كلمة ختامية للقسم الأول من ذاكرة العمل الإسلامي: نداء للجميع: لا للعنف والفتن والقتل والعدوان أيها الإخوة القراء بصفة عامة، وأعضاء الحركة الإسلامية المغربية والشبيبة الإسلامية المغربية وجميع الشباب المتحمس المنتسب للتيار الإسلامي المغربي بصفة خاصة. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أثارت حلقات القسم الأول من ذاكرة العمل الإسلامي ردود فعل متباينة بين الرضا والسخط الذي بلغ حد التحريض على الحركة الإسلامية وشبيبتها، ومحاولة إلحاق الأذى بها؛ لذلك رأيت إحقاقا للحق وتوضيحا للمواقف وحرصا على سلامة النوايا والأعمال، وحفاظا على أمن المجتمع أن أوجه إليكم هذا النداء لا سيما والتيار الإسلامي المغربي تجتاحه موجة من الدعوات المختلفة التي تعصف بالوعي، وتركس قي الفتن، ووطننا تجتاحه عواصف مظالم تجثم على كاهل المستضعفين فيه بانعدام الحرية والمساواة والعدالة والكرامة الإنسانية، مما يبعث على افتقاد التوازن في المجتمع، ويهدد تماسكه، وقد أنتجت هذه الحالات المزمنة غبشا في الرؤية وعماء في التوجه، وخلطا للاختيارات، قد يؤثر في مواقف المندفعين من الشباب وغير القادرين على التثبت وتمييز الحق وتبين المواقف الشرعية الواجب اتخاذها. فينجرفون إلى الفتن والتقاتل والإرهاب. لذلك ارتأيت أن أخاطب الجميع بما قل ودل، وأول ما أخاطبكم به هو التذكير بالموقف الشرعي المبني على الكتاب والسنة الثابتة. أذكركم أولا بقوله تعالى:{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} النحل (112)، فلا تلقوا ببلادكم في أتون فتن تذيق البر والفاجر لباس الجوع والخوف مثلما يذوقها غيركم في بلاد تعرفونها. وأذكركم بقوله تعالى:{ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} الإسراء 33. بل حتى من يستحق القتل قصاصا في الشريعة الإسلامية لا يجوز للعامة أن ينوبوا عن القضاء الشرعي في تنفيذه، وإلا كان الاقتتال والفوضى والفتن. وأذكركم بقوله تعالى:{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}الفرقان 68. وقد قرن الله تعالى عقيدة التوحيد بتحريم القتل والعدوان. أما حرمة الدماء في السنة النبوية فلا تكاد تحصى لكثرتها ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:( أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاء) متفق عليه. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:( أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء). وقوله: (لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ). أقول هذا وأؤكد عليه تحذيرا من سقوط بعض الأغرار في الفتن وما يؤدي إليها أولا. وأقول هذا وأؤكد عليه ثانيا لأن في الساحة الإسلامية كثيرا من المدسوسين فيها من ذوي الأهواء والبغضاء الذين يحملون في قلوبهم الحسد والبغضاء والغيظ والحقد علي وعلى الحركة الإسلامية المغربية، والحرص على تشويه سمعتي وسمعتها وتاريخها زورا وبهتانا ولا يتورعون في سبيل ذلك عن الكذب عليَّ وادعاء الاتصال بي وادعاء نقل أوامر وتوجيهات مني إلى بعض الطيبين الذين لا يميزون ما ينقل إليهم من زائف الأخبار وسقيمها، فيسقطون فريسة لهؤلاء الأبالسة والمتشيطنة، مع العلم الأكيد أنني لا أتصل بأحد منهم ولا أبعث بأي توجيهات ظالمة معتدية إلى أحد، بل أنكر الإرهاب والقتل والعدوان بأي صفة كانت وفي أي مكان وقع، وأبرأ إلى الله تعالى ممن يدعو إلى ذلك أو يحرض عليه. أقول للجميع: إن الله تعالى حرم العدوان فلا تعتدوا. وإن الله تعالى حرم انتهاك حرمة الأعراض والأموال فلا تنتهكوها. وإن الله تعالى حرم الغدر فلا تغدروا. وإن الله تعالى حرم الخيانة فلا تخونوا. وإن الله تعالى حرم القتل فلا تقتلوا. وإن الله تعالى حرم فتنة المؤمنين فلا تفتنوهم. وإن الله تعالى دعا إلى السلم والأمن وجعلهما ركيزة للمجتمع فلا يسقط أحد في العبث بأمن الناس وسلامتهم، ولا يستدرج أحد إلى العنف والإرهاب، وكونوا عباد الله سَلَما للناس جميعا،{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} الزمر29. في بريطانيا بتاريخ 28 ربيع الثاني 1434ه الموافق :10/3/2013 عبد الكريم مطيع الحمداوي