اعتذرت أخيرا إسرائيل على لسان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للحكومة التركية اليوم على الهجوم العدواني العسكري على سفينة "مرمرة" التركية، التي كامت متوجهة نحو غزة في إطار أسطول الحرية في مايو 2010، وقتلت على إثره القوات الإسرائيلية 9 نشطاء تركيين.. وهو ما أدخل الطرفين في عداوة استمرت لثلاث سنوات طالبت من خلاها أنقرة إسرائيل بالاعتذار ودفع تعويضات عن القتلى ورفع الحصار على غزة لاستعادة العلاقات بين البلدين. وأعلنت الحكومة التركية رسميا، تقديم نتنياهو اعتذارا لتركيا، بعد مكالمة هاتفية دامت 10 دقائق، مع رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الذي تقبل بدوره الطلب "باسم الشعب التركي"، في حين اتفق الطرفان على دفع التعويضات لأهالي الضحايا، الذين سقطوا في الهجوم،مع عدم تحمل أي جهة مسؤولية الهجوم قانونيا. كما أبلغ نتنياهو نظيره التركي بالسماح إسرائيل باستمرار تدفق البضائع والسلع الغذائية إلى الأراضي الفلسطينية دون توقف، وهو ما يعني أن الحظر المفروض على قطاع غزة قد تم رفعه. هذا في الوقت الذي أعلن فيه مكتب بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستوفر تسهيلات جديدة في ملف المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، بالتنسيق مع تركيا. وكشفت الحكومة في بيانها أيضا، أن نتنياهو أفاد في المكالمة الهاتفية التي أجراها، واستغرقت 10 دقائق، أن العملية اشتملت على عدد من الأخطاء، بعد التحقيقات التي أجريت في الحادثة. ورأت الأوساط التركية في اعتذار إسرائيلي لأنقرة تطورا إيجابيا وحدثا سارا، من شأنه أن يعيد تركيا إلى مكانتها الدولية، خصوصا في الشرق الأوسط، فيما تناسلت التحليلات والتعليقات على الحدث لتقول بانتصار الخيار التركي في القضية الفلسطينية، الذي استطاع ان يفك الحصا رعلى غزة بعد سنوات من الضياع. من جهة أخرى، عبر افيغدور ليبرمان، عضو الكنيست الإسرائيلي الرجل الثاني في تحالف "الليكود - بيتنا"، عن رفضه لاعتذار حكومة حليفه بنيامين نتنياهو لأنقرة على هجوم سفينة مرمرة، مشيرا عبر تصريحات بثثتها سائل إعلام إسرائيلية "اعتذار دولة إسرائيل خطأ خطير"، مضيفا أن الاعتذار من شأنه أن يمس جنود الجيش الإسرائيلي، ويقوي الأطراف "المتطرفة" في المنطقة.