عندما تحدث إلينا مهدي بنعطية قلب دفاع المنتخب المغربي عقب التعادل السلبي أمام أنغولا مساء السبت في "الملعب الوطني" بجوهانسبورغ، في الجولة الأولى ضمن منافسات المجموعة الأولى، بدا مرتاحا ذهنيا ومتفائلا بشأن انتزاع تأشيرة التأهل إلى الدور ربع النهائي. وعندما سألناه عن ذكريات النسخة الأخيرة من كأس الأمم الأفريقية 2012 التي خرج منها المغرب منذ الدور الأول، كانت ردة فعله شديدة ومباشرة: "لا تحدثوني عن دورة 2012، الأهم هو ما نعيشه الآن في جنوب أفريقيا"! هذا نص الحديث الذي دار بيننا. كان المدرب المغربي رشيد الطاوسي أعلن قبل المباراة أمام أنغولا أنه يتعين على المغرب الفوز بالنقاط الثلاث لمحو كأس الأمم الأخيرة من ذاكرة المغربيين. هل تعتقد أن هذا التعادل السلبي في المباراة الأولى إخفاق بالنسبة إليكم؟ لا أعتبره إخفاقا على الإطلاق! وأؤكد لك أننا لسنا محبطين، بل نحن عازمون على التأهل إلى ربع النهائي والخروج من هذه المجموعة منتصرين متفائلين لكسب التأشيرة. صحيح أن الهدف أمام أنغولا كان هو الفوز، والفوز هو دائما هدفنا وهدف كل المنتخبات المشاركة. ولكن لا تنظر فقط إلى النتيجة، بل ركز كذلك على الأداء الجيد الذي قدمناه وعلى معنويات اللاعبين المرتفعة جدا وعلى المردود الفردي والجماعي الذي التزمنا به طوال المباراة. ما يسرني أن اللاعبين كلهم أظهروا رغبة شديدة في الدفاع عن الألوان الوطنية وإهداء الشعب المغربي فوزا بمناسبة دخولنا المنافسة القارية. وهذا رد من كل واحد منا على الانتقادات التي طالما انهالت علينا في السابق بخصوص شعورنا بمسؤولية حمل الألوان الوطنية. الفوز لم يتحقق أمام أنغولا ولكن لا أحد ينفي أننا لعبنا المباراة بجدية وروح التضحية. وهذه صفات جميلة وعلامات تؤكد أننا في الطرق الصحيح. نحن مصرون على التأهل، ولذلك ينبغي علينا تسجيل الأهداف في المباراتين المقبلتين [أمام الرأس الأخضر يوم الأربعاء 23 يناير وجنوب أفريقيا في 27 يناير]. أداء المنتخب المغربي كان جيدا في الشوط الأول، ولكنه تراجع في الشوط الثاني، ما السبب برأيك؟ لقد لعبنا مباراة جميلة وكنا مركزين على احتكار الكرة والفوز بالمباراة. أعتقد للأسف أن نقص الفعالية حال دون ذلك. لو تمكنا من افتتاح باب التسجيل في المرحلة الأولى لفزنا بالنقاط الثلاث من دون شك. منذ ثلاثة أسابيع والصحافة تتحدث عن أنغولا وعن مانوتشو [قلب هجوم منتخب "الغزلان السوداء" ونجمها، الذي يلعب بنادي بلد الوليد الأسباني]، الحقيقة أننا لم نجد لهما أثرا على "الملعب الوطني"، بل سيطرنا على المباراة. ولكني لا أنكر أنهم عادوا في اللقاء، لاسيما في المرحلة الثانية وحسنوا أدائهم الدفاعي واستعادوا الثقة في النفس. الجماهير المغربية الآن بانتظار فوز أمام الرأس الأخضر وجنوب أفريقيا للتأهل إلى ربع النهائي. كيف ترى هاتين المباراتين؟ وأيهما أصعب؟ كما قلت سابقا، الهدف في كل مباراة هو الفوز. المؤكد أن الأوراق بأيدينا، ونحن متفائلون جدا لكسب تأشيرة التأهل، ما يعني أننا بحاجة للفوز على الرأس الأخضر وجنوب أفريقيا. لدينا ثلاثة أيام لتحضير المباراة أمام الرأس الأخضر، فإن فزنا بها سنضع قدما في ربع النهائي. فلا يبقى علينا سوى التحضير جيدا نفسيا وبدنيا والإيمان بأن التأهل في متناول المغرب. ❊ ينشر بالاتفاق مع فرانس 24