اهتزت مدينة الدارالبيضاء، ليل الأربعاء، على وقع انهيار منزل مكون من ثلاثة طوابق بحي المسعودية في مقاطعة سباتة، خلف مصرع شخص وخسائر مادية كبيرة. وعاش الحي المذكور ليلة بيضاء، بعدما انهار المنزل الذي تقطنه أسر عديدة، حيث فر الجميع للنجاة بأنفسهم، بعدما شعروا بأن البناية تتجه إلى الانهيار، إذ ظهرت فيها شقوق كبيرة قبل أن تهوي أرضا. وحسب سكان عاينوا لحظة انهيار المنزل المذكور، فإنهم فور شعورهم بأن البناية بدأت تتحرك شرعوا في الصراخ والمناداة على قاطني المنازل للفرار؛ وهو ما أنقذ حياة الكثيرين الذين يقطنون بها. ولفت مواطنون، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أنهم عاشوا "فيلم رعب حقيقيا، ولله الحمد فإن الخسائر لم تكن كبيرة، ونجا الكثيرون بأعجوبة وتفادينا بذلك فاجعة سباتة جديدة". وأكد أحد قاطني هذا المنزل المنهار أنهم فور سماعهم صراخ السكان غادروا المكان، وهو ما جعلهم ينجون من الكارثة، مضيفا أن السلطات المحلية كانت قد دعت الساكنة إلى إفراغه ومغادرته، على اعتبار أنه منزل آيل للانهيار؛ غير أنهم لم يقدموا على ذلك بالنظر إلى أن أصحاب الملك العقاري لم يقدموا لهم مبالغ مالية لمساعدتهم على مغادرة المنزل الذي يقطنون فيه منذ سنوات. من جهته، أكد عبد اللطيف باسيط، مسؤول بالملحقة الإدارية سباتة، في تصريح مصور للجريدة، أن المنزل صدر مؤخرا في حقه مقرر جماعي بالإفراغ على اعتبار أنه آيل للسقوط، والسلطة المحلية سلمت المقرر إلى الساكنة وصاحب محل للبقالة وحثتهم على الإفراغ فورا. وأضاف المتحدث نفسه أن المنزل سبق أن عاينته لجان عديدة، وأجرى أصحاب الملك العقاري خبرة تقنية، وعلى ضوئها صدر القرار الجماعي وتم إشعار السكان بالإفراغ الفوري، مضيفا أن بعض هؤلاء الساكنة التزم بالإفراغ في غضون هذا الأسبوع، لكن الواقعة وقعت. ولا تزال السلطات المحلية، إلى جانب عناصر الوقاية المدنية، تواصل عملية البحث والتنقيب في المكان الذي يوجد به المنزل المنهار، مخافة وجود بعض المواطنين تحت أنقاض البناية المنهارة. وكانت منطقة سباتة قد اهتزت سنة 2017 على وقع انهيار عمارة، خلفت مصرع أربعة أشخاص وجرح 24 شخصا؛ وهو الحادث الذي أعاد إلى الأذهان فاجعة انهيار عمارة بوركون بالدارالبيضاء.