اهتمت الصحف العربية٬ الصادرة اليوم الأحد٬ بالمباحثات التي يجريها حاليا مسؤولون مصريون مع بعثة من صندوق النقد الدولي تحضيرا لحصول مصر على قرض من البنك ب 5 ملايير دولار٬ وكذا الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط٬ والسياسة الأمريكية حيال القضية الفلسطينية٬ وتطورات الوضع السياسي في تونس عقب تولي الحكومة الجديدة برئاسة علي العريض مهامها٬ وأيضا ظاهرة اختطاف الأطفال التي أصبحت شائعة في الجزائر٬ إلى جانب السجال الدائر بليبيا بخصوص مشروع "قانون العزل السياسي". فبمصر٬ استأثر الوضع الاقتصادي باهتمامات جل الصحف الصادرة اليوم حيث تناولت (الأهرام) اللقاء الذي يجمع اليوم بالقاهرة مسؤولين حكوميين ببعثة صندوق النقد الدولي حول الإصلاحات التي تم إدخالها على البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي أعدته الحكومة في أفق الحصول على قرض من البنك بخمسة ملايير دولار. ونقلت الصحيفة عن تقرير دولي أن التعافي الاقتصادي سيزداد صعوبة في مصر٬ ما لم يتم التوقيع على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي٬ فيما نقلت (الأخبار) عن كاثرين آشتون الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية تأكيدها على أن الاتحاد لن يسمح بانهيار الاقتصاد المصري٬ محذرة من تداعيات السماح بحدوث مثل هذا الانهيار على المنطقة برمتها. وتحت عنوان "قيود في الكونغرس على المعونة الأمريكية لمصر"٬ كتبت (الشروق) أن أعضاء بارزين جمهوريين وديمقراطيين بالكونغرس اقترحوا تعديلات على أسلوب تقديم معونات اقتصادية لمصر والتي تزيد عن الملياري دولار سنويا٬ وربطها بالتأكد من مدى التزام النظام المصري بإجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية لا تقيد الحريات الدينية وحقوق الإنسان٬ وبتحسينها معاملة المنظمات الأهلية٬ وتفعيل اتفاقية السلام مع إسرائيل. ومن جانبها واصلت صحيفة (الوطن) تسليط الضوء على أزمة نقص البنزين والمحروقات في السوق المصرية وارتفاع أسعارها في السوق السوداء مع ما يواكب ذلك من تكدسات أمام محطات التمويل وإضرابات أصحاب سيارات الأجرة والنقل وتعطل عدد من الوحدات الصناعية٬ وأشارت (الجمهورية)٬ من جهتها إلى أن هذا الوضع تسبب في تدمر كبير داخل الأوساط الصناعية بسبب نقص السولار٬ محذرة من أن الوضع يتجه ليكون أكثر كارثية مع حلول فصل الصيف. أما (المصري اليوم) فحذرت على لسان وزير الاتصالات من تأثير الأوضاع الراهنة على حركة الاستثمارات الأجنبية٬ وطالب بضرورة تحقيق الاستقرار بما يساهم في زيادة معدل النمو الاقتصادي. ومن جهتها٬ ركزت الصحف الإماراتية على الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط٬ والسياسة الأمريكية حيال القضية الفلسطينية. وفي هذا السياق٬ كتبت صحيفة (الخليج) أنه قبل أن يصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إسرائيل٬"تمكن بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومته بعد مفاوضات صعبة ومعقدة مع الأحزاب اليمينية٬ اضطر خلالها إلى التخلي عن حلفائه في الأحزاب الدينية٬ كي يكون جاهزا لاستقبال ضيفه بحكومة أكثر تطرفا في مسألة الاستيطان٬ وأكثر حرصا على عدم الاهتمام بقضية التسوية أو الحقوق الوطنية الفلسطينية". وأوضحت الصحيفة في افتتاحية تحت عنوان " للسياحة فقط " أن الرئيس الأمريكي "سيصل إلى المنطقة سائحا فقط لأنه قبل أيام من زيارته هاته طمأن إسرائيل والقيادات اليهودية في الولاياتالمتحدة على التزامه وتعهده بأمن إسرائيل٬ وكل القضايا الحيوية والاستراتيجية بالنسبة إلى اسرائيل٬ انطلاقا من ثوابت السياسة الأمريكية التي ترى أن أمن إسرائيل هو جزء من الأمن القومي الأمريكي". وأضافت أن أوباما "لن يكون خلال زيارته هاته أكثر حماسا للضغط على إسرائيل من أجل وقف الاستيطان وحمل نتنياهو على القبول بمفاوضات مع الطرف الفلسطيني مهما كان شكلها"٬ معتبرة أن الرئيس الأمريكي سيزور المنطقة "خالي الوفاض لأن لا جديد لديه٬ في زيارته السياحية هاته". وارتباطا بالموضوع ذاته٬ كتبت صحيفة (البيان) أن أوباما "سيأتي إلى المنطقة حاملا حزمة من المطالب والضغوط موجهة للجانب الفلسطيني أما الطرف الإسرائيلي فلا حرج عليه٬ لأن حكومته منتخبة تنفذ رغبات وطموحات شعبها٬ ولذلك فالضغوط عليه لا مكان لها في عالم الدبلوماسية الأمريكية". وأشارت (البيان) في افتتاحية تحت عنوان "زيارة أوباما والسياسة العرجاء" إلى أن السياسة الأمريكية حيال القضية الفلسطينية أصبحت "لا تختلف من حيث الجوهر عن سياسات أشد الحكومات الإسرائيلية تطرفا٬ والقائمة أصلا على فكرة تحويل الحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جحيم لا يطاق ودفع الفلسطينيين إلى الهجرة ومغادرة الأرض حتى تصبح لقمة سائغة للمستوطنين". ومن بين المواضيع التي تناولتها الصحف التونسية إحياء أربعينية المعارض السياسي شكري بلعيد٬ الذي اغتيل يوم 6 فبراير الماضي٬ والتي حلت أمس السبت٬ وتطورات الوضع السياسي في البلاد بعد تولي الحكومة الجديدة برئاسة علي العريض مهامها. وكتبت يومية (الشروق) أن أربعينية الراحل بلعيد كان "يوما تاريخيا حضرت فيه كل قيم الوطنية والانتصار"٬ وقالت إنه يوم "شبيه بيوم الجنازة" حيث انطلقت الجموع الغفيرة من مقبرة الجلاز ٬ التي دفن بها الراحل لتصل إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة٬ رافعة شعار "أين قاتل بلعيد.. بعدما كان من قتل بلعيد .."٬ مشيرة إلى أن السؤال "تحول من البحث عن هوية القاتل إلى البحث عن مكانه٬ خلال مسيرة ضمت مختلف شرائح المجتمع التونسي كلهم هتفوا ضد الإرهاب وضد القتل...". وفي ذات السياق نقلت الصحيفة عن وزير الداخلية الجديد٬ لطفي بن جدو قوله إنه "يولي أهمية قصوى لملف اغتيال بلعيد من أجل القبض على من نفذ وخطط لأول عملية اغتيال سياسي في تونس بعد ثورة الحرية والكرامة"٬ موضحا أن هناك فريقا يضم أكثر من 80 من رجال الأمن والتقنيين من ذوي الخبرات يعملون على الكشف عن بقية ملابسات عمالة الاغتيال". وعلى الصعيد السياسي٬ تحدثت صحيفة (الصريح) عن انتظارات التونسيين من حكومة علي العريض٬ فقالت إن الشعب التونسي "لن يصبر ستة أشهر كما دعي إلى ذاك مع الحكومة السابقة٬ وبالتالي فإن كسب الثقة يستدعي الإسراع في الانكباب على تنفيذ البرنامج الذي قدمه علي العريض أمام المجلس التأسيسي٬ وخاصة ما يتعلق بالأمن والضغط على الأسعار وفرض التسعيرة على المواد الأساسية"٬ معتبرة أن "ظروف النجاح أصبحت متوفرة وما على علي العريض إلا إحكام استغلالها لتوفق حكومته في حسن إدارة المرحلة وصولا إلى تنظيم الانتخابات الحرة والنزيهة". وقالت الصحيفة معلقة على موقف الإدارة الأمريكية التي عبرت عن دعم واشنطن للحكومة التونسيةالجديدة٬ "إن ذاك يمثل أمام علي العريض فرصة تاريخية لاستغلال هذا الدعم الأمريكي الهام للديمقراطية التونسية الناشئة وترميم ما تداعى من علاقات الصداقة بين البلدين٬ خاصة بعد حادث الاعتداء على مقر السفارة الأمريكيةبتونس". وأضافت أن ذلك "لن يكون إلا بالتزام تونس القوي بالقيم الديمقراطية وعزمها الشديد على إنجاح المسار الديمقراطي وتثبيت مرتكزات مدنية الدولة والاقتصاد الحر والعدالة الاجتماعية وصيانة حقوق الإنسان"٬ مشيرة إلى أن نجاح الديمقراطية في تونس وبقية بلدان الربيع العربي هو "رهان أمريكي٬ وأن كسبه سيفتح الآفاق واسعة أمام تعاون اقتصادي ثنائي مثمر تكون فيه تونس المثقلة بأزمات مستفحلة منذ أكثر من سنتين أكبر مستفيد". وفي الجزائر٬ واصلت الصحف اهتمامها بظاهرة اختطاف الأطفال التي أصبحت شائعة في الجزائر. وكتبت صحيفة (الشروق)٬ في هذا السياق٬ أن "حالة الغضب التي ميزت الشارع الجزائري بعد العثور على جثتي الطفلين إبراهيم وهارون٬ لا ينبغي أن تتوقف عند هؤلاء الشباب المنحرفين الذين يختطفون ويغتصبون ويقتلون٬ وكأن المشكلة تكمن عند هؤلاء فقط". وقالت تحت عنوان "كبار المجرمين أولى بالإعدام"٬ إن "الشباب المنحرف معضلة كبيرة تفتك بالمجتمع والدولة٬ لكن من المسؤول عن هذه الظاهرة¿ ومن يقف وراء هذا الانفلات٬ حتى بات الحديث عن عصابات مسلحة منتشرة عبر الأحياء الشعبية من الأمور المألوفة¿"٬ مسجلة أن "كل مجرم يحمل سكينا ويتجول في الشوارع هو نتاج لإجرام آخر يمارس يوميا من قبل المسؤولين في الإدارات والمؤسسات الاقتصادية٬ وهذا الإجرام أخطر من الجرائم التي ترتكب في حق الأطفال الأبرياء في قسنطينة والعاصمة وسطيف وكل ولايات الوطن٬ لأنه المسؤول عن خلق جيل كامل من الشباب المنحرف يرتكب كل أنواع الجرائم٬ من سرقة واعتداء واغتصاب واختطاف وترويع للآمنين". ومن جهتها٬ اعتبرت صحيفة (البلاد) أن جرائم اختطاف الأطفال وقتلهم تحولت إلى تقليد إجرامي هو من مسؤولية الجميع٬ مشيرة إلى أن "المشكلة وإن كانت تتعلق بمسؤولية الدولة ومؤسساتها في الحفاظ على الأمن وأرواح الناس٬ فإنها من مسؤولية المجتمع بكل مكوناته (...) وفي الحقيقة فإن الحسرة لا تحل مشاكلنا٬ لذلك يبدو من الواضح جدا أن الوعي الجماعي بالمخاطر التي تحدق بالمجتمع هو أحد الحلول المهمة اللازمة التي نتجرع نتائجها اليوم علينا وعلى أبنائنا". ورأت صحيفة (جريدتي) أن "ما تعيشه الجزائر على خلفية ظاهرة خطف الأطفال ليست طبيعية٬ فهي تتوازى مع أحداث كثيرة تجري فوق الطاولة وأخرى تحتها. وعدم الإسراع في معالجتها لحفظ أمن الناس والقصاص للضحايا كما تفرضه قوانين الجمهورية سيعود بعواقب سلبية كثيرة لن تكون في صالح البلاد والعباد أبدا". وفي ليبيا٬ شكل التعاون القضائي بين طرابلس والعراق والسجال الدائر بخصوص مشروع "قانون العزل السياسي" والقرارات التي أسفر عنها الاجتماع الأخير لمجلس الأمن بخصوص الوضع في ليبيا أبرز اهتمامات الصحف الليبية. فبخصوص التعاون القضائي بين ليبيا والعراق٬ أشارت الصحف إلى أن البلدين وقعا٬ أمس السبت بطرابلس٬ اتفاقية في هذا الشأن تقضي بتبادل السجناء٬ مبرزة أن من شأن هذه الاتفاقية "تخفيف معاناة السجناء في البلدين". وأكدت أن الاتفاقية التي وقعها وزيرا العدل الليبي والعراقي٬ تعد لبنة في عملية إعادة العلاقات الثنائية التي انقطعت لأزيد من 25 سنة في ظل النظامين السابقين في البلدين. وعلى المستوى السياسي٬ اهتمت الصحف بالسجال الدائر حول مشروع "قانون العزل السياسي"٬ موردة تصريحا لمحمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية (اكبر هيئة سياسية ممثلة في المؤتمر الوطني العام)٬ اعتبر فيه أن التركيز على موضوع العزل السياسي "لن يقيم دولة"٬ داعيا في المقابل إلى "طرح رؤية تنموية للبلد وإيجاد حلول لمشاكل الأمن وقضايا الدستور". كما واكبت الصحف٬ في هذا الصدد٬ فعاليات مظاهرة نظمتها "تنسيقية العزل السياسي" بالعاصمة طرابلس٬ وطالبت فيها المؤتمر الوطني العام بالإسراع في إصدار قانون العزل السياسي٬ مشيرة الى أن هذا الأخير قرر تعليق أشغاله على خلفية اقتحام متظاهرين مطالبين بإقرار قانون العزل لإحدى جلساته واحتجازهم رئيس المؤتمر وعدد من الأعضاء لعدة ساعات. ومن جهة أخرى٬ اهتمت الصحف بنتائج الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي بخصوص الوضع في ليبيا٬ مبرزة أن هذا الأخير أعلن عن تخفيف حظر استيراد الأسلحة على ليبيا٬ بما يسهل حصولها على معدات "غير قاتلة"٬ كما أعرب في الوقت ذاته٬ تضيف الصحف٬ عن مخاوفه من انتشار السلاح من هذا البلد إلى الدول المجاورة. وأوردت الصحف مقتطفات من كلمة رئيس الحكومة الليبية علي زيدان أمام مجلس الأمن٬ والتي أكد فيها "سيطرة ليبيا على حدودها المشتركة مع البلدان المجاورة"٬ منوها إلى أن بلاده تمكنت في فترة وجيزة "رغم التحديات الأمنية التي تواجهها" من "امتلاك آليات ووسائل السيطرة على الوضع الأمني".