حينما يتعرض معلم الأجيال للذبح من الرقبة..من طرف من أمره الشاعر بالوقوف له مبجلا.. لا يمكن حينها أن تستغرب..فإذا عرفت السبب فلن يتملكك العجب.. لأنه عندما تستبدل المسطرة بالسكين..والطباشير "بالجوان المفتول".. والممحاة "بالكالة" توضع تحت اللسان..وقلم الرصاص "بالسبسي المنقوش"..وحينما يغدو مصباح القسم "بولة حمرا"..وغبار السبورة "غبارا من النفحة"..وعندما يصبح الكتاب المدرسي "بلاك بيري" و "إيباد".. والانتباه للدرس ألعابا ودردشة على "الفايسبوك".. حينما تصبح أماكن بعينها من ساحة المدرسة محظورة على الأطر التربوية..لأنها بكل بساطة أماكن لتجارة الممنوع..وعندما تغدو المراحيض المدرسية مكانا لضرب المواعيد..وأبوابها سبورات لتبادل أرذل و أحدث عبارات الفحش والكلام الساقط.. وعندما ترسل الأم فلذة كبدها مودعة إياه بحسرة..كأنها تودعه إلى ساحة الوغى..وحينما تغدو البنت وتروح تخترق آذنيها أحط قواميس الفحش والفجور..وحينما يتأبط المعلم محفظته صباحا..وهو كاسف البال..يتمنى اليوم الذي يحال فيه على التقاعد..أو أن يفتح باب المغادرة الطوعية..ليغادر غير آسف على زمان لا يحترم فيه من كاد أن يكون رسولا.. وحينما يتمنى الأستاذ الشاب لو أن فترة التكوين بالمعهد تضمنت دروسا في فن القتال..حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه عندما يسمع العبارة الشهيرة تتكرر كل يوم "حتى تخرج لبرا وغادي نخلي دار بوك" حينما يقع هذا وغيره..لن يتملكك العجب من ذبح أستاذ من الوريد إلى الوريد.