سلطت الصحف الصادرة اليوم الجمعة في العالم العربي الضوء بالخصوص على الغارة التي نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي في عمق التراب السوري وتطورات الاوضاع السياسية والاجتماعية والامنية في سورية ومالي ومصر والأردن والجزائروتونس. ففي تطورات الأزمة السورية٬ سجلت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن قلق روسيا من الغارة الجوية الاسرائيلية على مركز عسكري للبحوث العلمية في سورية٬ معتبرة انها تشكل٬ إذا ما صحت٬ انتهاكا للسيادة السورية.وأشارت الى أن الموقف الروسي يأتي في تزامن مع توجيه الإدارة الأمريكية أمس تحذيرا لسورية من مغبة محاولة نقل أسلحة الى حزب الله اللبناني. وفي ارتباط بالموضوع ذاته٬ كتبت صحيفة" الشرق الأوسط"عن توعد سورية ٬ على لسان سفيرها في بيروت علي عبد الكريم علي٬ بأن خياراتها مفتوحة ولديها مفاجآت للرد على إسرائيل. كما نقلت عن نائب وزير الخارجية الإيراني قوله أن الغارة ستكون لها تداعياتها على تل أبيب. وأشارت من جهة أخرى إلى أنه على الرغم من انخفاض سقف التوقعات بنشوب حرب انتقامية من جانب حزب الله أو سورية ردا على قصف الأراضي السورية٬ فإن قيادة الجيش الإسرائيلي دخلت في حالة تأهب٬ ونقلت عدة بطاريات من "القبة الحديدية" إلى الشمال وعززت آلياتها المدرعة وكثفت الطيران فوق الحدود السورية واللبنانية. وفي الشأن المصري٬ كتبت "القدس العربي" عن اتفاق القوى السياسية المصرية امس على وثيقة للأزهر تدعو الى نبذ العنف ٬ فيما دعا شباب جبهة "الانقاذ" الى مظاهرات حاشدة اليوم في ما اسموها 'جمعة الخلاص' لإسقاط النظام. وأشارت الصحيفة إلى ترحيب رئاسة الجمهورية المصرية بتوقيع القوى السياسية بمختلف توجهاتها الوثيقة في مشيخة الازهر ٬مبرزة أن الأمر ينطوي على ضربة قوية للرئيس محمد مرسي الذي رفضت المعارضة دعوته للحوار قبل ثلاثة ايام. واعتبرت صحيفة" العرب" أن توقيع القوى السياسية المصرية على وثيقة الأزهر لنبذ العنف وتبني خيار الحوار لحل مختلف القضايا العالقة٬ يعكس المنزلة الاعتبارية لمؤسسة الأزمة في نفوس المصريين بما في ذلك الكنيسة٬ مشيرة إلى أن مبادرة الأزهر نجحت في ما عجز عنه الرئيس مرسي في مرات سابقة. ومن جهتها أكدت صحيفة "الحياة" أن تحقق الإجماع حول وثيقة الأزهر٬ يخفف من حدة الجدل الذي أثاره تصريح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الذي حذر الفرقاء من أن استمرار الصراع على السلطة يهدد تماسك البلاد وقد يؤدي إلى انهيارها٬ وما تبعه من مطالبة المعارضة بدور للجيش في الحوار مع السلطة لضمان تنفيذ نتائجه. وأضافت من جهة أخرى أن التظاهرات التي دعت إليها قوى المعارضة والحركات الثورية في مختلف المحافظات اليوم تحت اسم "جمعة الخلاص" تشكل تحديا جديدا لمدى صمود الحكم أمام حركة الاحتجاجات التي تدخل أسبوعها الثاني اليوم٬ كما تختبر أيضا قدرة المعارضة على استمرار الحشد من أجل الضغط على السلطة لتلبية مطالبها. وفي موضوع آخر٬ كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" عن أولى بوادر هبوب رياح التغيير المؤجل في الجزائر جراء تداعيات الربيع العربي٬ بعد أن أطاحت اللجنة المركزية لíœ"جبهة التحرير الوطني" الجزائرية٬ الحزب الأغلبي في البلاد٬ أمس الخميس بأمينها العام٬ عبد العزيز بلخادم. واعتبرت صحيفة "العرب" من جانبها أن سحب الثقة من بلخادم يعد بداية "تحرر" جبهة التحرير في الجزائر٬ مشيرة إلى أن الحزب الذي يمتلك أغلبية مقاعد المجلس الوطني الشعبي بعد انتخابات 10 ماي 2012٬ يعيش منذ أشهر عدة على وقع أزمة عميقة وغير مسبوقة. أما صحيفة "الحياة" ٬ فاعتبرت أن سحب الثقة من عبد العزيز بلخادم يوجه ضربة شديدة إلى اي طموح قد يكون لديه بخلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات الرئاسة العام المقبل٬ في حال قرر رئيس الجمهورية عدم الترشح لولاية رابعة. وأضافت أن تنحية بلخادم من منصبه تأتي بعد أسابيع من تنحية أخرى "طوعية" لأحمد أويحيى من أمانة التجمع الوطني الديموقراطي٬ الحزب الثاني من حيث الحجم في الجزائر٬ مشيرة إلى أن اسم الرجلين كان يطرح باستمرار في أي منافسة محتملة على الرئاسة. وبخصوص تطورات العملية العسكرية في مالي٬ أشارت صحيفة "الحياة" التي تصدر من لندن إلى ظهور مؤشرات أمس الخميس لتحرك المجموعات الجهادية على أطراف المدن الكبرى شمال البلاد التي استعادتها القوات الحكومية المالية والفرنسية في الأيام الأخيرة٬ مؤكدة أن الحذر من الاستراتيجية "غير المعروفة" للمسلحين منع توسيع الجيش الفرنسي انتشاره في كيدال٬ بعد يومين من سيطرته على مطارها. وأضافت أن القوات الفرنسية تتريث قبل التقدم إلى جبال إيفوقاس شمال كيدال من أجل تحرير سبعة رهائن فرنسيين خطفهم إسلاميون في النيجر ومالي عامي 2011 و2012. وخصصت الصحف الأردنية٬ الصادرة اليوم حيزا كبيرا من اهتماماتها للسباق الذي يخوضه النواب الأردنيون لتشكيل كتل نيابية ٬تساهم في تشكيل أول حكومة برلمانية٬ وذلك بعد تأجيل اجتماع البرلمان في دورة غير عادية٬ كانت مقررة عقب الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية٬ التي جرت يوم 23 يناير الماضي. وفي هذا السياق ذكرت صحيفتا (الدستور) و(العرب اليوم) بالخصوص أن تأجيل انعقاد هذه الدورة إلى غاية العاشر من فبراير الجاري٬ يهدف إلى إعطاء الفرصة الكافية لكي يأخذ النواب وقتهم للتنسيق والتشاور والخروج بكتل نيابية قوية وناضجة٬ تمهيدا لفكرة الحكومات البرلمانية٬ وإتاحة المجال للمشاورات اللازمة لتشكيل الحكومة الجديدة. وانصب اهتمام الصحف القطرية الصادرة اليوم على الغارة الجوية التي نفذتها طائرات إسرائيلية ضد أهداف في عمق الأراضي السورية ٬ودعوة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الى اخلاء المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وهكذا٬ استنكرت صحيفة (لراية) الغارة الجوية العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت ريف دمشق "والتي هدفت كما يبدو إلى خلط الأوراق في ما يجري بسورية منذ 22 شهرا "٬ مبرزة انه "لم يكن للعدوان الإسرائيلي المدان على دمشق أن يحدث لو كان لدى إسرائيل ذرة يقين واحدة أن النظام السوري يمكن أن يرد على عدوانها أو على الأقل أن يتصدى لطائراتها وهي التي تمادت في جرائمها وانتهاكها للأجواء السورية أكثر من مرة دون رد من النظام". وأكدت الصحيفة أن عبارات الشجب والإدانة والتنديد ومطالبة جامعة الدول العربية المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته بوضع حد لتمادي إسرائيل في اعتداءاتها على الدول العربية" كلها لا تجدي أمام حقيقة واضحة أن إسرائيل استباحت مرة أخرى السيادة الوطنية السورية وخالفت عن سبق إصرار ميثاق الأممالمتحدة وقواعد القانون الدولي وخرقت الاتفاقيات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن وهي على كل حال لا تعبأ بكل هذه القوانين والمواثيق ولا تلقي لها بالا." وبخصوص دعوة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس في جنيف الى اخلاء المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ٬ أكدت صحيفة (الوطن) أن هذه الدعوة " تمثل انتصارا جديدا ومهما للقضية الفلسطينية (..) و جاءت لتؤكد حقيقة ساطعة٬ وهي أن كل أوهام إسرائيل بأنها تستطيع تحقيق مكاسب على الأرض٬ بغير سند شرعي من القانون الدولي مآلها الفشل". وتركز اهتمام الصحف الإماراتية الصادرة اليوم على مواضيع سياسية واقتصادية دولية ٬أبرزها مخاطر وصول اليمين الإسرائيلي إلى السلطة دون قاعدة عريضة٬ ومغامرات اسرائيل في المنطقة بقصف طائراتها لمركز عسكري للبحوث العلمية قرب دمشق. وهكذا كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحية بعنوان " ما تريده إسرائيل " أن "اليمين الإسرائيلي يوجد حاليا في ورطة بعد وصوله إلى السلطة دون قاعدة عريضة تجعله يمضي قدماً في تنفيذ برنامجه"٬ مشيرة إلى أنه حينما "لا يستطيع من يصل إلى السلطة تحقيق رؤاه وأهدافه٬ فإنه يضطر في العادة للبحث عن مخارج أخرى حتى يغطي الإخفاق في تحقيقها". ولاحظت الصحيفة أن "هذا اليمين أيضا منقسم بين من يريد الضم الكامل للضفة الغربية ومن يريد الضم الجزئي وكل واحدة من الجهتين تحمل في طياتها مخاطر مختلفة على اسرائيل وهذا الواقع بحد ذاته قد يقود الذين يقفون على أرض التطرف إلى المغامرة"٬ مشيرة إلى ان هذه العوامل جميعها قد تقود اسرائيل في اتجاه "الانصياع السلبي لمتطلباتها بمعنى القبول بالمراوحة في المكان والمضي فقط في ما اعتادت فعله في الأراضي المحتلة ...وهذا خيار غير مريح لها إيديولوجيا وسياسيا". وفي مصر ركزت الصحف الصادرة اليوم اهتمامها على الدعوة التي وجهتها قوى سياسية لتنظيم مسيرات صوب القصر الرئاسي اليوم٬ حيث كتبت"روز اليوسف" أنه في تصاعد لحالة الاحتقان الشعبي قررت القوى الثورية الخروج في مسيرات حاشدة تحت شعار"جمعة الخلاص" للمطالبة ب "إسقاط الرئيس وحكم المرشد". واشارت "الشروق" إلى أن قصر الاتحادية "بات في مرمى المظاهرات" مبرزة أن على الدولة في ظل الوضع الراهن تأجيل اتخاذ قرارات حتى ولو كانت ضرورية وعاجلة لأي إصلاح سياسي أو اقتصادي إذا كان من شأنها إغضاب الجماهير وإثارتها والعمل بالمقابل على الاستجابة للمطالب الشعبية حتى ولو حملت الدولة تكاليف مالية باهظة٬ فيما كتبت "الأهرام" أنه لن يتم تحقيق العيش والاستقرار في ظل الوضع الحالي الذي يميزه الاحتقان بين القوى السياسية٬ محذرة من تحول المعارضة إلى مراكز قوة داخل الدولة تلوح بإشعال النار في البلد وإثارة الفوضى. ونقلت "الأخبار" عن مصدر من النيابة العامة أن نيابة أمن الدولة العليا تحقق مع عدد من عناصر ما بات يعرف ب "البلاك بلوك" بعد ضبط عدد منهم وبحوزتهم مخططات أجنبية تتضمن مواقع لمنشآت حساسة واستراتيجية وتوجيهات لإشعال النار فيها ٬فيما عادت "الحرية والعدالة" لانتقاد دعوة محمد البرادعي للحوار واعتبرتها "سما في العسل" مبرزة ان البرادعي يسعى للمناورة من اجل الخروج من المأزق الذي وقع فيه بعد انكشاف دور الميليشيا التابعة لجبهة الإنقاذ في نشر العنف. ومن بين المواضيع التي انصب عليها اهتمام الصحف التونسية الصادرة اليوم ٬المخاطر الإرهابية التي أصبحت تهدد تونس والمنطقة المغاربية عموما ٬ في ضوء تداعيات الحرب في مالي وعملية احتجاز الرهائن في عين أميناس ٬ جنوبالجزائر من قبل مجموعة إرهابية يوجد من بين أعضائها 11 تونسيا . وفي هذا الصدد أبرزت صحف "الصباح " و"الصريح" و "التونسية" و "الشروق" بعناوين بارزة ٬الأخبار الواردة من الجزائر حول ما كشف عنه المدعو "أبو طلحة التونسي" أحد عناصر المجموعة الإرهابية التي نفذت عملية الهجوم على مجمع الغاز بعين أميناس من أن عشرات الجهاديين التونسيين يتدربون في شمال مالي لتنفيذ هجمات إرهابية في تونس. ونقلت هذه الصحف عن من وصف بالإرهابي التونسي ٬ واسمه الحقيقي "دربالي لعروسي"٬ المنحدر من مدينة سليانة٬غرب تونس العاصمة ٬ والذي يجري التحقيق معه في الجزائر٬ قوله أن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"٬ كان يخطط لتنفيذ اعتداءات إرهابية في تونس على غرار تلك التي تم تنفيذها في الجزائر٬ مشيرا إلى أن عشرات التونسيين "المناوئين للنظام القائم " يتدربون في شمال مالي من أجل ضرب تونس بالتنسيق مع الخلايا النائمة ٬التي يجري العمل على تجنيدها والتنسيق معها لتنفيذ هذه العمليات وتحديد المواقع التي ستكون هدفا لها ضمن مخطط يجري إعداده من قبل قيادة التنظيم الإرهابي قصد تنفيذه في أقرب الآجال". وفي هذا السياق كتبت جريدة "الشروق" نقلا عن مصادر تونسية "مطلعة" قولها أن أكثر من 100 من العناصر المنتمية إلى الجماعات الإسلامية المسلحة يختفون في مناطق جبلية تابعة لولاية القصرينجنوب غرب تونس على الحدود مع الجزائر. وارتباطا بالموضوع نفسه نشرت الصحيفة ذاتها ملفا حول الحرب في مالي وتداعياتها على بلدان المغرب العربي ٬ أبرزت فيه استنادا إلى عدد من الخبراء المحليين والمغاربيين ٬ التهديدات التي أضحت تستهدف بلدان المنطقة٬ حيث اعتبر الباحث التونسي ٬منصف وناس أن حرب مالي تحمل "مخاطر وتهديدات حقيقية على الاتحاد المغاربي كهيكل وكدول"٬ محذرا من احتمال أن تدفع هذه الحرب التنظيمات المسلحة المستهدفة بالحرب إلى البحث عن مواقع جديدة قد تكون تونس من بينها". ومن جانبه قال الباحث الليبي٬ أحمد الذيب للصحيفة أن ما تبقى من "سلاح القذافي" أصبح يمثل خطرا حقيقيا على دول المنطقة ٬معتبرا أن ما حدث في عين أميناس "لم تنته تداعياته ٬ بل كان بداية لمسلسل رعب قد يطال كل الدول المغاربية بلا استثناء"٬ ودعا إلى تعجيل التحرك من أجل التصدي لهذه الأسلحة ومنع تصديرها إلى الجماعات المسلحة. وتركز اهتمام الصحف اللبنانية٬ الصادرة اليوم بالخصوص حول المبادرة التي قدمها النائب سعد الحريري رئيس (تيار المستقبل) المعارض٬ وتأكيد "الائتلاف الوطني السوري" (معارضة) ألا حوار مع النظام السوري إلا على رحيله٬ وتداعيات قصف مقاتلات إسرائيلية لهدف في ريف دمشق٬ فجر الأربعاء الماضي٬ تباينت المعلومات حول طبيعته. فقد تحدثت صحيفتا (المستقبل) و(النهار) عن دعوة الحريري٬ في لقاء مع المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي) أمس ٬ إلى إجراء الانتخابات في موعدها المقرر دستوريا٬ واعتماد نظام الدوائر الصغرى٬ وتشكيل مجلس شيوخ٬ والنص في مقدمة الدستور على (إعلان بعبدا) الذي يؤكد على المصالحة والتوافق والنأي بالنفس عن صراعات الآخرين على التراب اللبناني. وأوردت صحيفة (المستقبل) أيضا تأكيد "الائتلاف الوطني السوري" على أن أي حوار مع النظام لن يكون إلا على رحيله٬ و"ذلك غداة الإعلان المفاجئ لرئيسه أحمد معاذ الخطيب حول استعداده المشروط للحوار مع ممثلين للنظام"٬ مشيرة إلى أن "البحث في هذا الملف الشائك أرجئ إلى 18 فبراير" الجاري خلال جدول أعمال مجلس خارجية الاتحاد الأوروبي.