أمام زامبيا وناميبيا ربحنا الإيقاع وروح المجموعة كأس إفريقيا معركة عليك الفوز بأغلب جولاتها لتتوج بطلا لم أظلم الحافيظي.. مباراة أنغولا مفتاح الدورة والفوز يضعنا على خط العبور تحن جاهزون نفسيا، بدنيا وتقنيا والله الموفق في هذا الحوار يتحدث الناخب الوطني رشيد الطوسي عن أهم الخلاصات التي إستنتجتها من خلال المعسكر الإعدادي الذي خاضه الفريق الوطني بجوهانسبورغ استعدادا للنهائيات كأس إفريقيا التي ستحتضنها جنوب إفريقيا في الفترة ما بين 19 يناير و 10 فبراير، وهو المعسكر الذي أجراه فيه الفريق الوطني ثلاث مباريات ودية الأولى ضد منتخب زامبيا بطل إفريقيا، ومنتخب ناميبيا ثم فريق فتيس أونيفرسيتي من جنوب إفريقيا. كما يقودنا الحديث إلى مدى جاهزية الفريق الوطني للكان وإندماج اللاعبين مع المناخ والأجواء قبل بداية المنافسات، وهذا عامل إيجابي للعناصر الوطنية يقول رشيد الطوسي الذي بدا متفائلا قبل مواجهة منتخب أنغولا في أول محك حقيقي للأسود الذين يتطلعون إلى الفوز فيها لضمان نسبة مائوية كبيرة للمرور إلى الدور الثاني. - المنتخب: بداية ما هي الإنطباعات التي خرجت بها حول المعسكر الإعدادي للفريق الوطني الذي يوشك على نهايته؟ الطوسي: أظن بأننا عشنا جميعا كأسرة واحدة منذ حلولنا بأرض جنوب إفريقيا، إذ كان الإنسجام عاملا أساسيا بين جميع مكونات البعثة المغربية، وهذا ما حفزنا على تطبيق البرنامج الإعدادي الذي سطرناه لهذا المعسكر كطاقم تقني للفريق الوطني، من جانب آخر لا بد وأن نثني على هؤلاء اللاعبين الذين أبانوا على انضباط كبير طيلة هذا المعسكر وحس وطني كبير من أجل الدفاع عن القميص الوطني أحسن دفاع وتشريفه في هذا المحفل الإفريقي الكبير، إنطباعاتي بكل تأكيد ستكون متفائلة، خاصة بعد أن أظهر اللاعبون حماسا كبيرا لإسعاد الجمهور المغربي هذه المرة، وأبرزوا مؤهلاتهم في المباريات الودية، وأن العروض التي قدموها طمأنتنا نحن كطاقم تقني وبالتالي سنعمل على توظيف اللاعبين بشكل جيد في المباراة الأولى أمام أنغولا، بعد أن نكون قد قمنا بتصحيح جميع الأخطاء التقنية التي إرتكبناها في المباريات الودية، الإنطباع الأساسي الذي يمكن التركيز عليه هو إستئناس اللاعبين مع المناخ الذي يسود جنوب إفريقيا، وهذا عامل مهم، إذ أن اللاعبين إندمجوا تدريجيا مع المناخ والطقس، وهذا طبعا إحدى الأوراش التي اشتغلنا عليها وكان لا بد من خوض معسكرا إما بالبلد الذي سينظم التظاهرة أو في بلد آخر يشبه مناخه جنوب إفريقيا.. الآن وصلنا إلى خلاصة مهمة وهي أننا جاهزون بدنيا وتقنيا وتكتيكيا، ووصلنا إلى المرحلة الأخيرة من التحضير، حيث لا مسنا كل ما يربط بالمباراة الأولى أمام أنغولا التي نراهن على الفوز فيها، بحيث أننا عملنا كطاقم تقني على مناقشة مباراة بمباراة، على أننا قمنا بتشريح شامل لكل المنتخبات التي سنواجهها حتى يكون اللاعبون على بينة ومعرفة دقيقة بأسلوب لعب هذه المنتخبات.. أنا متفائل وأستمد هذا التفاؤل من حماس اللاعبين الذين تم تجريبهم بالكامل ووقفنا عند مؤهلاتهم وجاهزيتهم، والواقع كلهم أبانوا على إستعداد جيد لهذه التظاهرة. - المنتخب: في إطار هذا التحضير والمبارايات الودية الثلاث، واجهت بطل إفريقيا وانتهت المباراة بالتعادل، ما المغزى من منازلة بطل إفريقيا؟ الطوسي: منازلة بطل إفريقيا في حد ذاته فرصة لرفع المعنويات للاعبين والإحتكاك أكثر لقياس مدى جاهزيتنا، لأننا سنشارك في منافسة من أعلى مستوى بوجود لاعبين لهم قدرات فنية وتقنية عالية وكبيرة، وكان لا بد من التفكير في منازلة منتخب كبير حتى نكون على بينة من أمرنا ونضع كل لاعب تحت المجهر، ومنازلة منتخب زامبيا حامل اللقب هو في حد ذاته فرصة لكسب الثقة، الأهم هو منازلة منتخبات إفريقية تتميز بالندية، لأننا في الأخير سنواجه هذه المنتخبات. - المنتخب: لكن الكثيرين لم يقتنعوا بأداء الفريق الوطني؟ الطوسي: تذكرون أن المنتخب الزامبي في السنة الماضية كان قد إنهزم في جميع المباريات الودية وعندما دخل المنافسات الرسمية فاز بلقب كأس إفريقيا، لذلك فإن المباريات الودية غالبا ما تكون فرصة للإعداد الجيد وتهييء اللاعبين ووضع المخطط التكتيكي على ضوء جاهزية اللاعبين، وبالتالي فرننا لم نكن نرغب في إرهاق اللاعبين خاصة وأننا كنا نخوض حصتين تدريبيتين في اليوم، ولاحظتم كيف أننا إقتصدنا في الأداء وهذا يدخل ضمن المنظومة التحضيرية.. حاسبوننا في المبارايات الرسمية.. - المنتخب: تلقى الكثيرون وبخاصة جمهور الرجاء إستبعاد اللاعب عبد الإله الحافظي من اللائحة الرسمية، ما هي المعايير التي إعتمدتموها في ذلك؟ الطوسي: أولا أود أن أشير إلى أن اللاعبين عبد الإله الحافيظي يتوفر على كل المقومات التي تجعله يحمل قميص الفريق الوطني، فهو لاعب منضبط وأبان على ذلك في المعسكر الإعدادي، والنجاح الذي حققه مع الرجاء يؤكد ذلك.. الإتحاد الإفريقي لكرة القدم ألزمنا بإرسال اللائحة التي تضم 23 لاعبا قبل إنصرام 9 يناير، وهو ما حصل، إلا أنه وبحسب بند قانوني يسمح لنا بالإحتفاظ بلاعب في لائحة الإحتياط والبقاء بالمعسكر ليكون بديلا للاعب ما إذا أصيب.. وهذه الضوابط القانونية فرضت علينا ضم 24 لاعبا، وأعيد وأكرر بأن الحافيظي لاعب موهوب ولكن هناك أشياء لا تتعلق بالجانب التقني، بل بالأجواء والمحيط الذي يعيشه الفريق الوطني، لاحظنا أن الحافيظي هو أصغر لاعب في المجموعة والتجربة أصبحت ضرورية، ونحن هنا من أجل ذلك.. وهناك ظروف أخرى والجمهور المغربي يعرف ذلك جيدا تتعلق بالظروف المناخية، إذ أننا جئنا من فصل الشتاء البارد لنجد بجنوب إفريقيا جو الصيف.. وقد أصيب الحافيظي بزكام خفيف وفيما بعد تبين بأنه يشكو من ألم في الظهر، ولم نغامر في إلحاقه باللائحة ثم المباريات الودية، وكلها عوامل جعلتنا مضطرين لإسقاطه من اللائحة الرسمية.. - المنتخب: وجدتم جالية مغربية مهمة في انتظاركم عبرت عن مساندتها المطلقة لأسود الأطلس، هل هذا أشعركم بحجم المسؤولية اتجاه المغاربة في كل مكان؟ الطوسي: بكل تأكيد، لقد شعرنا بدفء خاص ونحن نستقبل بالزغاريد والورود فور وصولنا إلى جنوب إفريقيا.. والواقع إن الحفاوة التي إسقبلنا بها أفراد جاليتنا بجوهانسبورغ أكدت مدى التلاحم بين كل أبناء هذا الوطن الغالي، وهذه المساندة المطلقة كانت حافزا كبيرا لنا لكي نبذل قصارى الجهود ونكون جاهزين أيضا لمباراة أنغولا التي نعتبرها مفتاح التأهل.. أعرف أن جمهورا مغربيا آخر يوجد بجنوب إفريقيا ويشجعنا إلى جانب الجالية المغربية المقيمة هنا، نحن أمام مسؤولية وطنية، وأمام الجمهور المغربي الذي يريد أن نحقق له ما هو أفضل ونطوي صفحة الأحزان التي لازمتنا في الدورات الأخيرة، أتمنى أن يوفقنا الله في هذه المشاركة، لأن هذا الشعب الطيب يستحق الأفراح والمسرات ولي اليقين بأن الله لن يخيبنا لأننا قمنا بتحضيرات في المستوى وأن المعسكر كان ناجحا بامتياز، وجميع اللاعبين لهم وعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويقدرون القميص الذي يرتدونه والذي لا يقاس بثمن وهذا ما عبر عنه كل اللاعبين في هذا المعسكر، بحيث هناك تجانس وانسجام تام بينهم وأتمنى أن ينعكس هذا الحماس في مباراتنا ضد أنغولا.. - المنتخب: ما يعني أنكم خرجتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر؟ الطوسي: بطبيعة الحال ينتظرنا جهاد أكبر، ينتظرنا تشريف الكرة المغربية لتعود إلى الواجهة بلا مركب نقص، لم تأت إلى جنوب إفريقيا للراحة والسياحة، بل جئنا من أجل الدفاع عن القميص الوطني، وأظن أن الورشات الثلاث التي خضناها في هذا المعسكر الإعدادي أعطت الإنطباع بأننا جاهزون لهذا العرس الإفريقي بحماس ووطنية كبيرة. - المنتخب: الملاحظ أنك اعتمدت على حصص تدريبية وأخرى حصص عن طريق الفيديو، كيف ذلك؟ الطوسي: تعرفون أن الكرة الحديثة أصبحت تعتمد على تقنيات جديدة علمية بالدرجة الأولى، لقد خصصنا حصصا للفيديو للاعبين وهي نفسها التي تعتمدها أنديتهم الأوروبية وهذا ما سهل لغة التواصل بيننا، كما حرصنا على مشاهدة المباريات الودية التي خضناها وكانت مناسبة وقفنا فيها على الأخطاء التي سقطنا فيها على أساس إصلاحهم في المباريات الرسمية، بالإضافة إلى تقنيات جديدة في الإعداد البدني من خلال التقنية التي اعتمدها الخبير نبيل البركاوي بمعية المعد البدني صلاح الدين لحلو، ما يعني أننا هيأنا الفريق الوطني بطريقة علمية حديثة وبطريقة تطبيقية على أرضية الميدان.. كان هناك عمل كبير تم تقسيمه إلى ثلاثة مراحل، الحمد لله مر كل شيء في ظروف جيدة، ما ساعدنا صراحة هو انضباط جميع اللاعبين الذين كانوا في مستوى الروح الوطنية العالية. - المنتخب: أصيب اللاعب يونس بلهندة، وشكلت إصابته هاجسا لكم، كيف ستتعاملون مع إصابته؟ الطوسي: يونس بلهندة يشكل أحد الثوابت الأساسية داخل تركيبة الفريق الوطني، وإصابته في البداية أقلقتنا، لكن الحمد لله الأشعة أثبت أنه يلزم إزاحته لمدة خمسة أيام، ما يعني أننا سنحتفظ به حتى يستعيد جاهزيته البدنية أولا وسنرى إن كنا سنعتمد عليه في المباراة الأولى أم لا، بالتشاور مع الطاقم الطبي. - المنتخب: ألا ترى بأن المهمة ستكون صعبة للفريق الوطني في كأس إفريقيا، لكون عدد من اللاعبين يفتقدون للخبرة الإفريقية؟ الطوسي : لست مع هذا الطرح المتعلق باللاعبين الذين يفتقدون للتجربة الإفريقية، لأن هذا الأمر أصبح مستبعدا.. أما بخصوص المهمة فبكل تأكيد ستكون صعبة لكون جميع المنتخبات قامت بتحضيرات جيدة وأجرت مباريات ودية، والوقع أن منتخبنا يتوفر على إمكانيات جيدة وقادرون على النجاح لأنه لدينا إيمانا قويا بالله سبحانه وتعالى، ولدينا أيضا ثقة كبيرة في اللاعبين، وأظن بأنه إذا سارت الأمور وفق المخطط الذي وضعناه، أكيد سنحقق النتائج المرجوة وإسعاد الشعب المغربي، كما أن الحالة النفسية للاعبين جيدة ومتفائلون وعازمون على تشريف الكرة المغربية في هذا الحدث الإفريقي الهام.. أحمل على عاتقي مسؤولية كبيرة ومثلي مثل جميع المغاربة، أتطلع إلى حضور مشرف للفريق الوطني، وأن يكون اللاعبون جاهزين مائة المائة، لا شيء مستحيل حتى وإن كانت المهمة صعبة. - المنتخب: هل المنتخب قادر على السير بعيدا في هذا العرس الإفريقي؟ الطوسي: أنا متفائل، وطبعا هدفنا الأول هو العبور للدور الثاني وبعدها سنرى.. وأنا أقول دائما إن الشهية تأتي مع الأكل.. يجب الفوز في مباراة أنغولا أولا لأنها هي البوابة الحقيقية للعبور.. علينا أن نتعامل مع المباراة بجدية وبلا أخطاء.. حيث درسنا الخصم جيدا ووقفنا عند نقط قوته وضعفه.. وسنعمل خلال الحصص التدريبية الأخيرة على التعامل معها بحزم.. أبدا لن نفرط في النقط وهدفنا الأول والأخير هو الفوز، ولن نتنازل عنه، خاصة وأننا وصلنا إلى مرحلة مهمة من التحضير الجيد وهناك حماس بين اللاعبين ما سيساعدنا على إجراء مباراة في المستوى إن شاء الله مع التأكيد على أنه لا يجب إستصغار الخصم، لأن منتخب أنغولا يضم لاعبين شبان ولهم مهارات جيدة.. - المنتخب: لندخل إلى مفكرتك التقنية، كيف ستتعامل مع مباراة أنغولا على ضوء المباريات الودية التي خاضها الفريق الوطني؟ الطوسي: لم تبق إلا يومين لمنازلة منتخب أنغولا في إطار النهائيات الإفريقية، ما يهمنا بالأساس هو أننا وصلنا إلى مرحلة الجدية والإحساس بالمسؤولية، وأن جميع اللاعبين جاهزون نفسيا وبدنيا وتكتيكيا، أتمنى أن تبقى الأمور على ما هي عليه الآن حتى نحقق الفوز في هذه المباراة، وبعد ذلك نناقش مباراة الرأس الأخضر، ثلاث نقط هي الأساس في أول مباراة، لأنها تضمن لنا حظوظا وافرة لضمان التأهل الذي هو رهاننا الأول. - المنتخب: ماذا تقول في كلمة مفتوحة؟ الطوسي: أشكركم على هذا الإهتمام وهذه الإستضافة وأود أن أحيي من خلال منبركم كل الأطر التقنية الوطنية التي دعمت هذه التجربة، وأتمنى أن أشرفها وأكون سفيرا لها في جنوب إفريقيا، كما لا تفوتني الفرصة بدون أن أشكر المكتب الجامعي على الدعم الذي قدمه لنا كأطر تقنية بدون تقديم أفضلية عن المدرب الأجنبي وآخر مغربي وهذا ما شجعنا على العمل، ثم الجمهور المغربي المعادلة الحقيقية في الدعم والمساندة، هذا الجمهور الطيب الذي أريد أن أسعده بمعية اللاعبين، أن نطوي معه صفحة الأحزان والإخفاقات لأن لدينا فريق وطني في المستوى ولاعبين من العيار الثقيل، لقد إشتغلنا طيلة هذه المدة على عدة ميكانيزمات ووصلنا إلى مرحلة مهمة من الإنسجام والتآلف بين اللاعبين الذي أشكرهم على إنضباطهم طيلة المعسكر الإعدادي، والواقع لقد عشنا كأسرة واحدة تقاسمنا كل شيء وتعايشنا وفهمنا بعضنا البعض وكان هذا هو المبتغى، سنترك جميعا في قيم المواطنة والدفاع عن القميص الوطني. أتمنى التوفيق في مشوارنا بجنوب إفريقيا. حاوره: