قال الصحافي المغربي، بقناة "الجزيرة الرياضية الإخبارية"، أمين السبتي، إن اشتغاله بالقناة الأولى أسهم كثيرا في تطوره، وإنهُ يعتبر القناة الثانية مدرسته الأولى، ومحطة محورية في مساره المهني. وأكد خريج المعهد العالي للصحافة والإعلام بالدارالبيضاء، في حواره له مع "هسبريس"، أن المجال الرياضي لا مكانَ فيه لأي طابوهات في الوقت الحالي بِالعالم العربي، وأن الإعلام العربي تطور كثيرا في السنوات الأخيرة بالنظر إلى التطور التكنولوجي الحاصل، بالرغم من اقتضاء الوصول إلى إعلام متطور حقيقي مازال قطع أشواط طويلة. حدثنا عن بدايتك، ومن خلف هذا التميز الذي تبدو به؟ كانت البدايةُ بعد حصولي على الإجازة في الإعلام السمعي البصري، بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بمدينة الدارالبيضاء، حيث كانت لي تجربة كصحفي متدرب في القناة الأولي المغربية بالرباط، وأمضيت هناك شهرين في قسم الأخبار، ومن ثم انتقلت إلى القناة الثانية التي كانت المدرسة الأولى والتجربة المفيدة، حيث تعلمت العمل الصحفي الحقيقي بالخروج إلى الميدان وإعداد الروبورتاجات التلفزيونية، إضافةً إلى الاحتكاك بعدد من الأسماء الصحفية المرموقة في المغرب، والذين تعلمت منهم الشيء الكثير واستفدت من خبرتهم الطويلة في هذا المجال، كما أنني اشتغلت في قسم الإخبار بالقناة الثانية لمدة سنتين قبل انتقالي إلى القسم الرياضي، الذي كانت من خلاله أول إطلالة لي عبر البرنامج اليومي، الموجز الرياضي، الذي لقي البرنامج متابعة محترمة رغم توقيته المتأخر آنذاك، ومدته القصيرة التي لا تتجاوز السبع دقائق. وبعد حوالي سنتين من تقديمي للموجز الرياضي، جاءت الفرصة المنتظرة عبر الالتحاق بقناة عملاقة بقيمة الجزيرة الرياضية في قطر بداية سنة 2011، حيث تشرفت بتقديم النشرة الافتتاحية للمولود الجديد الذي أطلق عليه اسم الجزيرة الرياضية الإخبارية، ليبدأ التخصص الحقيقي من خلال تقديم النشرات الإخبارية المفصلة والبرامج الحوارية، فضلاً عن مجاورة أسماء عتيدة في مجال الإعلام الرياضي، وكذا وجوه مرموقة من لاعبين دوليين ومدربين ومحللين مختصين، وأعرتف أنني تتطورتُ كثيرا بفضل تلك التجربة، لكني لن أنكر أبدا جميل القناة الثانية التي كانت مدرستي الأولى. هل من طابوهات موجودة اليوم في الإعلام الرياضي بالعالم العربي؟ الحديث عن الطابوهات في الرياضة شيء نادر نوعا ما، ربما هذا المصطلح منتشر ومتداول في كل ما هو سياسي، لكن برأيي الشخصي المتواضع، المجال الرياضي لا يعرف الطابوهات في الوقت الحالي في العالم العربي. ما هو رأيك في الإعلام العربي بصورة عامة، والمغرب خاصة، سيما وأنكَ اشتغلت في القنوات الوطنية قبل انتقالك إلى الجزيرة الرياضية؟ أعتقد أن الإعلام العربي بشكل عام، تطور كثيرا في السنوات الأخيرة بالنظر إلى التطور التكنولوجي الحاصل ، لكن الوصول إلى إعلام متطور حقيقي مازال يتطلب قطع أشواط طويلة. أما فيما يتعلق بالإعلام المغربي، وتحديدا الإعلام الرياضي، فاعتقد أنه لايزال ضعيفا، والسبب هو نقص الإمكانيات المادية التي تصنع التميز في قنوات أخرى، وقلة الاهتمام الذي يحظى به هذا المجال من قبل القائمين على الشأن في قنواتنا المغربية، فالرياضة باتت استثمارا ومشروعا ناجحا وجب دعمه ماديا، عن طريق شراء حقوق بث دوريات عالمية وبطولات دولية، وتجهيز استوديوهات تبهر المشاهد وتوفير الأجهزة والمعدات المتطورة، أما الموارد البشرية فموجودة والحمد لله في المغرب، لا تنقصها إلا الرعاية والاهتمام. يرى البعض أن الإعلام في العالم العربي، خصوصا المرئي منه، أصبح مضللا ويسير حسب الهوى والميول وبعيد كل البعد عن المهنية، بل إنَّ الإعلام الرياضي أضحَى في السنوات الأخيرة مرتعاً لكل من هب ودب، سيما وأنهُ أصبح ذا عوائد مالية كبيرة؟ ليس الإعلام الرياضي هو فقط من يحتاج إلى غربلة وتقويم، كل المجالات تحتاج إلى غربلة وتقويم، صحيح أن هناك عدد من المتطفلين على المهنة من ساقتهم الرياح إلى مناصب لا يستحقونها لكن المشاهد هو الحكم، فرسالة الإعلام واضحة وكشف الأسرار والحقائق بات سهلا في عالمنا الرقمي، أما عن التضليل وتسيير الأمور حسب الهوى فذاك موجود في مؤسسات إعلامية تفتقر أصلا للمهنية وتتحكم فيها لوبيات لا علاقة لها بالإعلام. ما هو سبب انتقال العديد من الإعلاميين المغاربة إلى القنوات العربية بالخليج، هل بسبب الضعف الذي يجدونه في قنوات المغرب، بتوجههم لتطوير أنفسهم هناك، أم لأسباب مادية بحتة؟ أسباب انتقال عدد مهم من الإعلاميين المغاربة إلى قنوات أجنبية راجع إلى عوامل متداخلة، نذكر منها الهبة والمكانة التي فرضتها قنوات، مثل الجزيرة الرياضة على الساحة العربية والعالمية، ومنها أيضا التطلع إلى مستقبل مشرق عبر اكتساب خبرات و تجارب عديدة قلما توفرها قنواتنا المغربية، إضافة إلى ظروف العمل الملائمة، دون أن ننسى العنصر الأهم، المتمثل في الجانب المادي، الذي يشكل نقطة جذب أولى، فكما لا يخفى على الجميع، الظروف المادية في قنواتنا المغربية ضعيفة جدا وأغلب الصحفيين الشباب يفتقرون إلى أبسط الأساسيات، كالراتب الشهري الذي يوفر العيش الكريم، والتغطية الصحية، وما إلى ذلك من الضروريات التي تفرضها طبيعة المهنة، نقاط تجعل من القنوات الأجنبية متنفسا وملاذا لعدد من الإعلاميين لإبراز طاقاتهم وتحسين وضعهم الاجتماعي. ما رأيك في الإعلاميين المغاربة بقنوات الجزيرة الرياضية؟ أعتقد إنني لست في مرتبة تؤهلني لإبداء رأيي في الإعلاميين المغاربة الذين يشتغلون بالجزيرة الرياضية، باعتباري واحدا منهم فنحن نشتغل في عالم مفتوح، ندخل من خلاله إلى بيوت الناس دون استشارة، والمشاهد هو صاحب الرأي الأول والأخير، لكنني بالنظر إلى مجاورتي لأغلبهم اعترف أن المغرب مصدر للطاقات وخزان للكفاءات التي تحتاج فقط إلى الفرصة والظروف الملائمة للاشتغال، وهذا ما نلمسه من خلال اشتغال العديد من الإعلاميين المغاربة سواء في المغرب أو خارجه.