طغى الحديث عن عدم مناداة رشيد الطوسي، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم على العميد الحسين خرجة لمباراة الطوغو الودية التي ستجري اليوم، على الندوة الصحفية التي عقدها أول أمس الإثنين، بملعب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء. لقد ظل كثيرون يتساءلون، هل الأمر يتعلق بإبعاد مؤقت أم بإبعاد نهائي. وإذا كان الطوسي لم يجزم بشكل نهائي في الأمر، إلا أن من الواضح من خلال قراءة ما بين سطور كلمات مدرب المنتخب أن خرجة لم يعد ضمن اختياراته، وأن الطوسي يراهن على زرع نفس جديد في المنتخب الوطني، بلاعبين متعطشين للعب للمنتخب وتحقيق نتائج إيجابية معه، وتتوفر فيهم السرعة والقوة البدنية، بل إن الطوسي أشار وهو يسأل عن خرجة إلى أن المنتخب الوطني فوق الجميع، وأن مصلحته فوق كل اعتبار. لذلك، يمكن القول إن خرجة أصبح اليوم خارج المنتخب، مما يعني أيضا إعلانا عن نهاية جيل 2004 الذي خاض النهائي أمام تونس برادس، والذي لم يتبق منه إلا الحارس نادر لمياغري الذي كان الحارس الاحتياطي الثالث وقتها. لذلك، من حق الطوسي أن يختار من شاء من اللاعبين، وأن يضع «البروفايل» الذي يريد، دون أن يثير ذلك حفيظة أي أحد، ففي النهاية هو المسؤول عن اختياراته التقنية والتكتيكية، وهو الذي يعرف لماذا اختار هذا اللاعب دون الآخر، علما أن المفروض هو أن يكون الطوسي وفيا لقناعاته ولمعايير اختياراته، واليوم في ظل البطء الشديد الذي أصبح يميز أداء الحسين خرجة، والمرحلة الصعبة التي يعيشها مع فريق العربي القطري، يمكن القول إنه لا لوم على الطوسي في عدم استدعاء خرجة، لكن عندما يتعلق الأمر بعميد المنتخب، فإن الطوسي يمكن أن يلام فقط في عدم تواصله مع هذا اللاعب لوضعه في صورة اختياراته. وإذا كان غياب خرجة ألقى بظلاله على الندوة، فإن مباراة اليوم أمام الطوغو تعد مهمة للمنتخب الوطني لقياس قدراته، وأيضا ليكتشف الطوسي الوجوه الجديدة التي وجه لها الدعوة، وليجرب وسط الميدان في غياب خرجة، وليمنح يونس بلهندة حرية أكبر كصانع ألعاب مثلما يقوم به في فريق مونبوليي الفرنسي. العد العكسي لنهائيات كأس إفريقيا بدأ، ومباراة الطوغو حلقة مهمة، والأساسي هو اكتشاف الاختلالات والأخطاء، وليس تحقيق فوز خادع يجعلنا ننام في العسل.