يقال الخصخصة او التخصيص او الخوصصة و هي جميعها تسميات لمصطلح اقتصادي بالغة الانكليزية او الفرنسية لكلمة privatization . "" ورغم عدم وجود اتفاق دولي على مفهوم الكلمة يمكننا القول أنها فلسفة اقتصادية حديثة ذات إستراتيجية ، لتحويل عدد كبير من القطاعات الاقتصادية و الخدمات الاجتماعية التي لا ترتبط بالسياسة العليا للدولة ، من القطاع العام إلى القطاع الخاص من أجل تشجيع الاستثمار وتكريس الليبرالية والرأسمالية بشكل فضفاض . لن نتحدث عن الخصخصة بمفهومها المعلوم لأننا سندخل في متاهات نحن في غنى عنها كما أنها ستجرنا للحديث عن صراع إيديولوجي عميق ومعه التنقيب عن صراع قطبي قديم واسترجاع مبادئ اشتراكية أكل الدهر عليها وشرب رغم اقتناعنا بالفكر الاشتراكي بمفهومه الوحدوي والتو احدي الداعي لتقسيم ثروات الشعب على الشعب وليس نهبه أمام الشعب واستعباد وتجويع مقوماته لإركاعها وإذلالها . سنتحدث عن خوصصة جديدة بمفهوم رجعي إذ أنها قديمة قدم التاريخ واستعباد البعض للبعض إلا أنها أخمدت بفعل وعي زمني محدود بدأ ينمحي مع مرور الأيام ليظهر لنا من جديد الصراع الطبقي بشكل واضح ورسم الطبقة السياسية الغنية لمحيط دائري يتمتع فقط من هم بداخله بالخيرات أما من هم خارج المحيط فهم إما خدم أو عبيد وأكثرهم أغبياء بفعل فاعل وليس بالفطرة . إنها الخوصصة البشرية التي تلي الخوصصة المادية فبعد القضاء على شركات الدولة وتحقيق مكاسب ذاتية يتم المرور للخوصصة البشرية التي بدأت تظهر بشكل واسع إذ يتم تحويل الرأسمال البشري لمقومات مادية للبيع والشراء وتغيير مواقع اللعب بين الفئة لاستعباد الأكثرية وبطريقة ديمقراطية من قبيل خلق أحزاب وحركات عميلة وتكتلات لخنق الحريات ومشاريع اجتماعية واهية للاستفادة من القروض والهبات الخارجية لتقسيمها بالكواليس . إنها لعبة قدرة وسياسة خطرة دخل بها البعض بدون أن يدرس جيدا تبعاتها ولا نتائجها لأنها وببساطة سياسة آنية لن تحقق لمهندسيها مكاسب نهائية وإنما هي فقط ستخمد المصائب لوقت ظرفي وجيز . ومن بين أهم نتائج الخوصصة البشرية إرهاق المواطن بالفقر والضرائب على كل الأعمال حتى أن أحدهم قال لي ساخرا لم يبقى إلا أن يحاسبوننا كما زمان بدفع الثمن على الأذن أي دفع الجباية على الذات أو كما قال بزيز زمان أن يحتسبوا لنا النفس والأوكسجين ...والله إن مصائبنا لتضحك بينما أبناء أصحاب المحيط يتمتعون بخيراتنا ...حيث أبناء الأمة بعيدون عن اللقمة بينما أقارب أصحاب المناصب يتمتعون بالمقاعد ... الظاهر أن البعض ينتظر ويلات أكثر من صفروا وسيدي افني ليحقق مطالب البسطاء والجياع داخل بلد الخيرات ... والعجيب في الأمر أن من كانوا في الزمن القديم يرفعون الشعارات والمطالب هم اليوم المستثمرون الجدد في سوق البشرية سنقول لهؤلاء :" الله ينعل لما يحشم ..." وقد آن اليوم الذي يجب أن تعرفوا فيه جيدا أن عيشة الذل والخزي هي عيشة النفاق أما عيشة الحرية والصدق فحتى داخل المعتقلات وبدون أموال هي انتصار للفرد لأننا وببساطة لن نخلد على هذه الأرض ... فكفاكم قياما بعمليات الخصخصة البشرية لأن الشعب ليس للبيع والأمة ليست للمساومة والمبادئ راسخة مادام بالمغاربة نسل حر وتذكروا هذه القولة جيدا :" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحرارا " . المصطفى اسعد -مدير عام ورئيس تحرير موقع عالم برس الإخباري [email protected]