دروس وعِبر للمستقبل.. الكراوي يقارب 250 سنة من السلام بين المغرب والبرتغال‬    أخنوش: فقدنا 161 ألف منصب شغل في الفلاحة وإذا جاءت الأمطار سيعود الناس لشغلهم    طنجة.. توقيف شخص بحي بنكيران وبحوزته كمية من الأقراص المهلوسة والكوكايين والشيرا    عمره 15 ألف سنة :اكتشاف أقدم استعمال "طبي" للأعشاب في العالم بمغارة الحمام بتافوغالت(المغرب الشرقي)    "المعلم" تتخطى مليار مشاهدة.. وسعد لمجرد يحتفل        الإسبان يتألقون في سباق "أوروبا – إفريقيا ترايل" بكابونيغرو والمغاربة ينافسون بقوة    انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل    أخنوش: حجم الواردات مستقر نسبيا بقيمة 554 مليار درهم    الجديدة.. ضبط شاحنة محملة بالحشيش وزورق مطاطي وإيقاف 10 مشتبه بهم    استطلاع رأي: ترامب يقلص الفارق مع هاريس    هلال يدعو دي ميستورا لالتزام الحزم ويذكره بصلاحياته التي ليس من بينها تقييم دور الأمم المتحدة    النجم المغربي الشاب آدم أزنو يسطع في سماء البوندسليغا مع بايرن ميونيخ    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا الخميس والجمعة المقبلين    حصيلة القتلى في لبنان تتجاوز ثلاثة آلاف    سعر صرف الدرهم ينخفض مقابل الأورو    البحرية الملكية تحرر طاقم سفينة شحن من "حراكة"    استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب    الجفاف يواصل رفع معدلات البطالة ويجهز على 124 ألف منصب شغل بالمغرب    المعارضة تطالب ب "برنامج حكومي تعديلي" وتنتقد اتفاقيات التبادل الحر    «بابو» المبروك للكاتب فيصل عبد الحسن    تعليق حركة السكك الحديدية في برشلونة بسبب الأمطار    في ظل بوادر انفراج الأزمة.. آباء طلبة الطب يدعون أبناءهم لقبول عرض الوزارة الجديد    إعصار "دانا" يضرب برشلونة.. والسلطات الإسبانية تُفعِّل الرمز الأحمر    الجولة التاسعة من الدوري الاحترافي الأول : الجيش الملكي ينفرد بالوصافة والوداد يصحح أوضاعه    رحيل أسطورة الموسيقى كوينسي جونز عن 91 عاماً    مريم كرودي تنشر تجربتها في تأطير الأطفال شعراً    في مديح الرحيل وذمه أسمهان عمور تكتب «نكاية في الألم»    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    مصرع سيدة وإصابة آخرين في انفجار قنينة غاز بتطوان    عادل باقيلي يستقيل من منصبه كمسؤول عن الفريق الأول للرجاء    الذكرى 49 للمسيرة الخضراء.. تجسيد لأروع صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي لاستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية    أمرابط يمنح هدف الفوز لفنربخشة        متوسط آجال الأداء لدى المؤسسات والمقاولات العمومية بلغ 36,9 يوما    "العشرية السوداء" تتوج داود في فرنسا    إبراهيم دياز.. الحفاوة التي استقبلت بها في وجدة تركت في نفسي أثرا عميقا    بالصور.. مغاربة يتضامنون مع ضحايا فيضانات فالينسيا الإسبانية    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    مدرب غلطة سراي يسقط زياش من قائمة الفريق ويبعده عن جميع المباريات    عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم    تقرير: سوق الشغل بالمغرب يسجل تراجعاً في معدل البطالة    "فينوم: الرقصة الأخيرة" يواصل تصدر شباك التذاكر        فوضى ‬عارمة ‬بسوق ‬المحروقات ‬في ‬المغرب..    ارتفاع أسعار النفط بعد تأجيل "أوبك بلس" زيادة الإنتاج    استعدادات أمنية غير مسبوقة للانتخابات الأمريكية.. بين الحماية والمخاوف    الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي: للفلسطينيين الحق في النضال على حقوقهم وحريتهم.. وأي نضال أعدل من نضالهم ضد الاحتلال؟    عبد الرحيم التوراني يكتب من بيروت: لا تعترف بالحريق الذي في داخلك.. ابتسم وقل إنها حفلة شواء    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلياس العماري، صديق الملك الجديد..إمبراطورٌ الريف السري
نشر في أريفينو يوم 17 - 03 - 2011

إلياس العماري، شخصية مثيرة للجدل، حاول الكثير فهم سيرة الرجل وتوجهاته والإطلاع على مساره ومدى قدرته الحفاظ على “نجمه” ساطعاً بين مخالبٍ سياسية ومالية جعلت الرجل هدفاً لها في أكثر من مناسبة.
“شخصية ماركسية لا يَعبدُ أحداً” هذا ما أكدهُ في تصريحات سابقة، خرج بتصريحات نارية، أخرها “تجندَهُ” ضد أسلمة الدولة، إهتز لها الشارع المغربي في ضل حُكم أمير المؤمنين. شخصية صُنعت من لا شيء ليصير أحد المثيرين للجدل بالبلد، جعلَ الجميع يستغرب حين صرح أنه صديقٌ للملك، تصريحٌ لم تُكذبه أي جهة عُليا، بل تلقفته جهاتٌ واعتبرته بمثابة تهديد لخُصومه المُفترضين، جعل هؤلاء، يعودون للظغط على فرامل التصريحات تُجاه “صديق الملك الجديد”.
شخص جعل من نفسه “موسوعة” بيدها مفاتيح جميع الملفات، يُدخل أنفه في كل شيئ، من السياسة إلى الرياضة، ومن الدبلوماسية الى العمل الجمعوي، ومِن عالم المال والأعمال إلى الإعلام، ومن الإستخبار الى المُواطن الوديع. رجلٌ يعتبره كثريون ذو نفوذ كبير، بل يُشبهه أخرون ب”البكارة الجديدة” للدولة وشرعيتها من أجل المُصالحة مع ضحايا سنوات الرصاص، حيث صاحب بُروز الرجل، ظهور عدد من المؤسسات المعنية بحقوق الانسان مِثل “هيئة الانصاف والمصالحة”.
نغوص بالقارئ في عوالم من هذا الرجل الذي أصبح الأكثر إثارة للجدل بالمغرب مؤخراً، لمعرفة أسرار وأخطبوط عمل الرجل ومجالات نفوذه وعلاقاته الداخلية والخارجية التي شكلت له عالماً من الإمبراطوريات المُسسترة، كُلها في خدمة الرجل.
الإمبراطور السياسي :
1 حركة لكل الديموقراطيين : فكرة غريبة، لكن كثيرين يربطها بحركة أسسها هذا الرجل في تسعينيات القرن الماضي سماها أنذاك “التجمع الديمقراطي”، جمعَ عددا من اليساريين من مُختلف مناطق المغرب، كان بداية لتأسيس تنظيم يساري سيؤسس أول منشور رسمي له، سُمي “المواطن”، لكن لم يُكتب النجاح لهذه الجريدة وقامت الداخلية بالحجز عليها بعد نشر رسالة من مُعتقلي تازمامارت السري، قامت بتسريبها زوجة “الرايس”.
استقطب الرجل في تنظيمه الجديد، أبرز الوجوه التي كونت الحركة، وكان نجم اللقاءات بدون مُنازع، فكان المُحاور ومُقنِعُ المُلتحقين ورجل التواصل واستقطاب الألبة من عالم المال والسياسة وبعض من مثقفي السجون في عهد الملك الراحل الحسن الثاني. الحركة أكد العماري “أنها مشروع مجتمعي مُستقل لكنه يتقاطع مع الدولة، والهمة جزء من الدولة”، مُعتبراً التقاطع مع الدولة، “لا يعني أن التغيير يأتي بالضرورة عبر المخزن، بل نحنُ لم نؤمن أبداً بالمخزن ولم يُؤمن بنا…فالسياسة خالية من الإيمان عكس الايديولوجية…نصٌ مسرحي فيه فصولٌ ومشاهد تتغير بتغير الظروف”. مقتطف من حوار له مع جريدة إلكترونية.
الحركة الغريبة، ضلت لمُدة تلتئم وسط اهتمام اعلامي غير عادي، جعل اطرافاً تنظر الى الحركة بمثابة “المهدي المنتظر” بينما يراها الكثيرون بمثابة “سفينة مجهولة الهوية والمَسَار”. فضلّ الجميع يترقب تحرك هذه السفينة ومرساها، فيما قياديي هذا “المخلوق العجيب” ظلوا يُهدئون الجميع بأن هؤلاء “الألبة” من السياسيين والمثقفين ورجال الأعمال ليس في نيتهم تأسيس حزب سياسي، وأن ذلك لن يحصل، غير أن الرياح جرت بما لم تشتهيه سفن المشهد السياسي، حتى تمخض عن نشأة هذه الحركة، ميلاد حزب سياسي إضافي، إتخذ من الأسماء ” الأصالة والمُعاصرة”. وكان إلياس العماري أبرز من لعب دور “ابن بطوطة” حول المغرب للتعريف ب”المخلوق السياسي الجديد”، خاصة بالريف والشمال عموما إضافة الى الصحراء.
2 عراب “البام” :
لا يُمكن ذكر “الحزب الظاهرة” دون ذكر إلياس العماري، فالرجل أصبح الأب الشرعي الأول للحزب بعد “خالِقه” فؤاد عالي الهمة. حزب فوق العادة، إستطاع تحطيم كل الأرقام القياسية السياسية منها والزمنية وآستطاع تفتيت أحزاب في زمن قياسي، تغيير أسماء أحزاب والإطاحة برؤساء أحزاب أخرى وخلق بلبلة في ما تبقى منها وتهديد بقاء مكونات حزبية أخرى. الحزب لم يخطف الأظواء داخل المغرب فقط، بل تعدى الحدود ليصل الولايات المتحدة وتجوب “غزواته” العالم، ليتحدث “ويكيليكس” عن فتوحات الحزب الظاهرة ونفوذه الخارق داخل دواليب الدولة المغربية. وضل إسم الياس العماري مرتبطا بالحزب رغم أنه رسميا لا صفة له داخله، إلا أنه يعتبر نفسه دائما فاعل سياسي يُفضل العمل في الظل. الى جانب الرجل، يتواجد ابن الريف اليساري الأصلع “عبد الحكيم بنشماش، ابن الريف أيضاً، صاحب مِيزة (حسن جداً) في “الشفوي” من قبة البرلمان.
3 النفوذ داخل الأجهزة الأمنية والقصر : الرجل أصبح عنصراً هاماً في الأمن القومي المغربي، فالرجل يُعتبر كنزاً ثميناً لأجهزة المخابرات المغربية خصوصا بالريف، حيث يُعتبر المستشار الأول لشؤون الريف.
سطع نجم الرجل مباشرة بعد زلزال الحسيمة، حيث آعتُبرَ أنذاك المُخاطب باسم ساكنة الحسيمة، رغم أن الساكنة زادت تذمراً منه ومن الجميع خصوصاً بعد البطئ الكبير الذي تم التعامل به مع منكوبي المدينة ونواحيها، والذي جعل الساكنة تنتفض في وجه السلطة والعماري نفسه، بينما الزلزال كان لايزالُ ينال من الساكنة. لكن ذكاء العماري، سيجعله يتواصل مع القصر مباشرةً، وبعد زيارة الملك للمدينة المنكوبة، سيُنصّبََ نفسه الناطق باسم المنكوبين على وجه السرعة، و”استطاع بفضل مأسي ساكنة الحسيمة لأن يُصبح صاحب “الكارت بلونش” لدى القصر”، يظيفُ مصدر من الريف.
إستطاعت الحسيمة بعد “تنصيب” العماري نفسه مُتحدثاً بإسمها، أن تستفيد من مشاريع تأهيل البنية التحتية، يَعترف مصدرنا، حيثُ أعتبرت هذه المشاريع غير مسبوقة في تاريخ المنطقة التي عانت التهميش في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
لكن كثيرون لا يعتقدُ أن نجم الرجل سطع بعد زلزال الحسيمة، لأن حدث الزلزال لم يكن سوى فترة توهج نجم الرجل، ونجمه قد سطع قبل ذلك بكثير يقول مُتتبع ينحدر من الريف :”قبل رحيل وزير الداخلية القوي في عهد الراحل الحسن الثاني، ادريس البصري، اختلط الياس العماري بدواليب الداخلية عبر علاقات صداقة لأحد رجال الأعمال في مجال بيع العقاقير بالرباط، والمنحدر من أكادير، الذي كان على علاقة صداقة بادريس البصري، مِما جعل إلياس العماري، يحتك بهذا “الوزير الدموي” قبل إعفائه من طرف محمد السادس مباشرة بعد توليه الحكم، وبذلك إنتقلت علاقة الرجل ب”البصري” لملاقاة لاحقاً، فؤاد عالي الهمة كاتب الدولة في الداخلية أنذاك وتوطيد العلاقة شيئاً فشيئاً إلى أن أنجبت علاقتهما حِزباً” فيما تروج إشاعات أن الصديقين الحميمين هم فعلاً مُتزوجين بشقيقتين.
الامبراطور الجمعوي :
يُعتبر العمل الجمعوي، المنعرج في حياة الياس العماري، حيث استطاع أن يقفز من هذا المنعرج بنجاح خاصة بعد زلزال الحسيمة. فقد جعل العمل الجمعوي سلاحاً لمواجهة الدولة المركزية في رفع طموحه الشخصي مُغلفاً في شكل مطالب ساكنة المنطقة. استطاع تحقيق القرب من السلطة كناشط جمعوي قبل أن يجعل من تأسيس الجمعيات أحد أسس نجاحه، فأسس جُملة من الجمعيات بينها :
1 جميعة أريد : الجمعية التي أصبحت في ظرف وجيز مؤسسة جمعوية قائمة الذات بميزانية سنوية ضخمة تتخذ من العاصمة الرباط مقراً لها، مُستقطبة أبرز وجوه السياسة والإعلام والثقافة بالريف والحسيمة خصوصاً، أين نجد ذ. بنتهامي رئيساً وهو المرتبط بصلة قرابة بعامل إقليم الناظور المنحدر أيضاً من الحسيمة، إضافة إلى الإعلامي بالقناة الثانية عبد الصمد بنشريف ، زيادة عن البرلماني صاحب حسن جدا في “الشفوي”، حكيم بنشماش، رئيس جماعة يعقوب المنصور الرباطية، عبد السلام بوطيب، رئيس جمعية “الذاكرة المشتركة والمستقبل” فضلاً عن عدد من الوجوه الأخرى من عالم المال والأعمال المنحدرين من الحسيمة. جعلت هذه الجمعية من مدينة الحسيمة ونواحيها مشتلاً للعمل الجمعوي وأسست فرعا لها بالحسيمة تحت تسمية أخرى هي “شبكة الأمل للتنمية المستدامة” بالحسيمة، أسندت امور تسييرها لفؤاد بوطيب، وهو أخ عبد السلام بوطيب، هذه الجمعية أصبحت شبكة جمعوية نافذة بالاقليم، ينظم تحت لوائها عدد من الجمعيات المحلية يصل الى أزيد من خمسون جمعية، تتلقى كلها دعماً مالياً محلياً ووطنياً بدعم من صقور “أريد”، الجمعية الأم بالرباط، وآستطاعت عقد إتفاقات شراكة مع مؤسسات وجمعيات كبرى على الصعيد الوطني والدولي.
جمعية “أريد” تعتبر الذراع الجمعوي لصقور “البام” بالريف، حيث استطاعت الجمعية خلال الفترة الأخيرة الانفتاح على باقي الأقاليم المكونة للريف واستقطاب أطر وفعاليات المنطقة، تمهيدا لاكتساح انتخابي مقبل. الشيئ الذي يُؤكده أحد المتتبعين، بعد لقاء الجمعية التواصلي الأخير باقليم الناظور، حيث شوهد استقطاب أحد الوجوه الجديدة من أبناء الريف قاطن بالولايات المتحدة ويرأس في الوقت نفسه “جمعية الصداقة الأمريكية المغربية”، لرئاسة اللقاء التواصلي رغم أنه لا يحمل أي صفة بالجمعية المذكورة، واعتبره كثيرون تمهيداً لتقديم هذا الشخص لساكنة المنطقة على أنه المرشح المقبل لحزب “البام” في انتخابات 2012، فيما اعتبرهُ اخرون بداية النهاية لحزب الجرار بالريف.
2 مؤسسة مهرجان الحسيمة المتوسطي :
مؤسسة تابعة لجمعية “أريد”،يرؤسها دائما إلياس العماري، ويقودها إعلاميا ّ عبد الصمد بنشريف. إستطاعت مؤسسة المهرجان هذه، فرض وجودها في أجندات فنانين عالميين من طِينة : الشاب خالد، إيدير، مارسيل خليفة، فوضيل، الشاب بلال، سعيد المغربي…ويقدر متتبعون ميزانية المهرجان بالملايين من الدراهم نظراً للكم الهائل من الفنانين ذوي الوزن العالمي والأنشطة الموازية التي تنظم بمختلف المدن المجاورة لمدينة الحسيمة طيلة أسبوع كامل.
المهرجان السياحي لمدينة الحسيمة، لقي ترحيباً واسعاً من طرف السلطة المحلية التي تسهر طيلة الأسبوع على توفير كل أجهزتها الأمنية للسهر على أن تمر أيام المهرجان في أحسن الظروف، خاصة من طرف الوالي السابق لجهة الحسيمة، تازة تاونات، السيد امهيدية، الصديق الحميم لإلياس العماري وأحد مهندسي الاقلاع الحضري الجديد للحسيمة بعد الزلزال وأحد أذرع “البصري” بوزارة الداخلية سابقاً.
3 جمعية الصداقة بين الشعوب :
الجمعية الغريبة والعجيبة، هي جمعية العمل الدبلوماسي السري أو “دبلوماسية الظل” للمخابرات المغربية، استطاعت أن تخلق لوبيات جمعوية تحت يافطة العمل الجمعوي و”رد الاعتبار لثقافات الشعوب الأصيلة” عبر العالم. فقد فضل هذا المكون الجمعوي الغريب أن يشتغل على قضايا حساسة للمملكة في الخفاء وبعيداً عن وسائل الاعلام إلا قليلاً.
ومنذ تأسيسها، قامت الجمعية بعدد من التحركات عبر العالم في غموض تام عن مصادر تمويلها ومكتبها ومن وراء انشائها، فحققت حسب تقارير صحفية نادرة، انفتاحاً على ثقافات بلدان كانت الى عهد قريب لا تعرف عن المغرب ولا يعرف المغرب عنها شيئاً. وترتبط هذه الجمعية بشخصية إلياس العماري “الدبلوماسي الجديد”، سِراً للمملكة أو “امبراطور السياسة الجمعوية الخارجية”، حيثُ ارتبط اسم الرجل بعقد لقاءات حميمية مع كبار الساسة بدول أمريكا اللاتينية وساسة كاتلونيا ومُعارضي النظام الجزائري خاصة نُشطاء القبائل، أبرزهم “فرحات مهني” الذي يتردد العماري على لقائه بعاصمة الأنوار.
4 جمعية ثويزا بطنجة : تُعتبر امتدادً لسلسلة الجمعيات الثقافية والتنموية التي اهتم الياس العماري بخلقها شمال المملكة. هذه الجمعية التي ترتبط في مواعيدها بمواعيد جمعية “أريد” في برنامجها ل”مهرجان الحسيمة السياحي والفني”، حيث أصبح تقليداً مشاركة نفس الفنانين المشاركين في “مهرجان تاويزا” بطنجة، في مهرجان الحسيمة، نظراً لتقارب موعد المهرجانين، حيث يبتدأ مهرجان الحسيمة قبل يوم واحد من إختتام مهرجان تاويزا بطنجة.
جمعية تاويزا، جمعية أسست تحديدا لامتصاص الامتداد الكاسح لأمازيغ المدينة الذين ينحدر مُعظمهم من الريف، سُلم أمر تسييرها بصفة غير رسمية لفؤاد العماري، شقيق الياس العماري، الصقر الجديد في عالم السياسة والأعمال والذي أصبح نجماً بعدما كان لا أحد يعلم باسمه او بتواجد شقيق للرجل الظاهرة، وأصبح عُمدة بين عشية وضُحاها لمدينة البوغاز، بوابة أوربا في استنتاجٍ غريب، يُظيف مُتتبع.
5 جمعية ضحايا الغازات السامة بالريف :
جمعية خلقت جدلاً واسعاً، وصل صداه الأوساط الحكومية باسبانيا، بل خلقت انقسامات داخل مجلس “الكورتيس” الاسباني، وكانت السلطات المغربية قاب قوسين أو أدنى من حل الجمعية أو على الأقل الحد من “تطاول” العماري على المساس بعلاقات الجوار مع إسبانيا، رغم أن كثيرون يشتبهون في يد السلطة في نشأة هذه الجمعية واتهامهم اياها بلعب دور “مسمار جحا” في علاقات اسبانيا والمغرب لصالح هذا الأخير. فقد استطاع الرجل بمساعدة أطراف جمعوية باسبانيا، تجنيد لوبي برلماني عن منطقة “كاتلونيا” برئاسة البرلماني الثائر “خوان تاردا”، لتمرير مُقترحٍ غير مسبوق، يدعو لِتجريم استعمال الغازات السامة من طرف إسبانيا في حربها على منطقة الريف، المُقترح الذي أزعج الحزب الشعبي الاسباني برئاسة “خوسي ماريا أزنار” أنذاك والدولة الإسبانية وخلق له بذلك لوبياً مُسانداً داخل البرلمان، وأصبح الناطق الرسمي باسم مطالب الجمعية وهي الاعتراف الرسمي للدولة الاسبانية بجرائمها ضد الريف وتعويض المنطقة عن الأضرار التي لحقت استعمالها للغازات السامة المحرمة دوليا في عشرينيات القرن الماضي، الشيئ الذي جعل منطقة الريف، تحوي أكبر عدد من المصابين بداء السرطان على المستوى الوطني. هذه الجمعية جعلت ملف الغازات السامة ضد الريف، ملفاً وطنيا في قالب جمعوي، يقوم المجتمع المدني بالظغط به على الدولة الاسبانية. الشيئ الذي جعل إسبانيا أمام جمعية إستطاعت النيْل من صورة دولة أمام العالم بسبب تاريخها الدموي.
إلى جانب ذلك، تم إنشاء جمعية موازية يرأسها ريفي أخر هو “عبد السلام بوطيب” الصديق الحميم لالياس العماري ورفيقه في عدد من المحطات، لكن الجمعية تعتبر أقل هُجوما على إسبانيا وحميمية في علاقتها بالدولة الاسبانية، فهي تُطالب بالحوار وتعتبر أن ذاكرة البلدين مُشتركة كما هو المُستقبل، في توجه يعتبره مراقبون أنه خطوة حوارية مُوازية للتوجه الهجومي لجمعية “ضحايا الغازات السامة” التي تجعل الدولة الاسبانية أمام اتهام باقتراف جريمة انسانية. وهو الشيئ الذي جعل الدولة الاسبانية تتعامل بشكل من الودية والمرونة مع جمعية “الذاكرة المشتركة والمستقبل” وترصد لها ميزانية رسمية تزيد عن 30 ألف يورو سنوياً لتعزيز أبحاثها التاريخية في مُشاركة مغاربة في الحرب الأهلية الاسبانية لفرانكو.
الامبراطور الرياضي :
الياس العُماري رياضي أيضاً دون أن يكون لاعباً أو مُدرباً أو حتى مُشجعاً، بل إنه كان من أشد الحاقدين على رياضة كرة القدم، باعتبارها “أداة الهاء في يد السلطة تستخدمها لتنويم الشعب عن الثوران”، كما صرح سابقاً.
لقد تولى رئاسة فريق “شباب الحسيمة” لكرة القدم منذ أقل من ثلاثة سنوات، استطاع الفريق رفقة “امبراطور الريف” الصعود بشكل صاروخي ومُعانقة القسم الممتاز لأول مرة في تاريخه رغم أنه فريق كروي عريق منذ ستينيات القرن الماضي، فقد ضل في أقسام الهواة الى أن جاء “سوبرمان الريف” كما يُلبقه أحد المتتبعين، ليصعد بالفريق لأقسام الصفوة في أقل من سنتين.
شبكة العلاقات الخيالية لالياس العماري برؤوس أكبر شركات البلد، جعلت الدعم يتقاطر على الفريق الحسيمي، الشيء الذي جعل الفريق ينتدب لاعبين ليس من المغرب وافريقيا فقط، بل الى مُقارعة أندية أوربا وانتداب محترفين مغاربة باندية فرنسية، بلجيكية وألمانية. الشيئ الذي جعل أندية مغربية تتعجب لهذا الفريق الذي صعد وكأنه إمتطى صاروخاً، وأصبحت بعض الأندية توجه إنتقادات كبرى لشركات الإحتضان والدعم غِيرةً من فريق هذا “الإمبراطور الجديد”. فالفريق الحسيمي أصبح فريقاً عصرياً بمواصفات احترافية وبلاعبين تتمنى أعتى الأندية المغربية التعاقد معهم وتمكن الفريق الحسيمي من استقدامهم بتعاقدات خيالية بقيت سراً في أغلبها، الشيء الذي طرح أكثر من تساؤل في صالونات ومجالس المدن المغربية حول هذا الفريق وموارده، حيث اتهم عمدة فاس “حميد شباط” مسيري الفريق الحسيمي بالعنصرية لأن “الفريق يحمل اسم “شباب الريف الحسيمي” مما يُوحي على القبلية” حسب شباط دائما وعبرها إتهم الياس العماري عدوه اللذوذ في السياسة. هذا كله بفضل الدعم السخي لشركات العقار والاتصال وصناعة الأغذية التي قال عنها “شباط” مُتعجباً أن “هذه الشركات لم تدَعِم فِرقا كروية مارست لعقود في درجات الصفوة والأن تُدعم الفريق الحسيمي الصاعد لأول مرة” متسائلاً عن السبب. وفضلاً عن ذلك فان الفريق الكروي الحسيمي لم يُعاني قط من المشكل المادي، كما عبر مدرب فريقه في أكثر من مناسبة أن رئيس الفريق الحسيمي لا يترك الفريق يحتاج لشيئ، ويسهر على لقاء اللاعبين وأطر الفريق أسبوعيا قبل وبعد كل مبارة تقريباً.
الامبراطور المخابراتي :
قليلون هُم المُطلعون والمتتبعون للوجه الأخر لالياس العُماري، الوجه المخابراتي المُعول عليه كثيرا في دواليب الدولة المغربية.
لقد تبخر ذلك الماركسي الثائر، الذي كان يُسمي المخابرات والسلطة عُموما بالعدو، حيث يُردد مقولات “لِينين” كثيرا، “أحرِق، أحرِق إن العدُو يلصق”، كلما خطّ مُسودة بيان أو تقرير، ليُسارع بتمزيقه.
العماري، كان طالباً مُشاكسا طيلة حياته الدراسية بثانوية “إمزورن”، حسب رواياته، رغم أنه لم يفلح في مُعانقة الدراسة الجامعية، الا أنه كان جامعياً أكثر من الطلبة أنفسهم، حيث كان يصول ويجول عبر مُعظم قلاع “الثوار” الماركسيين عبر المملكلة من وجدة الى فاس، الى الرباط. كان الرجل قريباً من النقابي “نوبير الأموي”، كان لهُ أخطبوط ثائر، إستطاع لأكثر من مُناسبة الافلات من يد السلطة، ودائما كان الأخرون صيداً، لكنه كان يفلت دوماً. رفاق الرجل، كانوا على درجة كبيرة من النضج النضالي، المُوجه أساساً ضد السلطة الادارية أنذاك، غير أن العماري الحالي، لا أحد يستطيعُ التمييز بينه وبين العماري أيام الهيجان الماركسي بالمغرب.
انه الرجل الذي رفع كثيراً صوته مُتهماً الدولة، ومُعاتباً اياها بقوة حول فترة “سنوات الرصاص”، والمُنتقد لها دوماً. فقد كان الى وقت قريب، داعياً الى تحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لضحايا سنوات الرصاص، ليتبخر ثورانه أخيراً حين تحسنت لهُ وضعيته الإجتماعية والاقتصادية.
الانتماء الجغرافي واللغوي للرجل، وانتمائه لمنطقة حساسة تاريخيا، جعلت مخالب السلطة تلقط هذا الصيد الثمين وتحتفظ به مهما بلغ الثمن ومهما كانت الأخطاء التي قد يقترفها. كيف لا والرجل أصبح المُخاطب الأول والمستشار الأول لشؤون الريف لدى القصر ولدى أجهزة مخابرات الدولة، عبر نسج علاقات بفعاليات المنطقة من المحسوبين على جمعيات المجتمع المدني التي تتلقى دعماً ماليا سخياً نظير دعمها “لامبراطور الاستخبار” الأول بالريف. يتم ذك عبر أخطبوط شبكات الجمعيات التنموية وجمع أكبر عدد من المعلومات عن الساكنة وآشتغال المجتمع المدني عبر احتضان ذوي النفوذ في العمل الجمعوي من “نشطاء” الحركة الأمازيغية خصوصاً نظير توظيفات بالادارة العمومية أو علاوات سرية شهرياً لجعلها تبلع ألسنتها تجاه الدولة، مما يجعل العمل أكثر سهولة لجهاز الاستخبارات المركزية بعدما تمت السيطرة الشبه كلية على العمل الجمعوي بالمنطقة من طرف شركاء وأخطبوط “إمبراطور العمل الجمعوي” بالريف عبر إستقطاب أبرز “النشطاء” الجمعويين وآبتلاعهم لاعادة نشرهم بالمنطقة بأجندات مُعدة من الرباط.
“لقد كان لنفوذ العماري، دوراً هاما في احتضان “السي دي جي”، صندوق الايداع والتدبير، لبرنامج جبر الضرر الجماعي والفردي بالريف وتمويله عدداً من مشاريع الأبحاث التاريخية وتأسيس مراكز إقليمية لجبر الضرر بتنسيق مع المجلس الاستشاري لحقوق الانسان. هذا كله، جعل “نشطاء” النسيج الجمعوي بالريف يلتفون حول “كعكة السي دي جي” الدسمة، ليُشكلوا بذلك الدرع الواقي لسياسة العماري الاحتوائية بالمنطقة”، يُضيف مصدرنا.
لكن أبرز حدث لا زال يسيل المزيد من لُعاب المتتبعين، هو رواج، على أكثر من صعيد، (تورط) إلياس العماري في حبس الناشط الجمعوي الريفي “شكيب الخياري”. هذا الأخير، الذي أدى ثمن اطلاقه سلسلة من التصريحات النارية في مُقابلة تلفزيونية بالقناة الثانية المغربية بحضور العامل الملحق المكلف بمراقبة الحدود، الصديق المُفترض لالياس العُماري بدواليب وزارة الداخلية، إضافة إلى كشف الناشط الحقوقي ذاته لخيوط شبكات تهريب المُخدرات بشواطئ الناظور على قناة فرنسية يُشاهدها الملايين عبر العالم، الشيئ الذي جعل السلطات الأمنية العليا تُسارع بالقبض على هذا الصوت الفاضح بِأصبع لا يزال مشبوهاً.
قُرب العماري من القصر وحميميته مع كبار رجال السلطة بالبلد لم تجلب للرجل غير السُخط خاصة من النشطاء والمتتبعين من ساكنة الحُسيمة ذاتها والريف عُموماً، بل منهم من يتهمه ب”الخيانة والارتماء في حضن المخزن” وبعضهم كانوا إلى وقت قريب من أكبر رفاقه قبل أن يقرروا مُقاطعته، بينهم أحد الباحثين البارزين في تاريخ الريف، فيما فضل مُثقفون أخرون من الريف، التزام الصمت حُيال صديق الماضي ورفض اللحاق بركبه. ويتهم عديدون الرجل كونه “يأكل مع الذئاب، ويبكي مع الرعاة”، بينما “يتحسر عديدون عن الزج بإسم صادق كعبد الحكيم بنشماش في حزب إداري كالبام”.
العماري حسب نفس المصدر، “لم يعُد ذلك المُواطن العادي الذي أعلن تمرده يوماً على السلطة بالريف وادعى مُطاردتها له وحكمها عليه بالسجن، ولم يعُد يستطيع التجول بمفرده بين أزقة مدينة الحسيمة بكل حرية أو الاستجابة لدعوة حضور ندوة ليس هو أو مقربيه من يُنظمها بالمنطقة، كل هذا، يُضيف مصدرنا، جاء نتيجة تعالي هذا الرجل وإحساسه المفرط بالعظمة بعدما كان مُجرد بائع للخضر ب”القامرة” في الرباط، ينام مع ستة أفراد في بيت واحد”. فيما يعتبر أخرون أن الرجل ضحية الحضن الدافئ للسلطة، ولم يكن يتوقع كل ذلك الدفئ والسخاء، لذلك فالعماري يُعري في العمق واقع الفساد والمحسوبية التي تسود دواليب الدولة، كما يجعل بذلك المتتبعين يصِلون إلى نتيجة أن كل من يلتحق بالمخزن، مصيره تغيير جلده بكل دفئ وحميمية، كما فعلت الأحزاب الحالية.
ويذهب مُتتبعون الى القول أن الأحزاب بينها من يُشارك الأن في الحكومة، مُتهَمَة الأن بمحاولة الزج بمثل العماري وغيره في مطبات الهجوم لجعلهم أكباش فداء للتغطية على الخراب الذي ألحقوه بالمغرب. ويُظيف متتبعون أن هذا لا يكادُ يكون مكيدة من مكائد الحاقدين عن الريف وأبنائه ، فهذا الشخص يُضيف المصدر”جعل السلطات المركزية تُعطي اهتماما ملحوظاً للمنطقة في عهد بروز هذا “النافذ”. ولا يخفي أخرون أن هذا الرجل قد “قدم عدة خدمات لساكنة الإقليم وجعل الحسيمة مدينة أكثر اشعاعاً، تنقش إسمها بين المدن المغربية الأكثر نشاطا على المتوسط، كما جعل أعلى سلطة بالبلد يطلع على مطالب المنطقة عن قرب وتُعجل الدولة بذلك بمشاريع كُبرى كالطريق الساحلي وميناء الحسيمة وبرمجة الطريق السريع بين تازة والحسيمة إضافة إلى تهيئة المدنية والمناطق المُجاورة لها”.
إمبراطور السياسة الجمعوية الخارجية :
لابد أن نجم الياس العماري حين بدأ يسطع في سماء السياسة الداخلية للمغرب، لم يكن أحد يستغربُ أن يظهر هذا الرجل في مُغامرة جديدة، كانت فعلاً هي اكتشافه لإمكانيات داخله حول السياسة الخارجية للمملكة. لكن كيف؟ وبأي طريقة؟ وبمساعدة من؟
السياسة الخارجية ضلت طيلة عقدٍ من الزمن في قبضة ال الفاسي، الطيب الفاسي الفهري أمسك قبضتهُ على وزارة الخارجية لأزيد من عقد من الزمن، بينما تكلفَ إبنهُ بتسيير معهد دبلوماسي دولي ضخم ذو حمولة أكبر من سِنهِ، فيما تناوب أفراد أل الفاسي على باقي دواوين وزارة الخارجية وقبلهم عباس الفاسي سفيراً بفرنسا.
الحمولة التاريخية لأل الفاسي وعلاقتها المتشنجة مع أهالي الريف التي ينحدر منها الياس العماري، جعلت إقتحام هذا الأخير لعالم الدبلوماسية الخارجية تحت مظلة “الظل المُخابراتية”، تحدياً لابن الريف في غزو مناطق جغرافية استعصى على الدبلوماسية الرسمية حط الرحال بها وتحقيق “السبق الدبلوماسي”. مناطق تُعتبر في عمقها السياسي والتاريخي ذات أنظمة شيوعية ومُتطرفة تُكن مواقف مُعادية للمغرب ووحدته الترابية كفينزويلا، البيرو، بارغواي أو منطقة كاتلونيا المُستقلة… فقد استطاع هذا (الدبلوماسي الجديد) القادم من الريف، تسطير خريطة سياسية خارجية جديدة للمغرب عبر خلق تواصل مع جهات شيوعية وجمعوية بعدد من الدول التي ترتبط بعلاقات سياسية سيئة بالمملكة، مما جعل هذا الرجل يلعب دور (السوبرمان المُنقذ) لسياسة المغرب الخارجية، يقول مُتتبع، في ضل وزارة رسمية لا تهتم سوى بالعلاقات السياسية مع البلدان التقليدية، بينما الفراغ الدبلوماسي يزدادُ في مناطق أخرى من العالم كما الشأن بفنزويلا والبيرو والباراغواي وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية.
لكن، كيف استطاع الياس العامري، خلق هذا الأخطبوط من العلاقات الدبلوماسية وهو الذي لم يكن يصله بأمريكا اللاتينية غير “غيفارا” وملاحمه وشعاراته التي كانت تصله من الجامعات؟؟
اقتحام إلياس العماري لعالم “الدبلوماسية السياسية الجمعوية”، كان عبر تأسيس إطار جمعوي يتعامل به مع الأجانب في ضل فراغ يديه من أي حقيبة رسمية، سماها (جمعية الصداقة بين الشعوب) التي استطاع من خلالها تشكيل أخطبوط جمعوي لعدد من “نشطاء” المجتمع المدني من أصل مغربي واجنبي داخل وخارج المغرب، أبرزهم على الإطلاق “الشايب محمد خليفة”، رئيس “جمعية مُسلمي مليلية”. هذا الأخير يُعتبر اليد اليُمنى لالياس العماري والمُترجم الفوري بالاسبانية فيما يخص العلاقات مع جهات بأمريكا اللاتينية وبإسبانيا، وظهر في أكثر من مناسبة مُترجماً فوريا لحزب الأصالة والمُعاصرة أيضاً، بحضور “فؤاد عالي الهمة” وقد سطع نجم “الشايب محمد خليفة” بمدينة مليلية المُحتلة، حيث برز في العمل الجمعوي إلى جانب “محمد حامد علي”، رئيس جمعية مسلمي سبتة”، الرجل الثاني في “تنظيم الياس العماري” للعمل الجمعوي الدبلوماسي بالدول الناطقة بالاسبانية. الا أن الرجل الأول في “التنظيم” يظل الأساس المُعتمدُ عليه في علاقات الظل مع حكومات وجمعيات وفعاليات أمريكا اللاتينية واسبانيا، حيثُ استطاع التنظيم، نسج أخطبوط من العلاقات وصلت حد ربط علاقات صداقة شخصية وطيدة برؤساء دول بأمريكا اللاتينية.
أذرع العُماري الجمعوية تتوسع لتُصبح بدورها تتحكم في جمعويين وفاعلين أخرين لا وقت للعُماري لِكسبهم والإتصال بهم، وبذلك يكون العمل أكثر توسعاً وفعالية، أصبحت معه المهام تُوزع على شاكلة رؤساء المصالح الإدارية، بميزانية ضخمة لا أحد له الحق في الاطلاع عليها غير العماري نفسه. رجل أخر يستعين العماري بخدماته الهامة، وهو “رشيد راخا” رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي، صاحب جلباب الثورة ضد السلطة أمام البرلمان في القضية الامازيغية، بينما زوجته إطار في مؤسسة ينتقدها تابعة للدولة، هي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. هذا الناشظ الأمازيغي، يستعين به العماري كثيراً خاصة في قضايا الشعوب الأصيلة وكل ما يهم قضايا الشعوب المُستعمرة من طرف اسبانيا، اضافة الى الاهتمام باللغة والهوية الأصيلة لمناطق مثل “كاتلونيا” ودور المُستعمر في سحق حضارات مثل الأنكا وأخرى في عدد من مناطق العالم، “غير أن ملف الصحراء كان بيت القصيد”، يُضيف متتبع. إلى جانب هؤلاء، نجد “أرحموش”، المحامي الذي ينشط كثيراً داخل المغرب وخارجه في قضايا الأمازيغية، حيث يعتقد كثيرون أن “تحركات الرجل لمناطق أوربية بعينها كهولندا وبلجيكا، التي تُعتبر قلاع لِيساريين وأمازيغ مُعارضين، إنما هي لقاءات ورائها إلياس العماري، الذي يُوجه هذا المُحامي المقبول لدى هؤلاء، عن بعد، بعد أن أصبح مُستحيلاً مُجالسة هؤلاء “الثوار” بأوربا للعُماري، واصفين إياه بخائن الريف والثوار”. الى جانب هؤلاء يعتمد العماري كثيراً في “استشاراته” على نصائح المحامي المثير للجدل “الدغرني”، الذي تربطه بالرجل علاقات منذ ثمانينيات القرن الماضي، حين كان يكتري العماري رفقة أخرين شقة لدى الدغرني بالرباط، وقد تدخل الأخير في أكثر من مناسبة لتوجيه “الثوار” الجدد ودعمهم في بعض الاحيان.
أحد الملفات الهامة التي أقدم العماري على إدخال أنفه فيها أيضا، هي قضية “الحكم الذاتي بالقبائل” الجزائرية. فالرجل على علاقات وطيدة بأكبر ثوار القبائل على رأسهم “فرحات مهني”، المُثقف الذي يُكن له امازيغ العالم احتراماً لا نظير له، عكس العُماري لدى أمازيغ المغرب، ويتتبع كل صغيرة وكبيرة في ملف الحكم الذاتي شرق الجزائر، وجميع مسؤولي الحركة القبائلية خصوصا بفرنسا يرتبطون بعلاقات صداقة جيدة ب”الدبلوماسي المغربي الجديد”، الذي لا ينفي دعمه للحكم الذاتي بالقبائل.
علاقات إلياس العماري بفعاليات المجتمع المدني داخل وخارج المملكة لم تكن لتتوطد دون مظلة مخابرات الدولة في تحركاته “الدبلوماسية”، فالرجل لا يكادُ تطئ رجلاه الأرض من الطائرة إلا ليستقل أخرى، وأصبح يُنافس الفاسي الفهري في تنقلاته.
لم يكن لينجح الياس العماري في مغامراته الدبلوماسية بعدد من المواقع الجغرافية المهمة وانتزاع عدد من المواقف الهامة لصالح الوحدة الترابية للمملكة من عدد من الجهات عبرت عن ذلك لاحقاً بصفة رسمية كالبرغواي التي سحبت اعترافها مُباشرة بعد “ألفتح العُماري”، يقول متتبع، لم يكن هذا لينجح لولا تدخل المخابرات المغربية الخارجية لصديقه الحميم “ياسين المنصوري” عبر تجنيد وتكوين جيد لعدد من “النشطاء الجمعويين” على يد “بلحرش” أحد صقور “لادجيد” واليد اليمنى للمنصوري، إضافة لإستخدام مجلس الجالية للعب دور “الدرع الواقي” لتحركات وسفريات الوفود الجمعوية لعدد من المحطات واستقدام عدد من الوجوه السياسية والثقافية والجمعوية الأوربية واللامريكو لاتينية للصحراء والريف والرباط.
كثيرٌ من المتتبعين، ينظرون إلى مجلس الجالية، على أنه مجلس مُسيَر وليس مُسيِر، اذ أن مُعظم أعضائه لا أحد منهم من يقوم بمهامه عبر العالم غير الكاتب العام القوي، إبن الريف أيضاً، إنه “عبد الله بوصوف”، الرجل الذي يُفترض أن العماري من أتى به على رأس مجلس الجالية، وأصبح يُسيَرُ عند بعد.
وقد كان لسخاء مجلس الجالية وصندوقها المليئ، الفضل في إنتعاش العمل الدبلوماسي للعماري و”الكوماندو” الجمعوي الذي أسسه. فمجلس الجالية، يتوفر على خلية خاصة في السكرتارية، تتلقى أوامر من جهتين نافذتين، أولها العماري و “الكوماندو” المرافق له، وثانيهما جهاز المخابرات الخارجية “لادجيد”، حيث تقوم الخلية بتوزيع حجوزات الفنادق الفخمة وتوفير أجود خدمات الإستقبال لزوار “إمبراطور الدبلوماسية الجديد”، بينهم “نشطاء” مغاربة المهجر، والزوار القادمون للتعرف على المغرب لأول مرة، منهم الشيوعيون الذين يحتفظون للمغرب بصورة سيئة في ذاكراتهم أتى بهم العماري لتصحيح صورتهم، ومنهم سياسيون معارضون في بلدانهم يطلعون على الصحراء لأول مرة، مما جعل كثيرون يعتبرونها سابقة في تاريخ الدبلوماسية الجمعوية “الناجحة”، يقول مُتتبع، كما كان الشأن في فكرة “أكبر علم وطني” التي كانت أحد “أفكار” الرجل بالصحراء، قبل أن تكون الصحراء أحد مقالع إنقلاب التراكتور وآنطلاق سهام الاتهام لالياس العماري بالتورط في أحداث العيون الأخيرة، مما جعل حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية يُعلنان الاتحاد سراً واستعدادهما التحالف مع الشيطان حتى، لِمواجهة هذا “الريفي العجيب” وتلفيقه تُهمة لا تزال خيوط أحداثها غامضة.
إمبراطور المال والأعمال :
علاقة العماري بشعو والصراع الذي أسقط الأخير.
لابد أن خصوم العماري من السياسيين الذين أشهروا حقداً وبغضاً لابن الريف هذا، لن يجدوا غير السياسة ليكيلوا التهم له من داخلها. فالغريب لدى مُتتبعين، أن الياس العماري كان مواطنا بسيطاً جداً، متواضعاً ولايزال كما صرح سابقاً : “أبن خديجة التي تربي الدجاج وابن محمد الذي يُصلي بالناس”، غير أن رصيده التجاري والمالي بين الفترتين، يبقى كالمقارنة بين ليل دامس ونهار مُشمس. فالرجل حقق قفزة صاروخية أصبح معها مُنظري الاقتصاد حائرين في تفسير هذا الاقلاع الغير العادي. فالعماري، أصبح يُحسبُ له ألف حساب في عالم المال والأعمال، أصبح نافذاً يرتبط بعلاقات وطيدة بأكبر مليارديرات البلد، قادر على تغيير موازين قوى داخل أكبر شركات البلد بنفوذه، يمتلك شركات وأسهم بشركات مختلفة اضافة الى مشاريع سياحية وعقارات داخل وخارج المغرب.
يُرجع متتبعون إنطلاقة وصول الياس العماري الى هذا البذخ المالي الى ارتباطه السابق ب”سعيد شعو” البرلماني الريفي المثير للجدل أيضاً عن حزب “العهد الديموقراطي” والذي يرتبط بعلاقة قرابة بالعُماري، حيث أم “سعيد شعو” هي إبنة العم “للعماري”.
يحكي متتبعون أن سعيد شعو الذي فند مؤخراً إشاعة مُلاحقته من طرف الشرطة الدولية “الأنتربول”، كان صديقاً مُقرباً جدا لإلياس العماري، فهو ذو قرابة عائلية قبل أن يكونا صديقين وتربّو في دوار واحد يُسمى “امنوذ” على هامش الحسيمة في إتجاه تازة، يتبع مصدر مقرب من العماري.
سعيد شعو، البرلماني الذي هز عرش مصداقية البرلمان المغربي، معروفٌ بين ساكنة الحسيمة بصرامة مواقفه و”مبادئِهِ”، لكنه ليس سياسياً مُحنكاً. فهو رجل أعمال قاطن بمدينة “روزندال” القريبة من “أمستردام” الهولندية، وصاحب أحد أشهر الحانات التي تُروج مادة الحشيش المُقنن “كوفي شوب” بهولندا. يعود مصدرنا ليقول : “لقد قدّم (سعيد شعو) خدمات ومساعدات مادية هامة لإلياس العماري أُُثناء تواجده بالرباط، فقد جعل العماري وصياً على بعض أملاكه ومشاريعه داخل المغرب، الشيئ الذي أكسب الياس العماري شبكة علاقات إستفاد منها فيما بعد”.
انصهار حزب “العهد” في “البام”، جعل الرجلين الريفيين، أكثر تقارباً وأكثر التحاماً، غير أن الحرب ستبدأ بين الرجلين، مباشرة بعد انتهاء الانتخابات التشريعية وإنسحاب رئيس الحزب المُنصهر، الريفي الأخر الدكتور “نجيب الوزاني” من حزب “البام” بعد أن اقتنع أنه سيكون فتاتاً فقط في حزب خلق فجأةً كبيراً، وتراجع ليُعيد ترميم حزبه السابق وترقيع بكارته بإضافة بسيطة سماها “العهد الديموقراطي”، بينما لايزال (الوزاني)، يرتبط بعلاقات صداقة كبيرة مع العُماري رغم ذلك. أنذاك سيظهر “شعو” وجهاً برلمانياً يُمثل “البام”، لكن ذلك لم يدم سوى أشهراً فانقلب الجرار على راكبه، لتختلط الأمور في الأخير ويُصبح “شعو” برلمانيا مشكوك في ثروته وسِيرته وعليه فان حزب الجرار قرر طرده من بين أعضائه، رغم أن عراب “البام” مُطلع بشكل جيد على السيرة الذاتية الشخصية والتجارية ل”شعو” ، أنذاك ستبدأ حربٌ جديدة ويظهر الوجه الأخر للصديقين “العماري” و”شعو”، وسيبدأ كل طرف في إطلاق صواريخه تجاه الأخر، فأصبحت مدينة الحسيمة ونواحيها حلبة صراع بين الطرفين، فأصبحت ساكنة هذه المدينة ودواويرها، تنقسم في ولائاتها بين المُتحاربين، فانقض “شعو” على فريق كروي هو”رجاء الحسيمة” ليضخ أموالاً به ويُنصّب نفسه رئيساً، لاستقطاب شباب المنطقة، كما بادر الى تأسيس جمعية لِمنافسة جمعية العماري الضخمة”أريد”، أو “الريف للتضامن”، سماها “جمعية الريف للتنمية والمواطنة” ونصّب نفسه رئيساً، بينما إنقضّ العماري على فريق المدينة الثاني “شباب الحسيمة” ليُنصب نفسه رئيسا له أيضاً. وبدأت بذلك فصول جديدة من الحرب المُعلنة بين الرجلين، فانطلقت قبائل المدينة بتشكيل لوبيات وما يُشبه مِلشيات لا ينقصها غير السلاح لدخول حرب حقيقية سراً وعلانية. “غير أن جزءاً لا يُستهانُ به من الشارع الحسيمي، أبان عن نوع من الإصطفاف إلى جانب “شعو” على حساب العماري، مُصورة أياه ريفيا حُراً استطاع النزول من جرار السلطة، رغم أنه طُرد ولم يستقيل”، يُؤكد مصدرنا. “فاحتشدت قبائل مثل “إبقوين” و”تماسينت” العنيدة تاريخيا وتراصت بذلك إلى جانب “شعو” فأعلنت حرباً ضد العماري وزاد إتهامهم للأخير بالخيانة بعد قيادته التراكتور وحرث المنطقة، فيما زادت شعبية شعو خاصة بين نُشطاء المدينة” حسب نفس المصدر، بينما تكلف “بودرا” رئيس مجلس الجهة الحالي بإسم الجرار، بعدما كان قد تخلى عن جلباب اسماعيل العلوي، بحمل مشعل صراع “العماري” ضد “شعو” بالمدينة، فيما إصطف “اللوبي الجمعوي” القوي بالحسيمة الى جانب العماري.
الحرب بين الطرفين ستكون كالنار على علم بالريف بأكمله، فأصبح الصراع على لسان الجميع.
يقول مصدر جد قريب من موقع الصراع بالحسيمة “أن الصراع بين الرجلين إنتقل الى صالونات الرباط وبدأ كل واحد منهما يَستعرض عضلاته في نسج خيوطه للايقاع بأحدهما الاخر، كلٌ حسب علاقاته وأخطبوط نفوذه”.
فبعد إحتضانه من طرف حزب “العهد الديموقراطي”، سيكون “شعو” مرة أخرى أمام امتحان أخر وهو تهمة الإيقاف المُعلنة من طرف الشرطة الدولية، التي تداولها عدد من المنابر الاعلامية دون التأكد من صحتها. لكن “شعو” عاد ليؤكد عدم صحة النبأ، لكنه لم يشأ لحد الأن الظهور أو التحدث للأعلام حول تورطه من عدمه منذ أن لاذ بالفرار نحو هولندا. غير أن خصوم العماري من السياسيين لم يتمنو الفرصة تمر دون أخذ نصيبهم من “فرصة” توجيه سهام الاطاحة الأخيرة بهذا الرجل الذي أصبح يثير الجدل ويستفز أحزابهم “العتيدة”. فإلى جانب الإتهامات وسلسلة التصريحات المليئة بالسب والقذف المباشر والمتجهة لهذا الرجل “الظاهرة” من طرف “شباط و “بنكيران” و”ولد الرشيد”، تسللت عدد من المعطيات من هولندا والريف، مفادها ” أن الاحداث الحالية بالعالم العربي والاحتجاجات بالمغرب، سارعت بتأجيل خطة “شباطية” للتحالف مع “سعيد شعو” وإدخاله مرفوع الرأس إلى المغرب لتفادي إلقاء القبض عليه بمفرده، في رحلة “دروع بشرية” لوفد يظم الى جانب شباط وفودا برلمانية وحزبية إتفقت أن تتحالف ضد إلياس العماري مع “صديق جديد” هو “سعيد شعو” إكتشفوا أنه سيخدم مصالحهم في الإطاحة ب”امبراطور” مُزعج ظهر فجأة وزرع الفتنة”.
امبراطور الاعلام :
إلياس العماري هو أيضاً إعلامي لا يعلمُ من المجال غير العضوية في أعلى هيئة إعلامية وطنية، فهو عضو في الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، القابضة بخيوط الإعلام السمعي البصري بالبلد، وهو النافذ في قناة الأمازيغية، التي كان من المُصفقين لمشروع إقامتها، كما استطاع تجنيد فيالق من المنشطين والاذاعيين بها، المنحدرين من الريف.
جعلَ هذا الرجل من القضية الأمازيغية حِصاناً مُسرعاً لإحتواء “إشكالية” الأمازيغية بالريف والظهور بمظهر المُدافع الأول عن الهوية الأمازيغية لدى القصر، رغم أنه لم يكن أبداً ناشطاً أمازيغياً من داخل الحركة الرسمية، بل قاعدياً ولا يزال، في صراعِ ذو خطٍ مُتوازي مع الحركة الأمازيغية ولا يلتقي بها سوى في شأن دسترة لغات البلد وشخصية محمد عبد الكريم الخطابي. الشيء الذي رشحهُ ليكون مُمثلا دائماً لأمازيغ الريف عُنوةً، بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. فضلاً عن ذلك فقد إستطاع ضغطه من داخل الهيئة الدفع بالدولة الى إنتزاع أول إذاعة جهوية بالحسيمة في عهد “إمبراطور الإعلام” الجديد، كما إستطاع الرجل أيضاً تكريس هيمنته الإعلامية بخلق ذراع إعلامية بضمير مُستتر، له ولحزبه بطنجة هي “كاب راديو”، إلى جانب ملياردير البوغاز، عمدة طنجة المُستقيل “عبد المولى”.
ومن أجل الحفاظ على صورة الثائر الهائج، القادم من ريف عبد الكريم الخطابي، يقول مُتتبع إعلامي أن الرجل “قد جند فريقاً من الأقلام الاعلامية والصحفيين عبر المملكة من المُتعاطفين مع إبن منطقتهم ك(مُستشارين إعلاميين)، يقوم أغلبهم بتلميع صورته وتتبع كل صغيرة وكبيرة حول “إمبراطور الريف”، وتقديم تقارير حول كل ما يجري بالريف خصوصاً وما يُكتبُ ويُقال عن الرجل بمختلف المنابر الإعلامية، قصد الرد السريع والمناسب خصوصاً والرجل أصبح مثيراً للجدل من أكثر من جهة وأصبح خصومه ينامون على تصريح قبل أن يستفيقوا على ردود وتصريحات أخرى.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.