فجّر علي لزرق مفاجأة من العيار الثقيل وهو يقول إن "النّافذ" إلياس العماري، حين تواجده ضمن تشكيلة حكماء الهيئة العليا للسمعي البصري، الشهيرة اختصارا ب "الهَاكَا"، قد طلب منه المساهمة في طلب رخصة إذاعة خاصّة بمعيّة شريكَين لا تربطهما بلزرق سابق معرفة. المعطَى أورده عَلِي لزرق، الصوت الإذاعيّ المعروف وسط الأجيال الأولى للمهاجرين المغاربة بهُولندَا، ضمن حوار سمعيّ بصريّ جمعه بهسبريس وسيُنشر مجزّءً على مقاطع تراعي وحدة الموضوع. لزرق سبق له وأن كان برلمانيا لولاية واحدة امتدّت ما بين العامين 2001 و2006، وهو واحد من نماذج النجاح وسط الرعيل الأول لمغاربة هولندا، خصوصا وأن ذات الفاعل الإعلاميّ كان من بين صفوف ذات الجيل الذي اختير من لدن شركات هُولنديّة مستثمرة بالمغرب للالتحاق بالأراضي المنخفضة. عَلي اشتغل في إعداد برامج موجّهة للمغاربة عبر أثير الإذاعة الوطنية الهولنديّة على مساحة زمنيّة امتدّت من ثمانينيات القرن الماضي إلى السنة الثانية من الألفيّة الجديدة، وذلك بعد أن تمكّن من ضبط لغة بلد الاستضافة وتعميق دراسته التي مكّنته، بادئ الأمر، من العمل في مجال المساعدة الاجتماعيّة بمدينة لاهَاي. "عام 2006 طلب منّي صديق، أو الأحرى من كان صديقا، وهو إلياس العماري، أن أساهم في تجربة الإذاعات الخاصّة التي أخذت تنشأ في المغرب.. وتعلق الأمر بإذاعة كَابْ رَاديُو التي اشتغلت وسطها لعام بطنجة" يقول عَلي لزرق لهسبريس. واسترسل ذات المتحدّث" كنت مكلّفا ببناء المحطّة مديرا لتسييرها، في حين أقدم آخرون على وضع الرأسمال الذي تحتاجه الشركة.. هنا برز التناقض بين أناس يرومون الربح بتوظيف المال، من جهة، وبين توجّهي الرامي إلى تقديم منتوج بعيد عن مراعاة هذه الأرباح المادّية، من جهة ثانية.. زيادة على الخط التحريري للإذاعة الذي أخذ في التأثر بميل المساهمين إلى عدم الاصطدام بمراكز قوى في المغرب، وهذا يتنافى مع تجربتي التي راكمتها بهولندا والتي تتوجّه صوب توسيع هامش حرية التعبير وتوفير الإمكانيات لطاقم العمل من أجل البصم على أداء جيّد". "طلب منّي إلياس العمري تأسيس كَاب راديُو، وهذا بمعيّة شريكَين لا أعرفهما بشكل مسبق.. العماري طلب منّي الالتحاق بالمشروع أثناء طلب الرخصة من الهيئة العليا للسمعيّ البصريّ.." يزيد لزرق. "بعد سنة من الاشتغال ناداني العماري للقائه، وقد طلب منّي الانسحاب من إدارة كَابْ رَاديُو مبرّرا ذلك بكون المحطّة تتوفر بخصوصها تقارير عن خروقات طالت دفتر التحملات.. حينها عُدت إلى هُولندَا مُعلناً انسحابي.." يردف ذات الناشط الإعلامي قبل أن يسترسل: "فارقت إلياس العماري.. والحكم على هذا الشخص أتركه للزمن والناس الذين يتعاملون معه يوميّا بالمغرب.. فهم من يعرفونه أفضل منّي".. ودائما وفق تعبير ذات المتحدّث.