ركزت صحف أمريكا الشمالية الصادرة اليوم الثلاثاء اهتمامها على عدد من المواضيع منها على الخصوص التغييرات التي يعتزم الرئيس باراك أوباما القيام بها برسم ولايته الثانية٬ ودخول قناة "الجزيرة" إلى السوق الأمريكية عبر اقتناء قناة (كارنت تي في)٬ واستماع لجنة شاربونو في كندا لشاهد جديد٬ وتعرض مصالح شرطة مدينة مونريال لهجوم إلكتروني. وهكذا٬ كتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن الولاية الرئاسية الثانية لأوباما تمنحه "حرية سياسية جديدة"٬ ستمكنه من تطبيق رؤيته الخاصة بأمريكا٬ من خلال "تعزيز إنجازاته التشريعية خلال الولاية الأولى". وذكرت الصحيفة بأن "أوباما لفت ٬ بمجرد فوزه في الانتخابات الأخيرة٬ انتباه خصومه الجمهوريين إلى أن إعادة انتخابه من قبل الشعب الأمريكي دليل على الدعم المطلق لمقترحاته في مجالي الضرائب والهجرة". وفي سياق متصل٬ لاحظت (بوليتيكو) أن الرئيس أوباما في حاجة إلى انضمام سيناتورات جمهوريين بالكونغرس إلى رؤيته في مجال العمل الحزبي٬ من أجل بلورة أجندته التشريعية الطموحة على أرض الواقع. وأوضحت الصحيفة أنه ينبغي على أوباما التحالف مع شركاء في الغرفة العليا٬ قادرين على توفير الدعم اللازم لتمرير إصلاح قانون الهجرة٬ والمشاريع المتعلقة بتشديد المراقبة على حمل السلاح٬ والسياسة الجبائية لتجنب الاقتطاعات المالية التلقائية المرتقبة بحلول شهر مارس المقبل في غياب أي اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين. ومن جهتها٬ اهتمت يومية (وول ستريت) بقضية الهجرة غير الشرعية٬ مسلطة الضوء على الصعوبات المرتبطة ب"تحديد الأجانب الذين لم يرجعوا إلى بلدانهم الأصلية بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم"٬ مشيرة إلى أن الأمر يتعلق ب"قضية حساسة تأتي في وقت يعمل فيه مجلس الشيوخ والرئيس أوباما من أجل إصلاح وتأهيل قانون الهجرة". وأبرزت هذه الصحيفة٬ المقربة من أوساط الأعمال٬ أن "مجلس الشيوخ بصدد دراسة السبل الكفيلة بتأهيل هذا القانون٬ مع التأكيد على ضرورة تحديد السلطات الفيدرالية للمهاجرين الذين يوجدون في وضعية غير شرعية بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم"٬ مؤكدة أن الولاياتالمتحدة "لا تتوفر في هذه اللحظة على نظام ناجع لمواجهة هذا المشكل". وعلى صعيد آخر٬ اعتبرت صحيفة (لوس أنجلس تايمز) أنه لم يتبق إلا أسبوعين قبل دخول الاقتطاعات المالية حيز التنفيذ٬ والتي ستمس العديد من القطاعات الحيوية بالنسبة للولايات المتحدة٬ مضيفة أن الرئيس أوباما يضغط على خصومه الجمهوريين من أجل التوافق بشأن مخطط ديمقراطي يوقف مؤقتا هذه الاقتطاعات. ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس النواب٬ الجمهوري جون بوينر٬ قوله أنه "بالنسبة للجمهوريين٬ فإن أي مخطط بديل لا ينبغي أن يحمل ضرائب جديدة"٬ وذلك في وقت لا يمانع فيه الرئيس الأمريكي من إجراء اقتطاعات تواكبها ضرائب جديدة على الأسر التي يصل دخلها السنوي أو يفوق مليون دولار. ومن جهة أخرى٬ أوردت صحيفة (يو إس أي توداي) نبأ اقتناء قناة (كارنت تي في) من قبل شبكة (الجزيرة) بقيمة 500 مليون دولار٬ تسلمها مالك القناة نائب الرئيس الامريكي الأسبق آل غور. ولاحظت اليومية٬ في مقال تحت عنوان (الجزيرة تقوم بعملية توسعية كبرى بالولاياتالمتحدة) أنه بهذه العملية٬ "تدشن (الجزيرة) لدخولها إلى بيوت نحو 41 مليون أسرة أمريكية". وفي كندا٬ وتحت عنوان "لجنة شاربونو..شاهد رئيسي آخر متمرد"٬ أشارت (لو دوفوار) إلى أن المقاول السابق نيكولو ميلييتو قال إنه سلم المال إلى زعيم عصابة نيك ريزوتو دون طرح أي سؤال. وقال كاتب المقال إن نيكولو ميلييتو "قلل من علاقات الأعمال والصداقة التي تربطه بزعيم عصابة ريزوتو نيك٬ بالإضافة إلى إعطاء تفسيرات ملتوية على المدفوعات النقدية لأفراد من العصابة"٬ مشيرا إلى أن" السيد ميلييتو لم يستغرق وقتا طويلا لوضع نفسه كشاهد متمرد أمام لجنة شاربونو" التي تحقق في قضايا تتعلق بالفساد في إدارة الصفقات العمومية في مجال البناء والتشييد في مونريال وأماكن أخرى في كيبيك. من جانبها كتبت مجلة (كيبيك إيبدو)٬ تحت عنوان "ميلييتو يلعب بورقة البراءة"٬ مشيرة إلى أن "نيكولو ميلييتو دافع (أمس) الاثنين عن براءته من التورط في شؤون العصابة". وذكرت صحف كيبيك أن مصالح الشرطة في مدينة مونريال كانت مجددا "ضحية" لهجوم إلكتروني٬ وذلك بالتزامن مع قمة التعليم العالي المقرر عقدها يوم 25 و 26 فبراير الجاري. وتحت عنوان "قراصنة يهاجمون من جديد مصالح الشرطة في مدينة مونريال" كتبت يومية (لابريس) أن "أسماء٬ ومهام وأرقام هواتف مئات الموظفين على مواقع الإنترنت٬ وتحذيرات موجهة إليها(مصالح الشرطة) قبيل انعقاد قمة التعليم العالي". وذكرت الصحيفة أنه وفقا لمعلومات الشرطة٬ فقد نفذ الهجوم الإلكتروني من طرف قراصنة يطلقون على أنفسهم إسم "الشعب"٬ كرد فعل على تصرف أحد أفراد شرطة مدينة مونريال. واهتمت صحف كيبيك أيضا بزيارة الحقوقية الأمريكية أنجيلا ديفيس لمونريال٬ وذلك في إطار "شهر تاريخ السود". وتحت عنوان "أنجيلا ديفيس تستنكر العنصرية البنيوية للولايات المتحدة"٬ ذكرت صحيفة (لو دوفوار) أن "المناضلة الحقوقية أنجيلا ديفيس تعتقد أنه بالرغم من أن انتخاب باراك أوباما لرئاسة الولاياتالمتحدة يؤشر على إحراز تقدم مؤكد في قضية الأمريكيين السود٬ فإن العنصرية ضد السود تظل حاضرة أكثر من أي وقت مضى في المجتمع الأمريكي".