اهتمت الصحف العربية٬ الصادرة اليوم الأربعاء٬ بالوضع الأمني بمصر٬ والأزمة السورية والمشاورات الجارية بشأن تشكيل حكومة جديدة في تونس. وهكذا ظل الوضع الداخلي بما يعرفه من احتجاجات واشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن في عدد من المحافظات يطغى على اهتمامات الصحف المصرية. فقد تحدثت صحيفة "الأهرام" عن انتقال عدوى الاحتجاجات إلى قطاع الشرطة نفسه حيث رفض ضباط وأفراد الأمن المركزي في مدينة الدقهلية العمل وطالبوا باستقالة وزير الداخلية فيما قام العشرات من ضباط الشرطة بقطع أحد الطرق ظهر أمس بالقاهرة احتجاجا على مصرع زميل لهم إثر إصابته بطلق ناري من مجهول٬ خلال فحص سيارة اشتبه في علاقتها بمحاولة سرقة أحد البنوك. وأوضحت الصحيفة أن الاحتجاجات والمظاهرات والاشتباكات مع قوات الأمن امتدت من بورسعيد إلى القاهرة والشرقية. وفي هذا السياق٬ تحدثت صحيفة "الأخبار" عن تصعيد خطير في مدينة المنصورة (الدلتا) عقب حبس سائق المدرعة التابعة لقوات الأمن والتي دهست أحد المتظاهرين السبت الماضي حيث رد ضباط وجنود الأمن المركزي بالمنطقة بالاعتصام ورفض أداء مهامهم. أما صحيفة "الجمهورية" فكان عنوانها الرئيسي "ضباط الشرطة غاضبون" حيث أشارت إلى أن يوم أمس كان "يوم ضباط الداخلية للتعبير عن مشاعر غضب مكبوت". وبخصوص الأحداث التي تشهدها مدينة بورسعيد منذ صدور أحكام في حق المتابعين بتهمة التورط في مذبحة ملعب بورسعيد (فبراير من السنة الماضية)٬ أكدت صحيفة "الشروق" استنادا إلى مصدر بدار الإفتاء المصرية٬ أن الدار لم ترسل حتى الآن أوراق قضية "مذبحة بورسعيد" إلى محكمة الجنايات٬ وأن الدار ما تزال تدرس القضية من كافة جوانبها. وقال المصدر "إن التقرير سيتم إرساله في غضون يومين٬ وقبيل النظر في القضية والمحدد لها يوم السبت المقبل" (لإصدار أحكام نهائية). وكانت محكمة جنايات بورسعيد٬ أصدرت حكمها بإحالة أوراق 21 متهما إلى مفتي الجمهورية(للنظر في تطبيق حكم الإعدام في حقهم). على صعيد آخر٬ أشارت صحيفة "الشروق" إلى أن نيابة أمن الدولة العليا تحقق مع الرئيس السابق حسني مبارك٬ وعدد من رموز نظامه في واقعة فساد جديدة كشفتها هيئة الرقابة الإدارية وتتعلق بمخالفات قيمتها 1ر1 مليار جنيه خلال السنوات العشر الأخيرة قبل الثورة. وحسب الصحيفة فإن الأمر يتعلق ببنود خفية في الميزانية العامة للدولة تم توجيهها إلى ممتلكات الرئيس الشخصية. وأوضحت صحيفة "المصري اليوم" نقلا عن بيان لهيئة الرقابة الإدارية أن الأمر يتعلق بقيمة مستخلصات أعمال مقاولات وهمية٬ لإجراء تعديلات بالقصور الرئاسية لم تتم٬ في حين أنه تم الاستيلاء على هذه المبالغ لصالح الرئيس السابق وأسرته٬ لبناء "الفيلات" الخاصة المملوكة لهم بأرقى أحياء العاصمة المصرية. وأوضحت الصحيفة أن الرقابة الإدارية أكدت تورط عاطف عبيد٬ وأحمد نظيف٬ رئيسي مجلس الوزراء الأسبقين٬ ومحمد إبراهيم سليمان٬ وأحمد المغربي٬ وزيري الإسكان الأسبقين في هذا الملف. وبلندن تابعت الصحف العربية مواكبتها لأبرز الأحداث والقضايا الساخنة على الساحة العربية٬ ولاسيما في سورية ومصر وتونس. وعلى صعيد العمليات الميدانية في سورية٬ اعتبرت صحيفة (العرب) أن سقوط محافظة الرقة بين يدي الثوار٬ يؤشر إلى تحول نوعي في المعارك بسورية٬ مشيرة إلى أن سقوط المحافظة وآسر محافظها٬ جاءا في ظرفية سياسية حاول فيها كل طرف من أطراف الصراع أن يبدو قويا ومتماسكا ليقدم نفسه طرفا رئيسيا في عملية التفاوض التي تدفع إليها جهات إقليمية ودولية. من جانبها٬ نقلت (الزمان) عن قائد عسكري في صفوف المعارضة قوله إن لديهم إمكانيات متقدمة٬ تتعدد بين صواريخ حرارية٬ وأسلحة رشاشة ثقيلة مضادة للطائرات٬ من شأنها أن تفرض حظرا على الطيران المروحي والحربي٬ وتمنع من اقترابه ضمن مساحات كبيرة. وأشارت الصحيفة إلى تغير موازين القوى على الأرض٬ حيث يتخوف الطيارون من التحليق فوق أماكن تواجد الثوار على ارتفاع منخفض٬ لمعرفتهم بتوفر المعارضة على مضادات لطائراتهم٬ لأنهم يعلمون من قوات النظام بوجود مضادات لطائراته٬ غنمها الثوار٬ مضيفة أن هذا التغير النوعي يسهم بشكل واضح في حسم المعارك على الأرض٬ بعد إجبار سلاح جو النظامي على الانسحاب من ساحات المعارك. وفي موضوع ذي صلة٬ أشارت صحيفة (الشرق الأوسط) إلى تحذير رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الحكومة العراقية من إقحام الجيش في المعارك الدائرة داخل الأراضي السورية٬ مؤكدا أن هناك تحقيقا جاريا لمعرفة تفاصيل ما حصل في منفذ اليعربية الحدودي السوري. وشدد على ضرورة إبعاد الجيش العراقي عن التدخل في الشأن الداخلي السوري٬ وألا يقف مع أي جهة كانت٬ مشيرا إلى أن العراق "يعاني مشكلات كثيرة٬ ويجب أن ينأى بنفسه عن أي أزمات خارجية تؤثر في وضعه الداخلي". وكانت اشتباكات بين القوات العراقية ومقاتلين سوريين على الحدود بين البلدين أسفرت في وقت سابق عن سقوط عدد كبير من القتلى من الجانبين. وبخصوص الشق السياسي من الأزمة السورية٬ أشارت صحيفة (الزمان) إلى تزايد حظوظ أسعد مصطفى وزير الزراعة ومحافظ حماة السابق لرئاسة الحكومة السورية المؤقتة٬ ولاسيما في ظل إعلان رياض حجاب رئيس الوزراء المنشق عن نظام بشار الأسد رسميا اعتذاره عن تولي أي منصب٬ وكذا رفض برهان غليون٬ أول رئيس للمجلس الوطني السوري المعارض٬ التنافس على المنصب. وفي تطورات الحراك السياسي والشعبي في مصر٬ كتبت صحيفة (الحياة) أن تظاهرات مفاجئة للمعارضة أمس٬ فضلا عن إضراب في صفوف قوات الأمن المركزي في محافظة الدقهلية وغضب بين ضباط الشرطة في محافظة بورسعيد٬ أربكت الحكم في مصر٬ فيما كررت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة بعد اجتماع لقياداتها أمس تمسكها بمقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة الشهر المقبل. وأشارت صحيفة (القدس العربي)٬ من جانبها٬ إلى تواصل الاشتباكات العنيفة في القاهرة وبورسعيد٬ وسط "حضور يشبه الغياب" لقوات الأمن والدولة المصرية. وقالت الصحيفة إن جامعة الدول العربية انضمت الى قائمة ضحايا مواجهات ميدان التحرير٬ اذ اضطرت الى نقل اجتماعها لوزراء الخارجية العرب المقرر اليوم الاربعاء من مقرها القريب من الميدان إلى احد الفنادق قرب مطار القاهرة الدولي بسبب عجز الأجهزة الأمنية عن ضمان سلامة الوزراء المشاركين. وفي مؤشر على بداية تسجيل تحول نسبي في ميزان القوى في البلاد٬ أشارت صحيفة (الشرق الأوسط)٬ إلى تعرض قوائم جماعة الإخوان المسلمين لخسارة كاسحة في الانتخابات الطلابية التي جرت أمس، بعد سنوات من سيطرة طلاب الجماعة عليها ما يؤشر وفقا للمراقبين إلى انخفاض شعبية الجماعة قبل أسابيع قليلة من إجراء الانتخابات البرلمانية التي سيتم فتح باب الترشح لها يوم السبت القادم. وفي تطورات الشأن السياسي التونسي٬ كتبت صحيفة (الحياة) أن البلاد تعيش حال ترقب قبيل اعلان الحكومة الجديدة برئاسة علي العريض وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة والقيادي في حركة النهضة الإسلامية٬ في ظل مؤشرات إلى وجود عقبات سعى رئيس الحكومة المكلف إلى تذليلها مع الفرقاء السياسيين المختلفين. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من إعلان العريض استجابته لمطالب المعارضة المتمثلة في تحييد وزارات السيادة٬ إلا أن ذلك لم يمكنه من تحقيق توافق وطني واسع حول حكومته المرتقبة٬ إذ ظهر منذ الأيام الأولى لبدء المشاورات أن ملامح التحالف الحكومي الجديد ستكون شبيهة بالتحالف الذي تشكلت بموجبه الحكومة المستقيلة (النهضة والمؤتمر والتكتل)٬ وهو ما خلف انطباعا سيئا لدى بعض أطياف المعارضة وجزء من الرأي العام. من جانبها٬ أشارت صحيفة (القدس العربي) إلى أن 12 وزيرا في الحكومة السابقة سيحتفظون بمناصبهم في الحكومة الجديدة٬ مضيفة أن هناك اتفاقا لتعيين الدبلوماسي المستقل عثمان الجرندي وزيرا للخارجية٬ وقبول طلب عبد الكريم الزبيدي بالاستقالة من منصب وزير الدفاع الذي يشغله منذ الفترة التي اعقبت انتفاضة يناير 2011. وأبرزت الصحيفة أن الزبيدي قام بدور مهم وابقى المؤسسة العسكرية بعيدا عن التجاذبات السياسية. وبتونس واصلت الصحف المحلية متابعتها لتطورات الأزمة السياسية في البلاد مع قرب انتهاء المهلة القانونية المتبقية أمام رئيس الحكومة المعين علي العريض لتشكيل الحكومة الجديدة وعدم تمكنه حتى الآن من إقناع الأحزاب السياسية ببرنامج الحكومة المترقبة وتركيبتها. وفي هذا السياق٬ أبرزت الصحف فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات التي جرت مساء أمس بين العريض والأحزاب المرشحة لالتحاق بالحكومة في التوصل إلى اتفاق نهائي٬ وقالت "الصباح" في هذا الصدد إن رئيس الحكومة المعين "أصبح يسابق الزمن تحت ضغط رهيب من أجل الانتهاء من تشكيل الحكومة قبل نفاذ المهلة الدستورية"٬ مشيرة إلى أن فشله في ذلك يعني العودة إلى المربع الأول. وأضافت أن اللافت في الأمر في هذه المفاوضات كون سقف مطالب الأحزاب المفاوضة "بات عاليا قبل يومين من انتهاء المدة القانونية وهو ما زاد من صعوبة مهمة علي العريض". من جهتها٬ اعتبرت "الصريح" أن تواصل المفاوضات حتى ربع الساعة الأخير من المهلة المحددة "يزيد من تعقيد العملية ويعطي فرصة للأحزاب المفاوضة لتكثيف ضغوطاتها وتصعيد مزايداتها مما قد يحكم على العملية برمتها بالفشل الذريع والعودة إلى نقطة الانطلاق أي تكليف شخصية أخرى بتشكيل الحكومة. وقالت إنه في ظل "الأوضاع المتردية والأجواء المشحونة التي تعيشها البلاد يقف التونسيون وأيديهم على قلوبهم وهم يترقبون موعد تشكيل الحكومة الجديدة وقد امتلأت مخيلاتهم بكل أنواع السيناريوهات الكارثية المفترضة"٬ معتبرة أن الفشل في تشكيل حكومة جديدة "سيكون كارثيا على الجميع وسيدخل البلاد في نفق يصعب الخروج منه". وفي سياق متصل٬ قالت يومية "الصحافة" في افتتاحيتها تحت عنوان"الاستقطاب السياسي يخيم على الحكومة المرتقبة"٬ إن الأشهر الأخيرة شهدت تصاعد توتر المشهد الاجتماعي والسياسي في البلاد ليكشف عن حالة من الاستقطاب السياسي والاجتماعي مما يعمق حالة الاحتقان في ظل غياب "أرضية وفاقية تساعد على تشكيل حكومة تعكس مطالب الأحزاب السياسية". من جانبها٬ اهتمت الصحف الإماراتية بمستجدات الوضع السياسي في جمهورية مصر العربية. وكتبت صحيفة (الخليج) في هذا الصدد أن الوضع في مصر "بدأ يخرج شيئا فشيئا عن السيطرة وخصوصا في مدينة بورسعيد التي تشهد اضطرابات أمنية غير مسبوقة وذلك بالتزامن مع فوضى سياسية لم يستطع النظام احتواءها نتيجة قصوره في النظر وفي القدرة على التعامل مع ما يجري". وأضافت الصحيفة أنه "عندما يخذل النظام الحالي القوى الشعبية التي قامت بالثورة ويستنسخ أساليب الاستبداد والقهر والإقصاء ويحتكر السلطة ويفشل في تقديم الخطط والبدائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تشكل مفارقة عما كان سائدا٬ فإن ما يجري حاليا يصبح مفهوما وهو ما يستدعي إعادة النظر في السلوك العام وفي النهج السياسي بما يمكن مصر من الخروج من أزمتها الحالية والعودة من جديد إلى التمثل بروح ثورة 25 يناير". وفي هذا السياق٬ حذرت (الخليج) من أن ما وصلت إليه الأمور "لم يعد مقبولا لأن مصر باتت في خطر حاضرا ومستقبلا"٬ مؤكدة أن التطورات الأمنية والسياسية الأخيرة "تجاوزت كل الحدود وأصبحت الفوضى الخارجة عن أي انضباط فعلا يوميا خارجا عن السيطرة وبات أمن المواطن المصري في حياته وقوته وعائلته محل تساؤل بفعل اتساع مساحة الفقر والبطالة وانعدام خطط التنمية في كل الميادين". من جانبها٬ دعت صحيفة (البيان) إلى تحصين الوحدة الوطنية وحماية أركان الدولة المصرية بعيدا عن المزايدات والشعارات٬ محذرة من أنه رغم ما يعترض مصر حاليا من مشاكل وأزمات متعددة فإن مخاطر الحراك المستمر لجماعات وتيارات تدعو للانفصال وتأسيس كيانات مستقلة تعتبر "الأخطر في مسار التاريخ الحديث للدولة المصرية". وأكدت (البيان) أن تطمينات التيارات السياسية ورموزها سواء كانت دينية أو غيرها٬ بأن الدولة المصرية واحدة ولن تتجزأ مهما تصاعدت دعوات الانفصال وأن الشعب المصري واحد من شماله إلى جنوبه " كل ذلك لا يمنع من قرع أجراس الخطر والالتفات إلى قضية الانفصال بعين جادة وبجهود عملية لتحصين الوحدة الوطنية المصرية". واهتمت الصحف الأردنية بالزيارة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس إلى تركيا٬ والتي أجرى خلالها مباحثات مع العديد من المسؤولين الأتراك٬ وفي مقدمتهم الرئيس عبد الله غول٬ تناولت العلاقات الثنائية والمستجدات في المنطقة٬ ولاسيما تطورات الأزمة السورية. فتحت عنوان "الملك عبد الله الثاني .. الحل في سورية يجب أن يكون جامعا"٬ نقلت صحيفة (الرأي) عن العاهل الأردني قوله في تصريحات للصحافيين بعد مباحثات الرئيس غول٬ إنه "جرى خلال المباحثات مناقشة الأزمة السورية"٬ مشيرا إلى "الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي شامل لها٬ يضع حدا لسفك الدماء٬ ويعيد الأمن والاستقرار إلى سورية٬ ويحفظ وحدتها٬ أرضا وشعبا". وفي السياق ذاته٬ نقلت صحيفة (الغد) عن الملك عبد الله الثاني تأكيده أن هذا الحل يجب أن يكون جامعا٬ وأن يؤدي إلى وقف جميع مظاهر الصراع الطائفي ويجنب سورية أي انقسام٬ محذرا من العواقب الوخيمة لهذا الأمر على الشعب السوري والمنطقة ككل. كما نقلت الصحيفة عن الرئيس غول قوله في تصريحات مماثلة إن "تركيا والأردن يتشاركان في تحمل تداعيات تدفق اللاجئين السوريين٬ حيث وصل عددهم في تركيا إلى ما يزيد على 180 ألفا٬ بينما الرقم في الأردن أكبر من ذلك بكثير"٬ وأن إيجاد حل للأزمة السورية بالسرعة الممكنة يصب في مصلحة البلدين. من جهتها٬ ذكرت صحيفة (العرب اليوم) أن المباحثات الموسعة٬ التي حضرها كبار المسؤولين في البلدين٬ تناولت آليات التنسيق والتشاور حيال القضايا الإقليمية والدولية الراهنة٬ وفي مقدمتها الوضع المتأزم في سورية٬ وجهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط وصولا إلى حل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين٬ وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني. أما صحيفة (الدستور) فقد توقفت عند تأكيد العاهل الأردني والرئيس غول٬ على مواصلة الجهود الهادفة إلى تعزيز علاقات التعاون الثنائي وحرصهما على تطويرها في المجالات الاقتصادية٬ والسياحية٬ والطاقة٬ والنقل٬ ومشاريع البنى التحتية. وبليبيا شكل اقتحام محتجين أمس الثلاثاء لمكان انعقاد جلسة للمؤتمر الوطني العام واحتجازهم أعضائه لعدة ساعات٬ أبرز حدث تناولته الصحف المحلية. وكتبت صحيفة (ليبيا الجديدة) أن هؤلاء المتظاهرين يطالبون بإقرار (قانون العزل السياسي) موضحة ان هذا الوضع تسبب في عرقلة عمل المؤتمر "بسبب كثرة الاقتحامات"٬ مشيرة إلى أن أحد أعضاء المؤتمر الوطني تعرض للضرب من قبل المتظاهرين خلال محاولته مغادرة قاعة الاجتماع. وبدورها٬ أوردت صحيفة (ليبيا الاخبارية) نبأ الاقتحام مشيرة إلى أن المحتجين الذين "كانوا مدعومين ببعض المسلحين" قاموا بإقفال أبواب القاعة التي تجري بها الجلسة وطلبوا بالقوة من أعضاء المؤتمر إقرار قانون العزل السياسي". وأفادت الصحيفة٬ نقلا عن مصادر من المؤتمر الوطني٬ بأن بعض الأعضاء طالبوا بإدخال تعديلات على مسودة القانون المطروح للنقاش٬ مبرزة انه تقرر تأجيل التصويت على هذا القانون إلى الأسبوع القادم "لعدم اكتمال النصاب القانوني". وعلاقة بموضوع الاقتحامات التي تطال مقر المؤتمر الوطني العام٬ اهتمت الصحف بخبر إنهاء جرحى "الثورة" اعتصامهم الذي دام قرابة الشهر بقاعة الاجتماعات الرئيسية للمؤتمر٬ مشيرة الى أنه تم تسليم القاعة٬ بموجب اتفاق٬ الى نائب رئيس المؤتمر الوطني العام جمعة عتيقة. في الشق الامني تطرقت "فبراير" الى تسلم الجيش الليبي مهمة تامين (مجمع مليتة) لانتاج الغاز إثر اشتباكات مسلحة بين سريتين كانتا مكلفتين بحراسة هذا المرفق. وركزت الصحف الجزائرية على تعديل الدستور الذي سيتم عبر استفتاء شعبي وفق ما أعلن الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال أمس الأول الاثنين٬ ومقتل زعيمي تنظيم القاعدة مختار بلمختار وعبد الحميد أبي زيد في شمال مالي. ورأت صحيفة (الشروق) تحت عنوان "كبار مسؤولي الدولة مجرد رجع صدى"٬ إن "تصريح عبد المالك سلال لم يقدم إجابات وافية لتساؤلات الطبقة السياسية بشأن مشروع تعديل الدستور٬ بل زادها إحباطا جراء ردوده التي بدت وكأنها جاءت في سياق طمأنة الرأي العام بشأن وعد تم إطلاقه ولم يوفí¸ به على الأقل لحد اليوم". ولاحظت أن "مسألة تعديل الدستور قد لا تهم كثيرا الرأي العام المهموم بمشاكله اليومية٬ ومن أزماته المتتالية٬ لكن ما يهم الجزائريين أكثر هو أن تكون السلطة التي تدير شؤونه برضاه أو من دون رضاه٬ محترمة لوعودها صادقة في خطاباتها٬ وقبل ذلك شفافة في التعاطي مع شعبها". وبخصوص مقتل زعيمي القاعدة بلمختار وأبي زيد٬ اعتبرت صحيفة (الخبر) أن تصريحات وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية٬ بخصوص عدم تلقي تأكيد ولا نفي خبري مقتليهما٬ "يثير الاستغراب". وتساءلت "هل يعقل ألا تقحم الأجهزة الأمنية الجزائرية نفسها في مصير قائدين إرهابيين جزائريين٬ حاربتهما مدة طويلة٬ وتصرف اهتمامها عن محاولة التأكد من الأنباء التي تناولت مقتلهما"٬ مضيفة أن تصريحا من القبيل " يعني أن خللا خطيرا تعاني منه أجهزة الدولة. وبموريتانيا٬ شكل الإعلان عن إجراء الانتخابات التشريعية والبلدية في شتنبر القادم وتداعيات الحرب في شمال مالي أبرز موضوعين تناولتهما الصحف الموريتانية الصادرة اليوم. فعن الموضوع الأول جاء في مقال رئيسي لصحيفة (لوتانتيك) تحت عنوان "انطلاقة خاطئة" أن الإعلان عن موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة٬ دون تحديد يوم الاقتراع٬ أثار ردود فعل متباينة ولاسيما في أوساط منسقية المعارضة التي قالت بأنها غير معنية بالقرار. وعلقت الصحيفة عن الموضوع بقولها "الأكيد أن هذا القرار الذي اتخذته اللجنة المستقلة للانتخابات٬ بكل استقلالية٬ لم يرق أي جهة. إنه تناقض صارخ. فأولئك الذين كانوا بالأمس يصرخون بأن البرلمان والمجالس البلدية أصبحت غير شرعية لأنها تجاوزت مدة صلاحيتها٬ هم اليوم أول من أبدوا عدم ارتياحهم لهذا القرار الذي أتاح لهم فرصة التوجه بعد ستة أشهر إلى صناديق الاقتراع لتجديدها". وعن تداعيات حرب شمال مالي نشرت صحيفة (صدى الأحداث) مقالا تحت عنوان "التدخل العسكري الفرنسي الإفريقي في مالي والمخاوف الأمنية المتفاقمة " قالت فيه إنه يجب على القوات الفرنسية والإفريقية أن تطور خطة معلوماتية واسعة النطاق أو استراتيجية "عملياتية" نفسية لمواجهة الدعاية الجهادية التي تتهم القوات المالية والأجنبية بإعلان حرب مفتوحة من أجل "تدمير الإمبراطورية الإسلامية في مالي"٬ وهي استراتيجية ينبغي أن تتولى تنفيذها الحكومة الانتقالية في مالي. وأضافت الصحيفة أنه يتعين على البلدان ٬وخصوصا تلك التي بها نسبة كبيرة من المسلمين ٬ والتي أرسلت قوات إلى مالي أن تفعل الشيء نفسه لمواجهة مسحة التطرف داخلها. ودعا صاحب المقال بلدان المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا إلى تدعيم مالي للقيام بعملية "مصالحة وطنية واسعة النطاق مع التركيز على معالجة قضايا دولة مالي وما يتعلق بالمفاوضات لإيجاد حلول لقضايا الظلم والتهميش التي يعاني منها الطوارق والعرب". من جانبها واصلت الصحف اللبنانية اهتمامها بتزايد احتمال تأجيل الانتخابات النيابية المقررة في يونيو المقبل٬ وبردود الفعل على توقيع الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة. وكتبت (النهار) في هذا الصدد أنه "فيما لبنان يضج بملف الانتخابات النيابية المقبلة والمعرضة غالبا لتأجيل تحت عناوين مختلفة٬ بدا الانقسام على أشده بين مكونات الحكومة٬ وخصوصا بين قوى 8 مارس (موالاة) من جهة٬ ومن جهة ثانية بين الكتلة الوسطية الممثلة بمحور سليمان ميقاتي جنبلاط"٬ رئيس الحزب الاشتراكي التقدمي. ورأت (السفير) أن "توقيع رئيسي الجمهورية والحكومة على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة نقل أزمة الانتخابات إلى مرحلة جديدة٬ من سماتها احتدام المواجهة السياسية وتفاقم مأزق القانون وتمدد الصراع عليه إلى قلب ائتلاف الأغلبية التي تبعثر ب (جرة قلم) في تعبير جديد على هشاشاته". وعلقت (الأخبار) قائلة إنه "بعد الأسباب السياسية٬ برزت أسباب مالية تحول دون إجراء الانتخابات النيابية وفق القانون القديم (قانون الستين)٬ فيما تكثفت اللقاءات والاتصالات بين قوى الأغلبية لمنع تمرير القانون المذكور وفرضه كأمر واقع بعد توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة".