اهتمت الصحف العربية٬ الصادرة اليوم السبت٬ بالعديد من المواضيع المحلية والإقليمية والدولية٬ من بينها الاشتباكات التي شهدها محيط مقر جماعة "الإخوان المسمين" الرئيسي بمنطقة المقطم بالقاهرة٬ وبالقمة العربية التي ستحتضنها الدوحة يومي 26 و27 مارس الجاري٬ وبالمسيرات والاعتصامات الاحتجاجية التي شهدتها عدة محافظات أردنية للمطالبة بالمزيد من الإصلاحات والتعبير عن رفضها للسياسات الحكومية٬ خاصة في شقيها الاقتصادي والاجتماعي٬ وتقديم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي استقالته بعد أقل من سنتين من تشكيلها٬ وباغتيال العلامة السوري محمد رمضان سعيد البوطي في تفجير انتحاري داخل مسجد في دمشق. وهكذا٬ شكلت تغطية الاشتباكات التي شهدها محيط مقر جماعة "الإخوان المسمين" الرئيسي بمنطقة المقطم بالقاهرة بين معارضين ومؤيدين قدموا لحماية المبنى٬ الموضوع البارز في أغلب الصحف المصرية. وكانت الصحف الخاصة٬ التي يتبنى معظمها خطا معارضا للجماعة أكثر تركيزا على الأحداث وبعناوين متفاوتة٬ فقد عنونت (المصري اليوم) ب"عاصفة الكرامة" تحاصر بيت الإخوان "في استعارة للشعار الذي اختاره المعارضون لتحركهم اتجاه مقر الجماعة "رد الكرامة". وكان العنوان البارز لصحيفة (الشروق) يتحدث عن "حرب شوارع في المقطم"٬ فيما ذهبت صحيفة (التحرير) إلى أن "المقطم .. بروفة الحرب الأهلية". وكان العنوان الرئيسي لصحيفة (الصباح) حديثة الصدور يقول "دماء في محيط مكتب الإرشاد". أما صحيفة (الحرية والعدالة)٬ الناطقة باسم الذراع السياسي للجماعة٬ فتحدثت في عنوانها الرئيسي عن "موقعة الجبل" في إشارة إلى موقعة الجمل الشهيرة التي هاجم فيها أنصار مبارك الثوار في ميدان التحرير. أما الصحف القومية (المملوكة للدولة) فتفاوتت في تركيزها على هذه الاشتباكات بين (الجمهورية) التي عنونت صفحتها الأولى ب"جمعة رد الكرامة .. كر وفر"٬ و(أخبار اليوم) التي اكتفت بعنوان مقتضب يتحدث عن "اشتباكات عنيفة في المقطم". أما (الأهرام) فكانت الأحداث موضوع عنوان فرعي في صفحتها الأولى يقول "اشتباكات أمام مكتب الإرشاد بالمقطم واعتداءات على مقار الجماعة بالمحافظات". من جهتها٬ اهتمت الصحف القطرية بالقمة العربية التي ستحتضنها الدوحة يومي 26 و27 مارس الجاري٬ علاوة على تسليطها الضوء على أهمية الماء في تحقيق التنمية المستدامة وذلك بمناسبة تخليد بلدان المعمور أمس لليوم العالمي لهذه المادة الحيوية. ففي الشأن العربي٬ اعتبرت صحيفة (الراية)٬ في افتتاحيتها٬ أن قمة الدوحة "تكتسب أهميتها من مجموعة القضايا السياسية والاقتصادية التي تكرس لانطلاقة جديدة تعزز العمل العربي المشترك في جميع المجالات"٬ مشيرة إلى أنها تíµشكل فرصة للعرب لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وشددت الصحيفة على أن القمة "مطالبة بالاستجابة للنبض العربي الذي ينتظر من قادته قرارات شجاعة تعزز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تمرí¸ بها المنطقة". من جهتها٬ لاحظت صحيفة (الشرق) أن ما تشهده الدوحة من اجتماعات تحضيرية للقمة العربية "ينبئ بأن الوطن العربي بصدد انطلاق الموجة الثانية لترتيب بيت العرب وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك من قمة الدوحة بما يلبي رغبات وتطلعات الشعوب العربية وفي مقدمتها شعوب الربيع العربي". واعتبرت الصحيفة أنه انطلاقا من كون الاقتصاد قاطرة أي محاولات لتحقيق الوحدة على غرار ما فعلت دول الاتحاد الأوروبي٬ "تجيء الرغبة العربية التي عكستها مشاركات وزراء الاقتصاد والمالية العرب في اجتماعهم أمس في ختام الاجتماعات التحضيرية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لتفعيل مسيرة التعاون والانتقال بها من صفحات نظرية وأفكار تأسست قبل 15 عاما إلى رؤية عملية بانتظار قرار من القادة العرب في قمة الدوحة لتفعيل منطقة التجارة الحرة العربية". وبمناسبة تخليد اليوم العالمي للماء٬ أكدت صحيفة (الوطن) أن التعاون بين جميع دول العالم في هذا المجال "مطلوب بشكل دائم لأن المياه هي الركيزة الأولى لإرساء السلام ومن أهم العوامل في إطلاق التنمية المستدامة". وشددت الصحيفة على أن شعار "لنجعل معا من هذا العام٬ عاما أمميا للتعاون في المياه"٬ الذي رفعه العالم أمس٬ "ينبغي أن يظل مرفوعا في هذه الألفية٬ التي تقول كل الشواهد إنها ألفية التوترات والنزاعات بين الدول بسبب الشí¸íµح في موارد المياه". واستأثر اهتمام الصحف التونسية بعد مواضيع داخلية من بينها موضوع "الجهاديين" التونسيين الذي يحاربون سوريا٬ والذي أصبح حديث الساعة في تونس. وفي هذا الصدد٬ نقلت صحيفة (المغرب) عن أحد هؤلاء ويدعى أبو زيد العائد مؤخرا من سوريا٬ قوله خلال برنامج حواري بثته أول أمس إحدى القنوات التلفزية التونسية الخاصة٬ إنه توجه إلى سوريا من أجل "الجهاد" تنفيذا لفتوى ممن وصفهم ب"الشيوخ"٬ وأنه مستعد "للجهاد" في تونس إذا صدرت فتوى بذلك. وبعد أن شددت الصحيفة على خطورة اعترافات صاحب هذه التصريحات باعتبارها تمثل "تحريضا على العصيان المدني وعلى التقاتل"٬ أشارت إلى أن الأرقام متضاربة حول عدد التونسيين المتواجدين الآن في سوريا "لكن الأكيد أنهم يعدون ببضعة آلاف وأن التونسي العائد من سوريا قال إنهم في حدود ثلاثة آلاف". وأكدت (المغرب) على ضرورة أن تفكر السلطات التونسية في كيفية "استعادة هذا الجيش من الجهاديين التونسيين المتواجدين في سوريا وفي غيرها من بقاع العالم .. إلى أرض الوطن وتقدير الخطر الذي يمكن أن يمثلوه على أنفسهم وعلى غيرهم". في شأن داخلي آخر٬ تناولت يومية (الشروق) التحركات الاحتجاجية التي شهدتها مؤخرا مدينة سيدي بوزيدالتونسية٬ معتبرة أن ذلك يؤكد "حالة الاحتقان الشديدة التي تعيشها المناطق الداخلية التي لم تعد ترى في الثورة التي تحققت مخرجا لها من دائرة التهميش والحرمان على الرغم من مرور أشهر طويلة من انتخاب السلطة الشرعية وتعاقب حكومتين على الحكم". واعتبرت أن تلك الاحتجاجات تمثل أول رسالة للحكومة الجديدة برئاسة علي العريض٬ التي قالت إن "عليها أن تعي حقيقة ومغزى تلك الرسالة التي وصلتها من سيدي بوزيد لعلها تعدل من أولوياتها وتحدد برامجها". في سياق آخر٬ توقفت صحيفة (الصريح) عند تصريحات أدلى بها مؤخرا السفير الأمريكي بتونس وعبر فيها عن تأييد الإدارة الأمريكية للحكومة التونسية٬ وقالت في مقال تحليلي تحت عنوان "بعد دعمها العلني لحكومته٬ الولاياتالمتحدة تنتظر من العريض أن لا يخذلها"٬ إن هذا الدعم "المعنوي والدبلوماسي الهام الذي قدمته واشنطن لحكومة علي العريض على لسان سفيرها بتونس سرى بقوة في الأوساط السياسية التونسية"٬ واعتبرت أن ذلك يشير إلى رغبة جماعية في "ربط أواصر التواصل مع أقوى دولة في العالم واللاعب الأساسي في النظام الدولي القائم والشريك الاقتصادي الذي لا غنى عنه". وخلصت إلى أن الأمريكيين والغرب عموما ينتظرون من تونس "التزاما واضحا بمناهج التحديث وتكريس قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومواجهة مظاهر التعصب والتشدد ومقاومة الإرهاب٬ وهي ملفات حساسة تتطلب من حكومة علي العريض إبلاءها الأهمية التي تتطلبها". واهتمت الصحف الأردنية بالمسيرات والاعتصامات الاحتجاجية٬ التي شهدتها عدة محافظات٬ وشاركت فيها حراكات شبابية وشعبية وقوى حزبية ونقابية٬ وذلك للمطالبة بالمزيد من الإصلاحات والتعبير عن رفضها للسياسات الحكومية٬ خاصة في شقيها الاقتصادي والاجتماعي. وهكذا٬ ذكرت صحيفة (الغد) أن المشاركين في هذه المسيرات والاعتصامات جددوا مطالبهم بالإصلاح الشامل ومحاربة الفساد٬ ورددوا شعارات ترفض القرارات الحكومية المتعلقة بالأسعار٬ كما عبروا عن رفضهم لنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة٬ التي قالوا إنها جاءت "وسط أجواء الرفض الشعبي ومقاطعة أغلبية القوى السياسية". ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم اللجان الشعبية العربية٬ رضوان النوايسة٬ قوله "إن الأردنيين أصبحوا على ثقة بأن الطريق الوحيد لإنقاذ البلاد من أزمتها الحالية٬ تتمثل في رحيل الحكومة الحالية٬ والعمل على تشكيل حكومة إنقاذ وطني٬ بمشاركة مختلف القوى السياسية والاجتماعية الأردنية٬. من جهتها٬ كتبت صحيفة (الرأي)٬ تحت عنوان "وقفات احتجاجية تطالب بالإصلاح ومحاكمة الفاسدين"٬ أن المشاركين في المسيرات نددوا بالسياسات الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطن٬ وما تزال مستمرة من خلال تصريحات تشي بتوجهات نحو زيادات في أسعار السلع والخدمات٬ خاصة أسعار الكهرباء٬ منتقدين بطء الإجراءات الإصلاحية والمماطلة في التعاطي مع ملفات الفساد على النحو المطلوب. من جانبها٬ توقفت صحيفة (السبيل) عند المهرجان الذي أقامته الحركة الإسلامية٬ نصرة للمسجد الأقصى والقدس٬ وانتقد خلاله المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين٬ خارطة الإصلاح بالبلاد٬ مطالبا بإعادة السلطة للشعب٬ واصفا إهمال مطالب الشعب وإرادته بالأمر الخطير. بدورها٬ أشارت صحيفة (العرب اليوم) إلى أن المشاركين في المسيرات والاعتصامات٬ التي جاءت ضمن الاحتجاجات المتواصلة منذ أزيد من عامين٬ أكدوا أن الحراك سيستمر في نشاطه الاحتجاجي إلى أن تتحقق كافة مطالب الشعب الأردني الإصلاحية ٬ دون تجاوز الأنظمة والقوانين والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. واستأثر باهتمام الصحف اللبنانية تقديم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي استقالته إلى الرئيس ميشال سليمان بعد أقل من سنتين من تشكيل الحكومة التي ضمت فريقي 8 مارس (حزب الله وحركة أمل وعدد من حلفائهما) والوسطيين٬ عقب الإطاحة بالحكومة التي كان يرأسها سعد الحريري. فقد كتبت صحيفة (السفير) "السؤال لماذا الاستقالة في هذا التوقيت٬ المبررات التي قدمها ميقاتي متوافرة منذ زمن بعيد٬ بل إن هذه المبررات ذاتها كان يمكن استخدامها لتأكيد الاستعداد لتحمل المسؤولية ومواجهة المخاطر التي يتعرض لها الوطن والمرشحة للتفاقم٬ ليس لأسباب محلية فحسب٬ بل أساسا في ظل التطورات الدموية المتفاقمة خطورة التي تتهدد سوريا بمخاطر قاسية قد تلامس وحدة دولتها". وربطت جريدة (النهار) بين استقالة ميقاتي والنظام السوري٬ وقالت "إن البقاء في مركب واحد مع فريقي (حزب الله) ونظام بشار الأسد يعتبر ضربا من الانتحار السياسي المنهجي٬ واستثمارا في مستقبل أسود للبنان يعيش في ظل حكم (حزب الله)"٬ مضيفة أنه "مهما قيل فيمن يسمون (الوسطيين) في الحكومة ودورهم الضابط لمسار الحكومة والمانع لانزلاقها كثيرا نحو الوقوع التام تحت سلطة (حزب الله) والنظام في سوريا٬ فقد غاب عنهم أن التعامل مع الحالة الفاشيستية المقابلة لا يكون بالطريقة التي اعتمدوها". واهتمت الصحف الجزائرية باغتيال العلامة السوري محمد رمضان سعيد البوطي في تفجير انتحاري داخل مسجد في دمشق٬ وتداعيات ظاهرة اختطاف الأطفال بالجزائر. وبخصوص اغتيال العلامة البوطي٬ اعتبرت صحيفة (الشروق) أن "رحيل البوطي بهذا الشكل المفجع٬ ليس في صالح النظام ولا الثوار٬ فالطرف الأول كان يستند إليه بشكل كبير من أجل إقناع الناس بضرورة الاستنفار دفاعا عن الوطن في مواجهة هذا الهجوم العالمي من الصهيونية والصليبية٬ في حين أن الطرف الثاني ممثلا في الثوار٬ لن يجد شرفا من وراء قتل عالم كبير في قامة البوطي٬ ناهيك على أنه شيخ في الرابعة والثمانين من العمر"٬ ملاحظة أن "الحرب المدمرة في سوريا أفرزت لنا جنرالات فوق محارب المساجد٬ يخلطون بين الحلال والحرام لمصلحة هذا الحاكم أو ذاك٬ ويساهمون في ضياع الأمة أكثر مما يعملون على إنارة دربها". ورأت صحيفة (الخبر)٬ من جانبها٬ أن حادثة اغتيال البوطي "ستلقي بظلالها على المنطقة كلها٬ خاصة وأن أطيافا من المجتمع السوري ترى في الجريمة تبعات تتجاوز الحدود السورية"٬ فيما قالت صحيفة (الجزائر نيوز) "إن أقل ما يوصف به الشيخ البوطي٬ بأنه الوصي الأول٬ والحافظ الأمين للفقه السياسي السني٬ من خلال محطتين أساسيتين٬ كسب من ورائهما أعداء كثيرين٬ وكانت نتيجتهما أن دماء الرجل توضأ بها خصومه٬ لتتفرق أشلاؤه في شوارع الشام". وتابعت الصحف٬ من جهة أخرى٬ ظاهرة اختطاف الأطفال بالجزائر في ضوء إصدار محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجلفة حكما بالإعدام في حق قتل طفلتين ووالديهما في قضية كانت هزت الرأي العام المحلي سنة 2010.