار سياسي في الوفد الدائم الإسرائيلي لدى منظمة الأممالمتحدة. حصل ممثل مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط على الدكتوراه في علوم الإسلام والشرق الأوسط من الجامعة العبرية، وله مقالات أكاديمية عدة حول قضايا الشرق الأوسط والمنطقة. أبرز ما كتبه جوفرين، مؤلف حول "رحلة في الربيع العربي: الجذور النظرية للهزة الشرق أوسطية في فكر الليبراليين العرب"، وهو الكتاب الذي يأتي في أعقاب الهزات السياسية والاجتماعية التي شهدها العالم العربي في إطار ما سمي حينها ب"ثورات الربيع العربي". يصف الدبلوماسي الإسرائيلي في كتابه هذا، الذي هو عبارة عن إعادة صياغة لرسالته لنيل الدكتوراه، "الربيع العربي" ب"الخريف الإسلامي" أو ب"الهزات"، ويقول إن نتائجها لم تحمل حتى الآن ضمانة إيجابية للمستقبل المنظور. ويتتبع جوفرين في كتابه، "مسيرة الليبراليين العرب على اختلاف الأجيال، والطريقة التي فهموا بها مفاهيم الديمقراطية وحرية الفرد وحقوق الإنسان الأساسية، وكذلك دعوتهم للتغيير"، ويتناول "عجزهم وإخفاقهم في دفع رؤيتهم قدما، قولا وعملا". في إحدى مواقفه السياسية عندما كان سفيرا لدى القاهرة، احتج ديفيد جوفرين على منعه والدبلوماسيين الإسرائيليين من حضور أي احتفالات أو مناسبات عامة تجرى في مصر أو تنظمها الخارجية المصرية. وقال إن جميع السفارات المعتمدة في مصر تتم دعوتها لحضور المناسبات التي تجريها الخارجية المصرية ولا تتم دعوة السفير الإسرائيلي في القاهرة، رافضا هذه المعاملة من قبل مصر. وكان المغرب قد أعلن الشهر الماضي، الاستئناف الكامل للاتصالات والعلاقات الدبلوماسية والرسمية مع إسرائيل على المستوى المناسب، وتشجيع تعاون اقتصادي ثنائي دينامي وخلاق، والعمل من أجل إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب، بالإضافة إلى الترخيص لشركات الطيران الإسرائيلية بنقل أفراد الجالية اليهودية المغربية والسياح الإسرائيليين إلى المملكة.