إن التغيير سنة الله في خلقه منذ خلق الله الأرض ومن عليها.فالتغيير إذن في الأشياء، وفي الأحوال أمر طبيعي. يقول أبو البقاء الرندي: "" لكل شيء إذا ما تم نقصان // فلا يغر بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها دول// من سره زمن ساءته أزمان وهذه الدار لا تبقي على أحد // ولا يدوم على حال لها شان وهذا التغيير قد يكون نحو الأفضل.أو قد يكون نحو الأسوأ.وكيفما كان،فإنه يعتبر تغييرا بطبيعة الحال. وتبعا لهذا فالتغيير في الأدوار،وتحمل المسؤوليات،والمناصب...أمر طبيعي.ولكن الغير الطبيعي هو أن تتغير الأسماء،ولا تتغير تبعا لذلك العقليات. إن التغيير الحكومي في المغرب يحدث كما يحدث في كل دول العالم.تذهب حكومة وتحل محلها أخرى.والمفروض أن الحكومة الجديدة تأتي ومعها برنامجها المبني على دراسة للواقع الآني، والتخطيط للمستقبل الذي يكون فيه العمل على تعزيز الجوانب الإيجابية في البرنامج الحكومي السابق، والعمل على إصلاح جوانب الخلل التي سقط فيها،مع فتح آفاق جديدة لاستشراف مستقبل واعد يضمن الكرامة،والأمن،والافتخار بالهوية...للأجيال الصاعدة،ويسجع المبادرات،ويحفز الهمم للبذل،والعطاء، والخلق،والإبداع...ولكن مع الأسف في كل مرة يسمع المواطن،من هذا الحزب،أو ذاك الخطب الطنانة يشرح فيها ويسهب في الشرح البرنامج الواعد الذي جاء به،ويقطع فيها على نفسه وعدا أثناء الحملة الانتخابية: لإن انتخبتموني لأطبقن هذا البرنامج على أرض الواقع.ولأجعلن البسمة على كل الشفاه ووو...وبما أن شعبنا مؤمن، والمؤمن طيب،ولا يحب إلا طيبا فهو يختار من هذه البرامج ما يستجيب لطموحاته،وتطلعاته...وتمر الانتخابات بما لها وما عليها ويتسلم هذا الحزب،أو ذاك مقاليد السلطة.فتخبو تلك الجذوة.ويهدأ ذاك الحماس.وتتقلص تلك البرامج إلى عبارات من قبيل:لم تتحقق الأهداف المتوخاة لقلة الإمكانيات أو لقد تركت الحكومة السابقة ملفات كثيرة عالقة فنحن نعمل على تسويتها عملا بمبدأ:كلما جاءت أمة لعنت أختها وغيرها من التبريرات التي ،لكثرتها،لم تعد تخدع المواطن.وما عزوفه عن التصويت في الانتخابات السابقة إلا دليل على ذلك.وسيتكرر الأمر نفسه في الانتخابات اللاحقة لأنه قد وعى،وأدرك تمام الإدراك أنه" ليس في القنافذ أملس".وأن التسابق وإنفاق الغالي والنفيس من أجل حجز مقعد هنا أو هناك ليس من أجل سواد عيون المواطن،وإنما لحاجة في نفس يعقوب.ما دام لا وجود لعبارة"من أين لك هذا"في القاموس المغربي. وعلى أي ،فسواء تحمل المسؤولية هذا الفريق،أو ذاك أو "كل على بعض"فدار لقمان ستبقى على حالها إلى ما شاء الله.وكان الله في عون رعية أهل الدار.