توقع عبد الرحيم طاليب مدرب نهضة بركان أن يتجاوز المنتخب الوطني اللدور الأول في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013، وأشار في حواره مع «المساء» إلى اقتناعه بخيارات الطوسي، مؤكدا أنها جاءت بناء على فلسفته في اللعب ووفق متطلبات كرة القدم الحديثة وحسب متطلبات الكرة الإفريقية. طاليب أكد أن كرة القدم لا تخضع للمنطق، وتنمى أن يكون الحظ رفيقا للأسود في الكان لخلق المفاجأة، كما تناول خلال حواره مسألة استبعاد الثلاثي خرجة والشماخ وتاعرابت. - ما هو تقييمك لأداء المنتخب المغربي على ضوء المباراتين الإعداديتين؟ على ضوء المباراتين الإعداديتين التي أجراهما المنتخب الوطني، يمكن القول بأنهما كانتا مناسبتين أمام الناخب الوطني رشيد الطوسي لتجريب واختبار مجموعة من الأسماء، فالمباراة الأولى التي تعادل فيها المنتخب المغربي أمام نظيره الزامبي حامل لقب بطل كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، من دون أهداف والمباراة الثانية التي أجريت أمام المنتخب المغربي والتي شهدت فوزه على نظيره الناميبي بهدفين مقابل واحد كانت فرصة لإقحام اللاعبين المقبلين على غمار نهائيات بطولة كأس الأمم الافريقية 2013 بجنوب إفريقيا، صحيح أن أداء العناصر الوطنية تغير نسبيا في المباراة الودية الثانية، وهو الأمر الذي يمكن تفسيره بتأقلم لاعبي المنتخب الوطني مع أجواء الاستعدادات هناك، صحيح أن هناك بعض الأخطاء التي برزت من جديد خلال المباراة الودية الثانية، والتي شاهدناها أيضا في المباراة الأولى، لكن على العموم يمكن القول إن المنتخب المغربي ظهر بوجه أخر أمام منتخب ناميبيا. - ارتباطا بالمباراتين الوديتين ألن يكون لغياب خرجة والشماخ وتاعرابت تأثير على حضور المنتخب المغربي بالكان؟ ستكون هذه هي المناسبة لأوضح بأننا نتكلم عن منتخب وليس نادي حتى يتأثر بغياب لاعب معين، فإذا كنا نتكلم عن المنتخب الوطني فإنه أكبر من أن يرتبط اسمه بلاعب ما، وأن يظل رهينا له وإذا كنت تقصدين مروان الشماخ فإنه عاش خلال الفترة الأخيرة صعوبات مع فريقه السابق أرسنال الإنجليزي، الأمر الذي أبعده عن اللعب بشكل مستمر وهو ما أفقده الجاهزية وجعله خارج حسابات الطوسي. خرجة لا أحد يمكنه إنكار الخدمات التي قدمها للمنتخب الوطني المغربي منذ التحاقه به، لكن الآن سنه لا يسمح له باللعب للمنتخب ولا حتى السياسة التي يعتمدها الناخب الوطني رشيد الطاوسي تتناسب مع الإبقاء على الحسين خرجة، أما قضية تاعرابت التي أسالت الكثير من المداد والتي أثارت الجدل كثيرا فإنها باعتقادي لا تستحق كل هذا التضخيم لأن عادل رفض اللعب للمنتخب ومادام أن هذا هو اختياره فإنه لا يستحق أن ينال كل هذا الاهتمام، فكما قلت سلفا فإن المنتخب المغربي مقبل على خوض منافسات كأس افريقيا للأمم والكل يعلم بأنه مطالب بلعب كرة قدم حديثة والأكيد أن الطوسي كان واع بهذا وهو ما يبرر اختياراته الناتجة عن قناعاته. - إذن، فأنت تتفق مع اختيارات رشيد الطوسي؟ ليس أمامنا إلا أن نتفق معه وهو صاحب القرار الأول والأخير، لقد أعلنها الطوسي بصريح العبارة وقال إنه بنى جميع اختياراته على فلسفته في اللعب ومفهومه للعمل الجماعي بناء كما قلت على متطلبات كرة القدم الحديثة، لقد أثارت اختيارات رشيد الطوسي الكثير من الجدل في حينه أنه سيكون المسؤول الوحيد عنها. - أتقصد مسألة الحافيظي؟ ليس اسما بعينه لكنني أتمنى أن نمنح للطوسي كل الصلاحيات للعمل، فليس الآن وقت المحاسبة أو العتاب واللوم. - إذن ماهي توقعاتك للمنتخب الوطني في نهائيات جنوب إفريقيا؟ سأكون صريحا في ردي على هذا السؤال، لا يمكننا أن نحلم بما هو أكبر من إمكانياتنا، لابد من أن نكون موضوعيين وواقعيين، ومن هنا يمكن القول بأنه باستطاعتنا بناء على المعطيات التي بين أيدينا تخطي الدور الأول، التشكيلة التي ستدخل غمار نهائيات الكان تضم لاعبين جدد، لقد تم تجديد دماء المنتخب الوطني، لكن كما يقال فإن كرة القدم مليئة بالمفاجآت ولا تخضع للمنطق والكل يتذكر نهائيات تونس 2004 والنتائج الجيدة التي حققتها العناصر الوطنية رفقة بادو الزاكي حينها، في وقت لم يكن فيه أحد يراهن عليه فهناك عامل الحظ الذي نتمنى أن يلازمنا وأن يخدمنا هناك لتحقيق الأفضل، رغم أنني أرى بأن التجربة لها أيضا نصيب في هذه المسألة، لكن علينا عموما أن نتفاءل خيرا وسنجني ثمار العمل على المدى البعيد. - بالمناسبة هل ترى بأن تشكيلة المنتخب المغربي بلغت درجة كبيرة من الانسجام؟ بصراحة مازال الانسجام غائبا عن عناصر المنتخب الوطني، خاصة على مستوى الدفاع، وهذا كان جليا خلال مباراة ناميبيا، أعتقد أنها من بين النقاط التي ستخلق متاعب للمنتخب المغربي خلال المباريات القادمة وهو مطالب بالاشتغال عليها. - ما هي قراءتك لخصوم الأسود بالكان؟ أولا التجربة تقول بأن المنتخب المغربي مطالب بالفوز في مباراته الأولى التي ستكون أمام منتخب أنغولا، فمنافسة من حجم كأس أمم إفريقيا يبقى تحقيق الانتصار في أول مباراة فيها مطلوبا، مهما كان الخصم لأنها تمنحك النقاط الثلاث، والمغرب لن يخرج عن هذا الاستثناء لأن الفوز هو الكفيل بمواصلة باقي المشوار بنجاح، وبالعودة إلى الخصم فإنه قوي وأكيد أن المباراة ستشهد تنافسية قوية، باعتبار أن المنتخب الأنغولي يضم خيرة اللاعبين، هناك لمسة برتغالية على مستوى أدائهم أكيد أنهم ليسوا أقل من عناصرنا الوطنية رغبة في الفوز خلال أول ظهور لهم بالكان، أما منتخب الرأس الأخضر فإنه يدخل الكأس بفكرة بأن ليس لديه ما يخسره، قد يبدو أنه خصم قليل التجربة لكن علينا توقع العكس لأنه لو كان كذلك لما استطاع التأهل للنهائيات والحضور مع الكبار ومن يقول عكس ذلك فهو مخطئ، أما منتخب جنوب إفريقيا فأنه يجري المنافسات بميدانه وأمام جمهوره ومن الطبيعي أنه سيسخر كافة جهوده للظهور بصورة متميزة أمام جماهيره هناك.