للا لا يجد أي مغربي غضاضة في الحديث عن الجزائر بضمير المتكلم بنفس الطريقة التي يتحدث بها عن المغرب ،اعتمادا على الشعور النبيل تجاه بلد جار لا يكن له المغاربة غير الخير، ويتمنون له التقدم والازدهار، ويحدبون عليه كما يحدب الأب على ابن منحرف أملا في أن يعود إلى صوابه ويتذكر أفضال أبيه عليه، وليس في الكلام هنا أية مبالغة،فالوقائع التاريخية تثبت أن المغرب والمغاربة كانوا دائما بجانب هذا البلد في أشد الظروف حلكة، وحلكة الاستعمار في الجزائر كانت قاتمة،ومذلة، وطال أمدها إلى درجة فقدان الأمل في التحرر،ولما استقل المغرب سنة 1956 لم ينتش بفرح الانتصار على دياجير الاستعمار لأنه اعتبر أن الاستقلال ناقص بدون استقلال الجزائر، فدعم مقاومتها، وشحذ همة أبنائها، وضحى أبناؤه بالأموال والبنون، بنفس الدرجة وربما أشد من تضحيتهم في سبيل وطنهم، حتى تحقق استقلال الجزائر، وانزاح الغم عنها. "" أمام هذه التضحيات المغربية،وبعد سنة فقط من استقلال الجزائر 1962 وجهت الأخيرة أسلحتها لصدور المغاربة متسببة في حرب الرمال سنة 1963 التي أطلقت على الحرب الحدودية بين المغرب والجزائر مما يدل على أن مسؤوليها لم ينتظروا طويلا لإثبات سوء النية وخاصة أولئك الذين لايقيمون للأخوة أي اعتبار،وقد ذهب بعض الباحثين إلى اعتبار تلك الحرب بمثابة انقلاب الحاقدين على المغرب على الراغبين في إقامة علاقة طيبة معه من الجزائريين، واستطاعوا الوصول إلى مراكز القرار ،ومنذ ذلك الحين، والعلاقات بين المغرب والجزائر دائما على فوهة بركان ينتظر أية لحظة لقذف حممه على الشعبين الشقيقين لا قدر الله. إن المتأمل في السياسة المغربية تجاه الجزائر، سيجدها مطبوعة بنوع من الحكمة والتبصر،رغم أن الجزائر لم تتوان لحظة،وكلما أتيحت لها الفرصة،في إزعاجه،ومحاولة جره إلى مواجهات غير مضمونة العواقب، ولصق التهم المغرضة به،ووصفه بأقبح النعوت، من قبيل الاحتلال مثلا، عندما استرجع صحراءه المغربية،التي اعترفت هي سنة 1974 بأن مشكل الصحراء لايهم غير المغرب وموريتانيا، لكنها تراجعت عن موقفها لتعترف سنة 1976 بما يسمى جبهة البوليزاريو، في توجه يفضح بوضوح توجهاتها الانفصالية،والتفريقية،عوض الوحدة،وتحقيق دولة المغرب الكبير،وهكذا ظلت يد المغرب ممدودة للتعاون،والتواصل،ودك الحدود الوهمية صنيعة الاستعمار البغيض،غير أنها لم تلق غير الصدود والتعنت،ومزيدا من التضليل للشعب الجزائري لجعله ينظر للمغرب نظرة حاقدة ومتشنجة،وهنا لابد من الإشارة إلى أن المسؤولين الجزائريين،منذ استقلال بلادهم وهم يستخدمون الخلافات مع المغرب وسيلة لضمان الالتفاف الشعبي المفقود حولهم ، عن طريق تضخيم قوة المغرب،واعتباره خطرا داهما على بلادهم. لا أظن أن الجزائر نجحت في ما ترومه نجاحا مبرما في إقناع الشعب بطروحاتها الحاقدة،إذ إن الشعب الجزائري يعلم حق العلم أن الخلافات مع المغرب وهمية،ولا تقوم على أساس موضوعي، فلو كان المغرب بذاك الحقد على الشعب الجزائري لتواطأ مع الاستعمار منذ البداية إما بالتزام الصمت،أو التصريح علانية بأن المشكلة الجزائرية هي مشكلة فرنسية داخلية، لكنه اتخذ منحى مقاوما ضد الاستعمار انطلاقا من مبادئ الإسلام التي تدعو إلى حسن الجوار،والتضامن،والتآزر. لقد كان اغتيال محمد بوضياف الرئيس الجزائري الأسبق مؤشرا قويا على مواصلة سياسة قطع كل تواصل مع المغرب من طرف الحكم العسكري في الجزائر نظرا لما يمكن أن يخلقه الرئيس المغتال من تقارب،ربما سيعصف بسلطتهم،أو يهمشها باستلهام طريقة الحكم المغربي،لأن الرجل عاش مدة طويلة في المغرب، ويصعب عليه أن يتنكر لهذا البلد الذي عاش فيه واحدا من أبنائه،دون تمييز،وعاش فيه كل جزائري مقيم حرا طليقا،رغم أن الجزائر كانت قد أقدمت على خطوة غير إنسانية عندما طردت أزيد من 14ألف مغربي من أراضيها وشتت أسرهم بطريقة مأساوية ضاربة عرض الحائط بكل الأعراف والمواثيق الدولية، ورغم ذلك بقي المغرب متشبثا بضرورة الوحدة مع الجزائر كان آخرها دعوة جلالة الملك محمد السادس إلى ضرورة فتح الحدود بين البلدين،لكنها قوبلت بالرفض،ومزيد من تكديس الأسلحة في تهديد واضح للمغرب. ولما جاء السيد بوتفليقة علقت شعوب المغرب العربية أملا عليه ،نظرا لتجربته السياسية، لكي يذيب الجليد الذي يبرد العلاقة المغربية/الجزائرية،لكن السيد الرئيس أبى إلا أن يركب موجة المراهقة السياسية المنصرمة،والتي عبر عنها رئيس حكومته الحالي بطنجة مؤخرا مؤكدا أن الجزائر لازالت تدعم حركات التحرر في العالم،في إشارة إلى البوليزاريو، ناسفا أي جسر يمكن أن يقرب بين البلدين. مغربنا وجزائرنا لأن المغرب يتصرف حيال الجزائر ،وكأنها جزء منه، لكن المسؤولين الجزائريين يتصرفون خارج نطاق الجغرافيا والتاريخ المشترك،والدين والعروبة،والأمازيغية (حتى لا يغضب إخواننا الأمازيغ)،إما حسدا من عند أنفسهم ،أو بإملاءات خارجية،تعلم أن وحدة المغرب العربي،إن حدثت ستظل غصة صعبة الزوال. فمتى سيعود المسؤولون الجزائريون إلى صوابهم ليجسدوا هم أيضا مقولة جزائرنا ومغربنا؟ الله أعلم. لا يجد أي مغربي غضاضة في الحديث عن الجزائر بضمير المتكلم بنفس الطريقة التي يتحدث بها عن المغرب ،اعتمادا على الشعور النبيل تجاه بلد جار لا يكن له المغاربة غير الخير، ويتمنون له التقدم والازدهار، ويحدبون عليه كما يحدب الأب على ابن منحرف أملا في أن يعود إلى صوابه ويتذكر أفضال أبيه عليه، وليس في الكلام هنا أية مبالغة،فالوقائع التاريخية تثبت أن المغرب والمغاربة كانوا دائما بجانب هذا البلد في أشد الظروف حلكة، وحلكة الاستعمار في الجزائر كانت قاتمة،ومذلة، وطال أمدها إلى درجة فقدان الأمل في التحرر،ولما استقل المغرب سنة 1956 لم ينتش بفرح الانتصار على دياجير الاستعمار لأنه اعتبر أن الاستقلال ناقص بدون استقلال الجزائر، فدعم مقاومتها، وشحذ همة أبنائها، وضحى أبناؤه بالأموال والبنون، بنفس الدرجة وربما أشد من تضحيتهم في سبيل وطنهم، حتى تحقق استقلال الجزائر، وانزاح الغم عنها. "" أمام هذه التضحيات المغربية،وبعد سنة فقط من استقلال الجزائر 1962 وجهت الأخيرة أسلحتها لصدور المغاربة متسببة في حرب الرمال سنة 1963 التي أطلقت على الحرب الحدودية بين المغرب والجزائر مما يدل على أن مسؤوليها لم ينتظروا طويلا لإثبات سوء النية وخاصة أولئك الذين لايقيمون للأخوة أي اعتبار،وقد ذهب بعض الباحثين إلى اعتبار تلك الحرب بمثابة انقلاب الحاقدين على المغرب على الراغبين في إقامة علاقة طيبة معه من الجزائريين، واستطاعوا الوصول إلى مراكز القرار ،ومنذ ذلك الحين، والعلاقات بين المغرب والجزائر دائما على فوهة بركان ينتظر أية لحظة لقذف حممه على الشعبين الشقيقين لا قدر الله. إن المتأمل في السياسة المغربية تجاه الجزائر، سيجدها مطبوعة بنوع من الحكمة والتبصر،رغم أن الجزائر لم تتوان لحظة،وكلما أتيحت لها الفرصة،في إزعاجه،ومحاولة جره إلى مواجهات غير مضمونة العواقب، ولصق التهم المغرضة به،ووصفه بأقبح النعوت، من قبيل الاحتلال مثلا، عندما استرجع صحراءه المغربية،التي اعترفت هي سنة 1974 بأن مشكل الصحراء لايهم غير المغرب وموريتانيا، لكنها تراجعت عن موقفها لتعترف سنة 1976 بما يسمى جبهة البوليزاريو، في توجه يفضح بوضوح توجهاتها الانفصالية،والتفريقية،عوض الوحدة،وتحقيق دولة المغرب الكبير،وهكذا ظلت يد المغرب ممدودة للتعاون،والتواصل،ودك الحدود الوهمية صنيعة الاستعمار البغيض،غير أنها لم تلق غير الصدود والتعنت،ومزيدا من التضليل للشعب الجزائري لجعله ينظر للمغرب نظرة حاقدة ومتشنجة،وهنا لابد من الإشارة إلى أن المسؤولين الجزائريين،منذ استقلال بلادهم وهم يستخدمون الخلافات مع المغرب وسيلة لضمان الالتفاف الشعبي المفقود حولهم ، عن طريق تضخيم قوة المغرب،واعتباره خطرا داهما على بلادهم. لا أظن أن الجزائر نجحت في ما ترومه نجاحا مبرما في إقناع الشعب بطروحاتها الحاقدة،إذ إن الشعب الجزائري يعلم حق العلم أن الخلافات مع المغرب وهمية،ولا تقوم على أساس موضوعي، فلو كان المغرب بذاك الحقد على الشعب الجزائري لتواطأ مع الاستعمار منذ البداية إما بالتزام الصمت،أو التصريح علانية بأن المشكلة الجزائرية هي مشكلة فرنسية داخلية، لكنه اتخذ منحى مقاوما ضد الاستعمار انطلاقا من مبادئ الإسلام التي تدعو إلى حسن الجوار،والتضامن،والتآزر. لقد كان اغتيال محمد بوضياف الرئيس الجزائري الأسبق مؤشرا قويا على مواصلة سياسة قطع كل تواصل مع المغرب من طرف الحكم العسكري في الجزائر نظرا لما يمكن أن يخلقه الرئيس المغتال من تقارب،ربما سيعصف بسلطتهم،أو يهمشها باستلهام طريقة الحكم المغربي،لأن الرجل عاش مدة طويلة في المغرب، ويصعب عليه أن يتنكر لهذا البلد الذي عاش فيه واحدا من أبنائه،دون تمييز،وعاش فيه كل جزائري مقيم حرا طليقا،رغم أن الجزائر كانت قد أقدمت على خطوة غير إنسانية عندما طردت أزيد من 14ألف مغربي من أراضيها وشتت أسرهم بطريقة مأساوية ضاربة عرض الحائط بكل الأعراف والمواثيق الدولية، ورغم ذلك بقي المغرب متشبثا بضرورة الوحدة مع الجزائر كان آخرها دعوة جلالة الملك محمد السادس إلى ضرورة فتح الحدود بين البلدين،لكنها قوبلت بالرفض،ومزيد من تكديس الأسلحة في تهديد واضح للمغرب. ولما جاء السيد بوتفليقة علقت شعوب المغرب العربية أملا عليه ،نظرا لتجربته السياسية، لكي يذيب الجليد الذي يبرد العلاقة المغربية/الجزائرية،لكن السيد الرئيس أبى إلا أن يركب موجة المراهقة السياسية المنصرمة،والتي عبر عنها رئيس حكومته الحالي بطنجة مؤخرا مؤكدا أن الجزائر لازالت تدعم حركات التحرر في العالم،في إشارة إلى البوليزاريو، ناسفا أي جسر يمكن أن يقرب بين البلدين. مغربنا وجزائرنا لأن المغرب يتصرف حيال الجزائر ،وكأنها جزء منه، لكن المسؤولين الجزائريين يتصرفون خارج نطاق الجغرافيا والتاريخ المشترك،والدين والعروبة،والأمازيغية (حتى لا يغضب إخواننا الأمازيغ)،إما حسدا من عند أنفسهم ،أو بإملاءات خارجية،تعلم أن وحدة المغرب العربي،إن حدثت ستظل غصة صعبة الزوال. فمتى سيعود المسؤولون الجزائريون إلى صوابهم ليجسدوا هم أيضا مقولة جزائرنا ومغربنا؟ الله أعلم.