ليلة يوم الأحد 4 مارس 2012 ، اليوم الذي دفن فيه المفكر والمناضل المغربي أبو بكر القادري ، رحمة الله عليه ، كتبت مقالا باللغة الفرنسية تحت عنوان "دوزيم وعقدة اليهود المغاربة" 2M et le syndrome du juif marocain كتبت هذا المقال اثر بث القناة "دوزيم"، ليلة يوم الأحد 4 مارس 2012 ، فيلما وثائقيا يحكي عن حياة الكاتب ادمون عمران المالح ، المناضل المغربي في صفوف الحزب الشيوعي المغربي وعدو الصهيونية الفتاكة. تساءلت عبر هذا المقال عن انعدام وجود الروح المغربية الوطنية عند اللذين يسيرون "دوزيم" وينهبون يوميا هويتنا المغربية واللغوية. تساءلت لماذا لم تقدم "دوزيم" برنامجا ولو قصيرا عن حياة المجاهد أبو بكر القادري الذي ودعنا يوم السبت 3 مارس 2012 اليوم الذي بث فيه الفيلم الوثائقي عن ادمون عمران المالح. انتظرت طويلا من يجيبني عن تساؤلي حول غياب بث برنامج عن المناضل الكبير أبو بكر القادري (رحمة الله عليه) . فهاهي "دوزيم" تعطيني الجواب ليلة يوم الأحد 8 أبريل 2012 وذلك عبر بثها لشريط وثائقي اسمه "من تنغير الى جيروزاليم"، الذي يتكلم عن حفنة من المغاربة اليهود الموجودين حاليا "بتنغير" وعن اليهود ذوي الجذور المغربية الذين يعيشون بإسرائيل. فهذا الشريط الوثائقي له ثلاثة أهداف متساوية . أولها جلب العاطفة والتعاطف المطلق مع اليهود المغاربة الذين فضلوا مغادرة بلدهم المغرب للذهاب الى اسرائيل والاستقرار بها والعيش فيها. ثانيا فتح باب من أبواب التطبيع الاقتصادي مع اسرائيل. ثالثا المتاجرة باليهود المغاربة البسطاء والفقراء الدين هاجروا الى اسرائيل التي أسكنتهم "كيبوتزات" تجري من تحتها الكراهية و العنصرية والحقد الطبقي. فهذا الشريط الوثائقي الذي لا يختلف عن الأشرطة الوثائقية التي سبق للمنتجة الفرنسية ذات الجذور المغربية ازا جينيني وللمخرجة والمنتجة الفرنسية ذات الأصل التونسي سيمون بيتونو اللمخرجة الكندية من جدور مغربية كاتي أوهنا ، تصويرها و تسويقها و المتاجرة بها من 1980 الى يومنا هذا. الفيلم الوثائقي المعنون "من تنغير الى جيروزاليم" لمخرجه الفرنسي كمال هشكار لا يستحق كل هذه الضجة التي تقوم حوله حتى تناقش في البرلمان المغربي برمجته في المهرجان 14 للفيلم المغربي. كان لهذه المهزلة أن لا تحدث لو كان المسئولون عن "دوزيم" يتوفرون على حس وطني واحترام للشعب المغربي ، لما كانوا يشترون هذا الفيلم الوثائقي ويبثونه على قناتهم الفرنكوفونية. لو كان المدير العام للمركز السينمائي المغربي يحترم اخلاقيات المهرجانات التي تستحق هذا الاسم لما كان عليه أن يبرمج في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني 13 للفيلم المغربي فيلما وثائقيا كنديا صور في 2005. وها هي المهزلة تتكرر ببرمجة المعنون "من تنغير الى جيروزاليم" في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني 14 للفيلم المغربي الذي سينطلق في فاتح فبراير 2013.