القبلة التي اقصدها هنا اغلبنا يعرف قصتها، من الطيارة إلى الفيسبوك مرورا بالصحافة والسياسة .. لكن الغريب أنه لا أحد من المغاربة على ما يبدو كان يفكر يوما في قبلة يمكن أن تتحول في يوم من أيام الربيع العربي إلى صورة احتجاجية، أو «حركة احتجاجية» أو قل هكذا، وكيف يمكن أن نفهم أن القبل يمكن أن تذيب جبال الجليد بين التخلف والتقدم، وتجعلنا في المراتب الأولى للدول المتحضرة .. ونحن لا نتأدب حتى مع الحب . ترى كم قبلة نحتاج لبناء دولة لا فساد ينخرها، دولة فيها تنمية اقتصادية وثقافية، فيها علوم وحضارة، فيها خير وسعادة .. كم قبلة نحتاج لإيجاد حلول عاجلة لمشاكلنا في التعليم والصحة ؟ كم قبلة نحتاج للدفاع عن كرامة المواطنين ؟ كم قبلة نحتاج ل ... كان على أفلاطون وهو يرسم ملامح جمهوريته ألا يجعل على هرم السلطة الفلاسفة، بل وحسب سياق الإحتجاج بنشر القبل ان يجعل عليها من يحتج بأكبر قبلة .. وبالمناسبة إن أفلاطون طرد الشعراء من جمهوريته شر طردة. يبدو أن من فكروا في نشر قبلاتهم كطريقة في الاحتجاج لم يفكروا قط لا في جمهورية أفلاطون وفي في مدينة الفارابي الفاضلة؛ لأنهم بعيدون كل البعد عن الفكر الفلسفي والفن العقلاني. تخيل مدينة تحتج بالقبل ... حينها ستتغير معاني المدنية لتصبح « المدينة المائعة » وسيندم الفارابي على تسمية مدينته بالفاضلة . إن كنا نقبل الحق في الاختلاف فنحن لن نقبل الحق في نشر القبلات على الناس بدعوى أنها في الأصل «قبلة حلال» لزوجين، وإلا فلن يكون هناك اختلاف بينه وبين أولائك الذين يعبرون عن غضبهم بالوقوف في الميادين ربنا خلقتنا .. طبيعتنا كمغاربة تجعلنا نخجل من قبلة في شاشتنا الصغيرة أمام مجلس العائلة، وها نحن الآن قد كبرنا وصار لنا فيسبوك ولا حرج أن يخجل الإنسان من نفسه في نشر خصوصيته على الحائط وإلا فنشرها سيتحول إلى غسيل فاسد ! سبب واحد يمكن أن يكون من وراء هذه « الحركة الاحتجاجية » هو فقدان القبلة - في حد ذاتها- لقيمتها الإنسانية .. عندما تصبح أمام الناس بلا حجاب ! حتى تعلموا أن الخبل لا يمس فقط التطرف،وأنه ليس لصيقا بالتيارات الإسلاموية وحدها وإنما هو متجذر في كل من يدعي الليبرالية عندما تصبح الحرية الفردية شذوذ عن سلوك المجتمع .. وعجب يريد فصل روح القيم عن سلوك الإنسان.. الله يرحم ضعفنا .. https://www.facebook.com/belhamriok