اختارت جماعة العدل والإحسان "الاحتفاء" بذكرى رحيل القائد الكبير الراحل محمد بن عبد الكريم الخطابي بطريقتها الخاصة، حيث أفردت أخيرا حيزا في موقعها الرسمي على الانترنت نشرت من خلاله فقرات من كتاب المرشد الراحل الشيخ عبد السلام ياسين "حوار الماضي والمستقبل" تحدث فيه عن جهاد محمد بن عبد الكريم الخطابي ومرجعيته وسيرته. وأورد موقع الجماعة ما ذكره ياسين بخصوص ابن عبد الكريم الخطابي، حيث قال عنه "إن الإيمان بالله وباليوم الآخر كان عقيدَتَه، والقرآن كان شاهِدَه، وكانت سعادةُ الدارين مطلبَهُ لنفسه وللمسلمين، كان مذهبُه في علاج آلام الماضِي وانحرافات الماضي واضحا، وكانت له رُؤيَةٌ مستقبليَّة في كيفية طَيِّ صفحاتٍ لا تَسُرُّ". وأوضح ياسين في كتابه بأن هذا البطل المغوار كان قد "رَتّب في جمهوريته نظاما متكاملا كأحدث ما يَكون النظام، في نطاق وسائله المحدودةِ، وفي معمعان حرب لم تتوقف يوما واحدا طيلة ستة أعوام، حيث كان له مجلسٌ وطنيٌ مكَوّنٌ من ممثلي القبائِل يشاورُهم - وهو قائد حرب ورئيس دولة - في شؤونهم المدنية والعسكرية. وكانت شؤونا متداخلة، إذ لم يَكن هناك جيش منظّم متفرغ للجهاد، إنما كان الشعب كله مُعبأً، يُطِل هذا على بيْدَر حِصاده إطلالة، ثم يَخِف إلى ميدان القتال". وسرد كتاب ياسين، الذي نشر موقع الجماعة مقتطفات منه، خصال الراحل الخطابي بأنه "أقام العدلَ فَخلَت السجون إلاَّ مِنْ أسرى الحرب، وأقام الزكاة الشرعية فاستغنى الفقير، كما أن العدل كان هاجِسَهُ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، نموذجه كما يدُل على ذلك لقبُه الذي اختاره تيمُّناً، وَوَرثَهُ نسباً، فهو من ذرية عمر الفاروق رضي الله عنه؛ رجل الإيمان، وجهاد المؤمنين، شغلاَ العالَم قاطِبةً طيلة ست سنوات، فزِعت أوربا واهتز حُلْم الاستِعْمَار". وكانت الجماعة قد نظمت بالناظور، قبل أيام قليلة، احتفالا بمناسبة مرور 50 عاما على وفاة ابن عبد الكريم الخطابي تحت شعار "محمد بن عبد الكريم الخطابي: البطل المؤمن المجاهد العبقري"، عُقدت فيها ندوة علمية حول شخصية هذا المجاهد، والمرتكزات الفكرية لمشروعه، وتجربته الحركية، فضلا عن ملامح من الجهاد السياسي والعسكري لبطل الريف.