"ولايتنا ستكون حاسمة في إنهاء هذا الوضع المختل" هكذا عبر عبد العزيز أفتاتي لهسبريس عن رغبة الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية في الحد من استخدام القوات العمومية للعنف في تفريق المتظاهرين، مستطردا:"لقد أحرقنا سفننا ولن نعود إلى الوراء، ونحن مصممون على إنهاء هذه الانتهاكات رفقة شركائنا". ويأتي تصريح أفتاتي على إثر اتهامات جماعة العدل والإحسان لقوات الأمن، بتعنيف قافلتها الحقوقية بوجدة مساء يوم السبت الماضي، وهي المبادرة التي انطلقت من الرباط وكانت تهدف إلى التضامن مع الأمين العام للجماعة محمد العبادي أمام بيته المشمع، حيث كان أفتاتي واحدا من الحاضرين في القافلة، وأكد لهسبريس أن قوات الأمن اعتدت فعلا على مجموعة من المتضامنين، في وقت كان من الممكن، حسب أفتاتي، أن تمشي الأمور بسلاسة دون أي تدخل أمني خاصة وأن القافلة لم تعرف أي تجاوزات. استطرد البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، أن هناك جهات أسماها ب"الدولة العميقة" تسعى إلى التشويش على أي تقدم يحرزه المغرب في مجال الحريات، "فهي جهات لا تعلن عن نفسها" يقول المتحدث ذاته، مؤكدا أنها كانت تُدير الجزء الأكبر من سياسة المغرب في عهد مضى، ولا زالت تمتلك بعض القرار السياسي حتى في ظل الحكومة الجديدة، مستشهدا بما قاله المهدي بنبركة في خطابه الشهير"الاختيار الثوري في المغرب" وكذلك خلاصات اليوسفي المتحدثة عن تأثير هذه الجهات. وقد ظهر أفتاتي واثقا من قدرة عبد الإله بنكيران على التصدي والحد من تأثير ما أسماه ب"العبث" الذي تمارسه بعض الأطراف في الدولة المغربية، حيث قال إن بنكيران لديه الإرادة الكافية والقدرة التامة لتحقيق تطلعات الشعب المغربي وإنهاء مثل الأوضاع المختلة في مجال حرية التظاهر السلمي، مستشهدا بمقولة طارق بن زياد الشهيرة:"البحر من ورائكم، والعدو أمامكم" لكي يستدل على أن الحكومة الحالية ستقطع مع واقع الانتهاكات ولن تتوقف عن عملها إلا عندما ينتهي هذا "العبث". وأضاف أفتاتي أن المبادرة التي قام بها النائب البرلماني عن حزبه، عبد الصمد الإدريسي، والتي كٌلفته التعنيف من القوات العمومية عندما أراد التدخل لإنقاذ معطل من بطشها، تُعد مبادرة جريئة تعكس همٌ البرلمانيين لمحاربة العنف العمومي في مواجهة التظاهر السلمي، رغم أن هناك "جهات" معينة تحاول الضغط على الحكومة من أجل إصدار توصيات تُحمل المسؤولية للإدريسي بكونه هو الذي عرقل عمل قوات الأمن. جدير بالذكر، أن رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، كان قد برٌر في وقت سابق، عنف القوات العمومية، بقلة طعامهم وبالحرمان من النوم، وكذلك بالاستفزاز الذي يُحدثه بعض المتظاهرين.