دموع وحسرة ترافق عملية البحث التي تقوم بها عناصر الوقاية المدنية عن ناجين محتملين في فاجعة انهيار منزل على مستوى درب مولاي الشريف بالحي المحمدي بمدينة الدارالبيضاء. لم تتمالك العديد من النسوة اللواتي كن يقطن بهذا المنزل، ونجين من الكارثة إثر مغادرتهن له قبل انهياره، أنفسهن، حيث لم يجدن سوى البكاء في انتظار ما ستسفر عنه عملية البحث تحت الركام عن الضحايا المحتملين. تحكي إحدى النسوة، في تصريحات استقتها جريدة هسبريس الإلكترونية، بعين المكان عن هذه الفاجعة، محملة المسؤولية للسلطات بعمالة عين السبع الحي المحمدي، لعدم قيامها بأي دور قصد ترحيل القاطنين بهذه البناية منذ مدة طويلة. وتشير هذه المواطنة، التي ازدادت وعاشت سنوات طويلة بهذا المنزل بحسب روايتها، إلى أن الأسر القاطنة بهذه البناية سبق لها أن تواصلت مع السلطات بالعمالة سالفة الذكر التي يوجد المنزل المنهار ضمن نفوذها الترابي قصد إيجاد حل لهم، حيث تمت طمأنتهم بتنقيلهم منه واستفادتهم من السكن؛ لكن الوعود التي تم إطلاقها بقيت حبرا على ورق. وشددت المتحدثة نفسها على إن هذه الفاجعة ستجعلها تعيش حالة التشرد بعدما تملصت السلطات عن وعودها، مؤكدة أنها ستعمل على الاحتجاج في المكان نفسه وعدم مغادرته إلى حين تسوية وضعيتها ومنحها مكانا للاستقرار والعيش الكريم. وعن القاطنين داخل هذا المنزل، تقول المرأة نفسها إن عدد الأسر به يصل إلى عشر أسر؛ وهو ما يمكن أن يتسبب في رفع عدد الضحايا إذا ما لم يتم إخراجهم على قيد الحياة في الساعات القليلة المقبلة. بدورها، لم تجد إحدى القاطنات بهذا المنزل سوى إطلاق العنان للدموع، بعدما انهار البيت الذي كانت تقيم فيه، وضاع مستقبلها بحسب تعبيرها، وهي تعلم أن من عاشت معهم في هذا المنزل يتواجدون تحت الأنقاض. ولفتت المتحدثة نفسها إلى أن هذا الانهيار تسبب في ضياع وثائقها وأثاثها، مطالبة بمساعدتها في هذه الأزمة الناجمة عن الكارثة، مشيرة إلى أن السلطات تلكأت في ترحيلهم، على الرغم من إخبارهم بكون المنزل آيل للانهيار. في المقابل، فإن السلطات بعمالة عين السبع الحي المحمدي خرجت، عبر بلاغ لها، لترمي الكرة في مرمى قاطني المنزل المذكور، حيث أكدت أن السكان الموجودين به كانوا يحتلونه بشكل غير قانوني بعد إخلائه من قاطنيه منذ مدة. ولفت البلاغ نفسه إلى أنه جرى إنقاذ شخصيْن، نُقلا إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس لتلقي العلاجات الضرورية؛ فيما تستمر عمليات البحث لإيجاد أشخاص آخرين محتملين.